بقلم / مدحت عويضة ولا بد من التوقف أمام هذا المشهد طويلاً وبعيداً عن نظرية المؤامرة التي تسيطر على العقلية الشرق أوسطية المشهد يدل على أن هناك أشياء كثيرة تغيرت فأين نظرية السيادة المطلقة للدولة التي كانت تعتبر رئيس الدولة هو ممثل للدولة ويتمتع بما يتمتع به الشخص الإعتباري (الدولة) من سيادة مطلقة على كل الأراضي التابعة للدولة, أين الفكر القديم الذي كان يعتبر أي نزاع داخل أراضي دولة ما هو شأن داخلي يهم الدولة المعنية فقط وقيادتها السياسية وأي تدخل من أي دولة أو منظمة أو هيئة إقليمية أو دولية هو تدخل في الشأن الداخلي للدولة التي بها النزاع وهو إعتداء على سلطة القيادة السياسية للدولة, صحيح أن نظرية السيادة المطلقة قد إنتهت نظرياً بعد إنشاء منظمة الأمم المتحدة والمجالس التابعة لها ونخص هنا مجلس الأمن الدولي وأصبحت نظرية السيادة هي سيادة نسبية وليست مطلقة, ولكن طول فترة الحرب الباردة ظلت نظرية السيادة النسبية مجرد فكر سياسي ليس له وجود حقيقي على أرض الواقع إلا فيما ندر. وبعيداً عن الفكر العربي والإسلامي الريديكالي ومن خلال متابعتنا للظروف والأحداث السياسية في العالم من حولنا نستطيع القول بأن الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً، نعم لقد تغير الفكر السياسي العالمي ليس فقط في مسائل النزاع المسلح بل في مسائل حقوق الإنسان وأهمها حرية ممارسة العقيدة, صحيح وإلى الآن لم يستخدم المجتمع الدولي القوة في حالة إنتهاك حقوق الإنسان إلا في حالة الحق في الحياة أي حالات الإعتداءات بالقتل المقترن بالتطهير العرقي, ولكن أنا واثق أن مسألة حقوق الإنسان أصبحت الشغل الشاغل للمفكرين والسياسيين في العالم، وكما كان محاكمة رئيس دولة كالبشير أمراً مستحيلاً بالأمس وأصبحت واقع الآن وأصبحت كل ما تصبو إليه الدولة والدول الصديقة والشقيقة هو تاجيل المحاكمة لمدة عام، فسيأتي اليوم الذي يحاكم فيه رؤساء وملوك دول على انتهاك أبسط حق من حقوق الإنسان وسيأتي اليوم الذي سيُفرض على كل الدول قوانين حقوق الإنسان فرضاً. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |