بقلم / ماجد سمير
تحكي نكتة أطلقها المصريين في سبعينيات القرن الماضي أن صحفياًَ مصرياًَ تقابل في أحد المؤتمرات بالعاصمة الأمريكية واشنطن مع صحفياًَ أمريكياًَ تفاخر خلال المقابلة حفيد العم سام بأنه يستطيع أن يوجه السباب إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في أكبر ميادين واشنطن، فما كان من الصحفي المصري أن أكد له أن بلده لا تقل حرية عن بلاده لأنه يستطيع أيضاًَ أن يقف في ميدان التحرير بالقاهرة ويوجة سباباًَ أكثر..... للرئيس الأمريكي!
تذكرت هذه النكتة عند سماعي قرار توقيف الرئيس السوداني البشير الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية ورد الفعل المتوقع من وسائل الإعلام المحمية الطبيعية التي نعيش فيها المسماه بالوطن العربي، صحيح أني لم أرصد بعد ردود الأفعال التي أرسلت قبيل إنطلاقها هذا المقال لكني أستطيع أن أجزم الدفاع عن الرئيس البشير والحديث بشكل مكثف عن المؤامرة الموجهه إلى الوطن، وعن مجرمي الحرب في إسرائيل وأمريكا الذين لم يدانوا بعد على جرائمهم، وكأن عدم إدانة الغير سبب كاف لإعفاء قاتلي أهالينا في السودان من جرائمهم.
وأطرف المواقف هو خطاب الرئيس البشير الذي نقلته الفضائيات على الهواء مباشرة ظهر الثلاثاء الماضي – قبيل قرار المحكمة بيوم واحد - وأطلق خلاله الرئيس السوداني كلمات حنجورية تتفق تماماًَ مع العقل العربي وأظهر جراءته وشجعاته الكبيرة في مواجهة المؤامرة التي تحاك ضد بلاده، وفجأة توقف عن الكلام دون سابق إنذار ورفع عصاه إلى أعلى ملوحاًَ بها وقال كلمتين لم أستطيع سماعهما وهلل بعدها الشعب مردداًَ نفس الكلمتين وكانتا تقريباًَ "الرقص... الرقص"، إذن المواجهة ستكون بالرقص على طريقة زوربا اليوناني، وعاد البشير مرة أخرى إلى كلماته الحنجورية بحماس زائد يفوق الوصف ومرة أخرى توقف وردد نفس الكلمتين وهلل الشعب مرة أخرى.
وتكرر الموقف عدة مرات ومع التكرار استطعت تفسير الكلمتين "الرد ...الرد" فقط والشعب يردد خلفه "الرد... الرد" دون أدنى توضيح لكيفية الرد كلمات فقط دون فعل كالعادة تماماًَ مثل القصة القديمة التي تقول أن هناك جزارن متجاوران في السوق، الأول أجنبي والثاني عربي ذهب أحد الناس للشراء من الأجنبي وجد كل أصناف اللحوم حتى لحمة الرأس متوافرة عنده، وعندما سأل عن "اللسان" قال له الجزار الأجنبي أن لا أبيعها ستجدها عند جاري فهو متخصص في هذا النوع فقط.
ويبقى الفصل الأخير المتسق تماماًَ مع سب الرئيس الأمريكي في ميدان التحرير، المزيد من الهتافات ضد المحكمة الدولية والنظام الدولي المتأمر، وتأييد البشير في موقفه الحنجوري وستبدأ فوراًَ شركات الإنتاج السينمائي بكل العواصم العربية في إنتاج الفيلم النضالي الجديد "زوربا السوداني".
شكة:
سترش السودان المحمكة الجنائية الدولية بعد إدانة البشير بالمياه عن طريق " الخرطوم".
|