بقلم : مشعل السديري وللأسف إنني لا أظن أن هناك امرأة في العالم ظُلمت أكثر من المرأة المسلمة، ومعها بطبيعة الحال «شرّابة الخُرج» المرأة العربية. ولقد استمتعت حقا وتألمت بقراءة كتاب من تأليف الدكتورة لمياء باعشن بعنوان «التبات والنبات»، وهو مجرّد حكايات شعبية أخذتها من أفواه العجائز عندما كُنّ يحكين لأطفالهن قبل النوم حكايات ألّفنها تلقائيا. وتلك الحكايات ما هي إلا مجرد خيال للنفاذ من الظلام الدامس والأبواب الموصدة التي رزحن تحت جبروتها أجيالا وراء أجيال. وتبدأ كل امرأة وأم حكايتها بـ«كان يا ما كان»، وكلها عن بكرة أبيها مجرد إرهاصات بطريقة غير مباشرة وغير واعية كذلك، ولكنّ لها مدلولا خطيرا ومؤلما وفاضحا. مثل البنت التي عاشت نصف عمرها خوفا من الغول، ونصفه الآخر متخفّية في ثوب من الليف. إنها حكايات وحكايات يطول شرحها، ولكن كلها إسقاطات، وأحلام، وتطلّعات، واحتجاجات، ورغبة في التمرّد والانعتاق. صحيح أنها كلها تقريبا سلبية، ولكنها على الأقل كانت نوعا من الشكوى والتعبير عن واقع الحال للمرأة المحكومة والمدقومة والمنكسرة شوكتها عبر العصور. واليوم وبعد أن وصلنا إلى نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، هل يحق لنا أن نتساءل: هل ما زالت المرأة في عالمنا العربي والإسلامي، منكسرة الشوكة؟! إنه مجرد تساؤل غير بريء. بعد تفكير طويل ومرهق توصلت إلى القناعة التالية: أن أفضل شيء يستطيع الإنسان أن يعمله هو: أن يموت سعيدا، ويا ليتني أستطيع ذلك. أكيد لاحظتم من الفقرة الأولى من هذا المقال أن عقلي وقلبي هما دائما مع المرأة، غير أن بعض النساء فيهن شيء من «اللعانة» - إن جاز التعبير - ولكنها لعانة محببة إلى نفسي، أنا على الأقل. مثل تلك الفتاة التي اتصلت بها أهنئها على تخرُّجها والتحاقها بوظيفة، فردّت على تهنئتي «بقواية عين» قائلة: «إنني أحب وظيفتي إلى درجة العبادة، أما الشيء الذي أكرهه، فهو العمل فقط». فرددت عليها قائلا: «إذا كان هذا هو الذي تكرهينه فقط، فالمسألة بسيطة جدا ويمكن حلها». |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |