بقلم: د. نجيب جبرائيل وهكذا نخشى أن تضيع قضيتنا وسط أقدام من يسمون أنفسهم بالعمالقة ومن يصفون خيرهم بالأقزام، وهكذا تضيع القضية بين أصحاب "الياقات البيضاء"، نريد أن نقول لهؤلاء إذا كانوا صادقين مع أنفسهم، كم مرة نزلوا إلى الميدان وإلى الواقع العملي؟، هل تعاملوا عن قرب مع أخواتنا المقهورين في قرى ونجوع صعيد مصر؟، وأسألهم: كم منا زار أسرة الشهيد عبده جورجي يونان، الذي فصلت رأسه عن جسده في الباجور؟، أو حتى مجرد اتصل بأهله تليفونيًا، ومن منا سأل عن مريم أرملة قتيل العمرانية الذي ألقى به من الدور الرابع بواسطة الشرطة المصرية؟، ومن منا استطاع أن يبحث في أسلمة شوارع وميادين مصر ومحاولة تغيير وطمس الهوية الثقافية، واستبدلال مناهج التعليم بأسلمة ممنهجة؟، وهل اكتفى البعض بمجرد مقالات أو شعارات عنجهية أو اتخذ خطواط عملية؟، من منا رصد وسجل أصوات كثير من آئمة المساجد المتطرفين، وهم يرمون المسيحية والمسيحيين بالكفر والضلال؟، ومن منا جمع الكتب في مناهج التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي والثانوي، وخاصة كتب التاريخ التي تبغض المسيحيين في ديانتهم؟، وهل فكر أحد أن يجري دراسة ليرصد عدم وجود أستاذ قبطي واحد في جميع أقسام أمراض النساء في جميع كليات الطب في كافة الجامعات المصرية والتعليم على الهوية الدينية؟، وهل فكر أحد منا أن يتقابل مع وزير التعليم العالي أو رئيس المجلس الأعلى للجامعات لينقل له هذه المشكلة؟، وهل رصد أحد عدد البلاغات التي قدمت للنائب العام بسبب التحريض على قتل المسيحيين وازدراء ديانتهم؟، وهل تابعنا مصير تلك البلاغات والتي لم نرَ أحدًا يقدم للمحاكمة حتى الآن، ومن منا تابع ورصد ما جاء بجريدة "الوفد" أول امس وما رصدته تلك الجريدة على لسان بعض المواقع الإسلامية من وجوب إهدار دم البابا شنودة وأبونا مكارى يونان، ونجيب جبرائيل، وأبونا مرقص عزيز وغيرهم، لأنهم زنادقة وكفار ويقومون بالتبشير والتنصير، وموضوع أمام صورهم علامة "cross "، أي يجب قتلهم؟، وهل فكر أحد أن يتقدم ببلاغ إلى الجهات المختصة. ليكن الحب هو سائدنا ورائدنا ونعطي القدوة والمثل لمن يطلبنا، ولنكن جميعًا رسالة المسيح المقروءة من جميع الناس.. الكرم واسع وكبير، والحصاد كثير ويحتاج إلى الكثيرين.. ويجب أن نعلم جميعًا أننا شركاء لهذه القضية، وأن شرف حمل هذه القضية هو تكليف وليس تشريفًا.. وإذ أذكر ذات مرة وبمرارة بالغة أن دُعيتُ إلى مؤتمر لأكثر من اثنى عشر منظمة قبطية في المهجر، وعقد في القاهرة في فبرايل 2008، وهالنى بل أفزعنى أحد نشطاء الأقباط البارزين حين اشترط أن يكون حضوره المؤتمر على المنصة الرئيسية قائلاً وبالحرف الواحد وعلى مرأى ومسمع من جميع منظمي المؤتمر "إنني لست ممن يجلسون على المقاعد فاذا دعيت لابد أن أكون من المتكلمين الرئيسين"، ومع ذلك أجلسناه على المنصة الرئيسية ثم خرج في الصحف ليصف مؤتمر أقباط المهجر الذي عُقد في القاهرة بأنه عمل هزيل. رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |