CET 00:00:00 - 03/12/2009

مساحة رأي

بقلم: د.عاطف نوار
أرسل لى أحد القراء برسالة غريبة .. عاتبنى قيها بشدة أننى أُهاجم الإسلام  .. و أكد أن الإسلام مازال قويا .. و أن الناس يدخلون فيه أفواجا  ........ إلخ .. عزيزى المُعاتب الثائر .. يبدو أنك قرأت و لم تع ..ففى كل المقالات التى أسطرها بقلمى لم أهاجم الإسلام قط لأننى لست متخصصا فى هذا الشأن .. فمحور بحثى و إهتمامى هو المناداة بحقوق الأقليات .. و التنديد بالجرائم الوحشية التى ينادى بها الفكر الإرهابى اللعين مُدعيا أن  الإسلام دعا لهذا .. فمثلا من آلاف الأمثلة .. وبينما يحرق الشباب المتطرف مطرانية ديروط  كانوا يصيحون " الله أكبر " مُعبرين عن إتمامهم لواجبهم الدينى  .. عزيزى لماذا اعتبرت مهاجمتى للفكر الإرهابى اللعين هو هجوم على الإسلام ؟ .. لماذا أنزلت  تنديدى بجرائمه النكراء من قتل و إغتصاب للمال و العرض و هدم لبيوت المسيحيين و تحطيم و حرق لكنائسهم منزلة التنديد بالإسلام ؟ .... و إذا اعتبرت أن  دعوتى لعُلماء الأزهر بالرد على تساؤلات جناب القمص زكريا معناه هجوما على الإسلام فقد جانبك التوفيق ..   أرجو أن تقرا و تع.

عودة لجريمة التنصير .. فقد شاهدت منذ أيام لقاء قداسة البابا شنودة مع برنامج " إتكلم " و لاحظت محاولات المضيفة لاصطياد أية كلمة من قداسته  تُعبر أنه ليس فى مصر إضطهادا للمسيحيين .. و أنهم يأخذون كامل حقوقهم .. و أن كل شئ (تمام التمام ) .. فما كان من قداسة البابا ( بنعمة السيد المسيح ) أن رد عليها بلباقته المعروفة مُؤكدا أن حقوقهم مُهدرة .. و هنا موضع مناقشتى فى هذا المقال .. فهناك إصرار على  على تجريم التنصير و تحريم التبشير بكل صوره .. كعرقلة بناء الكنائس و الموافقة على هدم و حرق الكنائس بل و المنازل التى يتجرأ أصحابها على الصلاة بداخلها .. و تعذيب المتنصرين و تلفيق التُهم للكهنة و الخُدام المتورطين فى ذلك التنصير من قريب أو من بعيد .. بل تلفيق التُهم لأى مسيحى كما حدث للمواطن هانى فى قنا ( تحت رعاية عضو مجلس الشعب) و إجباره بالبلطجة على ترك بلده و بيته بعد دفع أتاوة خمسة آلاف جنيها .. و الموافقة بل المُساهمة فى اختطاف الفتيات المسيحيات و إرغامهم على إعتناق الإسلام ..

بل هناك إصرار على إسكات أى صوت يسهم فى التنصير و التبشير .. فتتعالى الأصوات مطالبة بمعاقبة القمامصة الأجلاء زكريا بطرس و مكارى يونان و غيرهم .. بل هناك محاولات تتأرجح بين الترغيب و الترهيب لإجبار الكنيسة  على مُعاقبتهم  .. و كل هذا لإسكات أصواتهم المنادية بالمسيح ربا و إلها .. و من جهة أُخرى نرى كُتب الدراسة و لاسيما فى المراحل الأساسية من التعليم و فى كل المواد المقررة على الطلاب المسيحيين و المسلمين من لغة عربية و دراسات إجتماعية و غيرها  مُطعمة بتعاليم الإسلام التى تهدف لإخراج مواطن مسلم ( وأدعو الآباء و الأمهات بل و رعاة الكنيسة لتكثيف التعليم لأبناء الكنيسة بدراسة تاريخ الكنيسة و غرس مبادئ و تعاليم السيد المسيح)  .. وأخيرا حجب المراكز القيادية و المناصب الرفيعة عن أقباط مصر المسيحيين.
و بالإصرار ذاته تُبذل الجهود و تُسخر القوى .. لإثبات أن لا إضطهاد للمسيحيين فى مصر..  و إخراج  مصر بريئة من تُهمة تجريم التنصير .. و هذا دليل قاطع على أن ما يحدث فى مصر خطأ غير محمود و لا مرغوب .
لا شيئا خفى إلا و سيُعلن .. و ما يُقال فى المخادع سيُنادى به على الأسطح .. كما أن كلمة الله قوية وفعالة و أمصى من سيف ذى حدين.

bolapavly@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق