دعوة للفكر المستنير: جريمة التنصير ( 3)

د. عاطف نوار

بقلم: د.عاطف نوار
أرسل لى أحد القراء برسالة غريبة .. عاتبنى قيها بشدة أننى أُهاجم الإسلام  .. و أكد أن الإسلام مازال قويا .. و أن الناس يدخلون فيه أفواجا  ........ إلخ .. عزيزى المُعاتب الثائر .. يبدو أنك قرأت و لم تع ..ففى كل المقالات التى أسطرها بقلمى لم أهاجم الإسلام قط لأننى لست متخصصا فى هذا الشأن .. فمحور بحثى و إهتمامى هو المناداة بحقوق الأقليات .. و التنديد بالجرائم الوحشية التى ينادى بها الفكر الإرهابى اللعين مُدعيا أن  الإسلام دعا لهذا .. فمثلا من آلاف الأمثلة .. وبينما يحرق الشباب المتطرف مطرانية ديروط  كانوا يصيحون " الله أكبر " مُعبرين عن إتمامهم لواجبهم الدينى  .. عزيزى لماذا اعتبرت مهاجمتى للفكر الإرهابى اللعين هو هجوم على الإسلام ؟ .. لماذا أنزلت  تنديدى بجرائمه النكراء من قتل و إغتصاب للمال و العرض و هدم لبيوت المسيحيين و تحطيم و حرق لكنائسهم منزلة التنديد بالإسلام ؟ .... و إذا اعتبرت أن  دعوتى لعُلماء الأزهر بالرد على تساؤلات جناب القمص زكريا معناه هجوما على الإسلام فقد جانبك التوفيق ..   أرجو أن تقرا و تع.

عودة لجريمة التنصير .. فقد شاهدت منذ أيام لقاء قداسة البابا شنودة مع برنامج " إتكلم " و لاحظت محاولات المضيفة لاصطياد أية كلمة من قداسته  تُعبر أنه ليس فى مصر إضطهادا للمسيحيين .. و أنهم يأخذون كامل حقوقهم .. و أن كل شئ (تمام التمام ) .. فما كان من قداسة البابا ( بنعمة السيد المسيح ) أن رد عليها بلباقته المعروفة مُؤكدا أن حقوقهم مُهدرة .. و هنا موضع مناقشتى فى هذا المقال .. فهناك إصرار على  على تجريم التنصير و تحريم التبشير بكل صوره .. كعرقلة بناء الكنائس و الموافقة على هدم و حرق الكنائس بل و المنازل التى يتجرأ أصحابها على الصلاة بداخلها .. و تعذيب المتنصرين و تلفيق التُهم للكهنة و الخُدام المتورطين فى ذلك التنصير من قريب أو من بعيد .. بل تلفيق التُهم لأى مسيحى كما حدث للمواطن هانى فى قنا ( تحت رعاية عضو مجلس الشعب) و إجباره بالبلطجة على ترك بلده و بيته بعد دفع أتاوة خمسة آلاف جنيها .. و الموافقة بل المُساهمة فى اختطاف الفتيات المسيحيات و إرغامهم على إعتناق الإسلام ..

بل هناك إصرار على إسكات أى صوت يسهم فى التنصير و التبشير .. فتتعالى الأصوات مطالبة بمعاقبة القمامصة الأجلاء زكريا بطرس و مكارى يونان و غيرهم .. بل هناك محاولات تتأرجح بين الترغيب و الترهيب لإجبار الكنيسة  على مُعاقبتهم  .. و كل هذا لإسكات أصواتهم المنادية بالمسيح ربا و إلها .. و من جهة أُخرى نرى كُتب الدراسة و لاسيما فى المراحل الأساسية من التعليم و فى كل المواد المقررة على الطلاب المسيحيين و المسلمين من لغة عربية و دراسات إجتماعية و غيرها  مُطعمة بتعاليم الإسلام التى تهدف لإخراج مواطن مسلم ( وأدعو الآباء و الأمهات بل و رعاة الكنيسة لتكثيف التعليم لأبناء الكنيسة بدراسة تاريخ الكنيسة و غرس مبادئ و تعاليم السيد المسيح)  .. وأخيرا حجب المراكز القيادية و المناصب الرفيعة عن أقباط مصر المسيحيين.
و بالإصرار ذاته تُبذل الجهود و تُسخر القوى .. لإثبات أن لا إضطهاد للمسيحيين فى مصر..  و إخراج  مصر بريئة من تُهمة تجريم التنصير .. و هذا دليل قاطع على أن ما يحدث فى مصر خطأ غير محمود و لا مرغوب .
لا شيئا خفى إلا و سيُعلن .. و ما يُقال فى المخادع سيُنادى به على الأسطح .. كما أن كلمة الله قوية وفعالة و أمصى من سيف ذى حدين.

bolapavly@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع