الأقباط متحدون - الصندوق الأصفر
أخر تحديث ١٩:٥٢ | الأحد ١٨ ديسمبر ٢٠١١ | ٨ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦١٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

"الصندوق الأصفر"


بقلم: د/ عدلي أنيس
جميعنا يعرف "الصندوق الأسود" ذلك الصندوق الذي يوضع في الطائرات والهدف منه معرفة أسباب وملابسات حدوث كارثة ما للطائرة بعد حدوثها، ومن ثم تكمن أهمية الصندوق الأسود وتظهر على السطح بعد وقوع الكارثة، ولكن هناك صندوق من لون آخر؛ وهو "الصندوق الأصفر" واقصد به صندوق الاقتراع . ولعل الفروق الجوهرية بين الصندوقين الأسود والأصفر هى: أن الأسود نبحث عنه بعد وقوع الكارثة، أما الثاني فنعرف منه اقتراب وقوعها. الأسود نعرف منه ماذا حدث في الماضي القريب، أما الأصفر فمن الواضح أنه سيأتي بمن سيجروننا إلى الماضي السحيق. الأسود يكشف لنا الأعمال الإرهابية التى قد تتعرض لها الطائرات، أما الأصفر فقد أُستخدِمَ في واحدة من أشهر الغزوات عُرفت بـ "غزوة الصناديق". الأسود يوضح لنا ما هى الأيادي التى تسببت في الكارثة أما الأصفر فقد أوضح لنا أن الأخوان والسلفيين "إيد واحدة" مثلما هتف السلفيون بالسويس بعد اعلان نتيجة الانتخابات في المرحلة الثانية. الأسود يُعرف منه البطل في الأحداث التى وقعت، أما الأصفر فقد شاهدنا من خلال أبطال كثيرين منهم من أكد فرض الجزية على المسيحيين، وآخر من قرر تغطية التماثيل، وآخر سب الجامعات وعلى رأسها جامعة القاهرة، وآخر سب نجيب محفوظ، كما ظهر من بين الأبطال ذلك البطل الصغير السن والمتحدث باسم الابطال الذي يفهم في كل الأمور الدينية منها والاقتصادية والسياسية؛ فنجده يتحدث عن المحرمات، وعن السياحة الحلال التى يمكن أن يعمل بها نصف الشعب المصري، وعن الصناعة والتجارة، وعن خبرته السياسية التى لا تتعدى شهور قليلة،!!!!! .

يا لها من مقارنة ومفارقة غريبة فالصندوق الأسود يكشف عن أبطال سقطوا من السماء إلى الأرض أما الصندوق الأصفر فقد كشف عن ابطال من نوع آخر ظهروا في الأرض وصعدوا إلى سماء الأحداث واعتلوا المشهد في كل البرامج على الفضائيات؛ ليشرحوا للناس خطتهم المستقبلية لإدارة شئون البلاد والعباد، وليكفروا إناس عرفنا عنهم الوطنية والإبداع في مجالات عديدة، اقتصادية وعلمية وأدبية، وليتابعوا تنفيذ خطة التخوين والتكفير للأحزاب والكتل والحركات والأشخاص، يجسدوهم على أنهم اخطارًا تهدد الدين الاسلامي، ليكسبوا اصواتهم في الانتخابات وليمتلأ ذلك الصندوق الاصفر باوراق تأييدهم ، ولكن العبرة ليست بالمكلمة ولكن بالعمل والمستقبل القريب سيكشف مدى قدرة ابطال الصناديق على صنع بطولات اقتصادية على أرض الواقع .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع