الاثنين ٣ ديسمبر ٢٠١٢ -
٣٤:
٠٢ م +02:00 EET
بقلم: القس أيمن لويس
هذه الكلمة التى تعودتُ عند سماعها . أن يملآ قلبى أحساس خاص وشعور غريب ، يجمع بين الرهبة والتقدير ، والاحترام والاكرام ، فهى كلمة ، لها قيمتها وقدسياتها . هذا ما تشبعت به من خلال ثقافتى الدينية
والاجتماعية . ولهذا اجلس امام الفضائيات هذه الايام ، مندهشاَ مذهولاَ متعجباَ مفكراَ متأملاَ . حيث أصبح من أهم برامج التوك شو وانجحها واكثرها مشاهدة ، هى التى تتناول الموضوعات الدينية الخالية من الروحانية ، كما اصبح نجوم الشاشات هم يسمونهم رجال الدين !!، فهم الضيوف الدائمين . وما شد أنتباهى ، وسبب أندهاشى و و و ..الخ . هى الصفات التى يظهر بها هؤلاء الملقبون برجال الدين سواء ، دعاة أو وعاظ أو شيوخ أو فقهاء . فهم دائماَ فى حالة من الهياج والغضب ، لغتهم خشنة ، وأحياناَ الفاظهم نابية ، وكلما زادت مظاهر تدينهم كلما أشتدت غلظتهم وعلت نبرتهم ، وتجاوزوا حدود اللياقة . وهم يعتدون على الاخرين معتبرين أن تدينهم يعطيهم الحق فى الخوض فى الاعراض ومحاكمة تصرفات الاخرين بما يسمى شرع الله ، ونراهم يتحدثون بتعالى وأستعلاء , وهم من المعاصى ليسوا أبرياء . وحديثهم لا يخرج عن موضوع من أثنين ، الاول المرأة بكل ما فيها ، فهى محور حديثهم واهتمامهم . والثانى تكفيرالاخر ، والتربص به للنيل منه . كما أن السخرية التى تصل لحد المسخرة أحيانا هى أسلوب حديثهم ، ويصل الامر لحد اللامعقول حتى أنهم يكذبون ولا يخجلون مما يفعلون ويقولون . والمؤسف أنهم لايدرون أنهم من يسيؤن لدينهم بينما هم يتشدقون بالدفاع عنه . نصبوا أنفسهم وكلاء الله والمتحدثون عنه ، هم قضاته وحكامه على العباد ، وهم أيضاَ الجلاد ومنفذ الاحكام . ولكنهم فى ذات الوقت منذهون عن الحساب ، نراهم يتحدثون عن الرحمان وتخلوا الرحمة من أقولهم وافعالهم ، متحيزون متعصبون لايعرفون للعدل طريق, لكنهم يرفعون العدل شعار .
فهل من الرحمة زواج طفلة لم يتجاوز عمرها العشر سنوات لم تصل بعد لسن المحيض ؟!! . وهل من العدل التزرع بالشرع ليكون وسيلة للانقضاض على حقوق الاخر ؟!! . رافضين سنة التنوع التى فطرت عليها البشرية .
فما تعلمت عن رجل الدين وأستقر فى وجدانى ، أنه لا يصيح ولا يسمع صوته ، يتحدث بهدؤ وصوت خفيض وتواضع ، يجمع ولا يفرق ، يبنى ولا يهدم ، يُصلح ويصالح ولا يعادى ولا يخاصم ، وأذا شُتم لم يشتم عوضاَ ، وأذا تألم لايهدد بوعيد أو انتقام ، لسانه يبارك ولا يلعن ، يترفع عن البغضى فيغفر الاساءة لمن يسىء أليه ، تشغله الروحانيات و لايهتم بالدونياويات ، يذهد فى متع الحياة ومتعته التقرب إلى الله ، لايعتدى على الاخرين ، لابقول ولا بفعل ، يسعى للخير للجميع ولا يدبر للشر ، يتأذى لألام الاخرين حتى لمن لايتفق معه فى الدين أو الملة ، ولايشمت فى مصائب الاخرين ، يلجاء إليه الضعيف فيتقوى ، ويسعى لأنصاف المظلوم ، ويفرج كرب الملكوم ، يستر ولايفضح ، يؤدى واجباته أكثر مما يطلب من حقوقه .... الخ .
وبعد كل ما قلت ، يسألنى قارىء .. من أين لك هذه الصفات لرجل الدين ؟ أقول .. هذا ما علمنى إياه كتابى المقدس ، وهو جزء وليس كل ، ولأنه كثير أكتفى بأن أذكر منه هذا المقطع ، الذى يلخص جوهر عمل رجل الدين ، أن يكون رجل محبة ، ولا يقدر أحد أن يعطى المحبه إن لم تسكن المحبه فى قلبه . فأول أيه واصغر أية يتعلمها المسيحى "الله محبه" ، ويقول أيضاَ فى الكتاب المقدس (إن قال أحد :"إنى أُحب الله" وأبغض أخاه ، فهو كاذب . لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره ، كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره ؟ . ولنا هذه الوصية منه : أن من يحب الله يحب أخاه أيضاَ) . (1يو21،20:4) ، والاخوه المقصودة ليست أخوة الجسد أو الدين ، بل الاخوه فى البشرية ، ويشرح لنا بولس الرسول كيفية المحبة قائلاَ : "إن أطعمت كل أموالى ، وإن سلمت جسدى حتى أحترق ، ولكن ليس لى محبه ، فلا أنتفع شيئاَ . المحبه تتأنى وترفق . المحبه لا تحسد . المحبة لا تتفاخر ، ولا تنتفخ ، ولا تقبح ، ولا تطلب ما لنفسها ، ولا تحتد ، ولا تظن السؤ ، ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق ، وتحتمل كل شىء ، وتصدق كل شىء ، وترجو كل شىء ، وتصبر على كل شىء . . !!! .
صلوا لأجلنا حتى ننجح فى جهادنا وسعينا لنحيا بوصايا كتابنا المقدس .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع