الأقباط متحدون - فشل محاولات الفتنة الطائفية في مصر فهل تنجح محاولات الحرب الأهلية ؟؟!!...
أخر تحديث ١٢:٥٦ | الاثنين ٣ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٤ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فشل محاولات الفتنة الطائفية في مصر فهل تنجح محاولات الحرب الأهلية ؟؟!!...

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
  تمر مصر في هذه الفترة الزمنية من تاريخها بأدق وأخطر مرحلة سياسية وإجتماعية وإقتصادية قد تؤثر لعقود قادمة على نمط الحياة الذي سيتغير إن شئنا أم أبينا . سواء التغير سيكون للأفضل أم للأسوأ . ولن نستطيع في الوقت الراهن أن نكون قادرين على تحديد رؤية المسار الذي ستسير عليه الحياة في مصر .
  أصعب شيء على الشعوب الأختبار في الأختيار بين طريقين أحلاهما مر ويحتاج إلى تضحيات وصبر والنفس الطويل .
  مصر مرت بظروف سياسية تاهت في دهاليزها المعرفة والوضوح والشفافية في إدارة شؤون البلاد . مما أثر تأثيرا سلبيا على كل نواحي الحياة ، فمنذ إنهيار الدولة العثمانية ، أو الخلافة الأسلامية في العقد الأول من القرن الماضي " القرن العشرين وبالتحديد في العام 1928 " ومصر والمنطقة العربية المحتل كل بلد منها من دولة أوربية تسعى إلى إستمرار إحتلال ما تحتله .


   بدأ صراع الأيدولوجيات السياسية والأجتماعية والدينية بظهور الأتحاد السوفيتي وتبنيه لأيدولوجية الشيوعية في العام 1917 . وفي نفس العام طفت على الأحداث العالمية قوة أميركا الراعي الأول لأيدولوجية الديمقراطية والحرية . ويتصادف خروج الداعية الأسلامي الشيخ حسن البنى بمصر بفكر الأسلام السياسي الذي بدأ على شكل دعوى إسلامية دينية وأصبح فكر سياسي ديني يسعى إلى السلطة وإحياء الخلافة الأسلامية في مصر بعد أن إنهارت تماما في تركيا وتولي كمال أتاتورك الحكم وتم تحويل تركيا الأسلامية إلى دولة أوربية علمانية . فوجدت دعوة الشيخ حسن البنا صدى وقبولا في مصر وخارج مصر مما حدى بحركة الضباط الأحرار التي كونها البكباشي جمال عبد الناصر قبول الفكر الأخواني وإنضمام البعض من الضباط إلى التنظيم وتم التعاون بين الأخوان ومرشدهم العام في ذلك الوقت وجمال عبد الناصر ورفاقه .
  هذا على الصعيد المحلي في مصر . وأيضا على الصعيد العالمي رأت إنجلترا المحتلة لمصر في التنظيم الأخواني اليد التي يمكن بها أن تقضي على الحركات التحريرية التي تنادي بالجلاء وبالأستقلال . وإذا ببريطانيا العظمى مخاطبة ود الأخوان .  ومما لا شك فيه بقية الدول الأوربية بما فيها أميركا ، عليهم على الأقل عدم التدخل والإكتفاء بالملاحظة وإنتظار ما سيكون عليه هذا التقارب والود بين إنجلترا وجماعة الأخوان المسلمين .
  نجح إنقلاب العسكر بقيادة عبد الناصر وتنفيذة لرغبة الأخوان في وضع اللواء محمد نجيب في " وش المدفع " إذا حدث فشل لحركتهم ليبقى عبد الناصر بعيدا عن الصورة .
  تولى اللواء محمد نجيب سدة الحكم بعد الإطاحة بالملك فاروق . ثم نجاح عبد الناصر بالإطاحاة باللواء محمد نجيب وتولى حكم مصر ونفذ بعضا من تعليمات الأخوان بإلغاء الأحزاب السياسية وتكوين حزب واحد يخدم تطلعات الثورة . وقد  فعل عبد الناصر ما أؤتمر به من المرشد العام في ذلك الوقت .
  بدأ عبد الناصر يشعر بالضيق من الأخوان وتدخلهم المستمر وإلحاحهم في المشاركة بالحكم مما جعله متيقظا مترقبا لفرصة سانحة ليتخلص منهم وإلى الأبد .


  جاءته الفرصة في حادثة المنشية في 18 أكتوبر عام 1954 ومحاولة إغتيالة . فهل بالفعل قضى عبد الناصر كلية على جماعة الأخوان المسلمين ؟ أم أنه زادهم قوة وإنتشارا وتفرعا في الفكر وإن كان الهدف واحد هو الحكم الأسلامي وإعادة الخلافة الأسلامية إلى ما كانت عليه أيام الخلافة العثمانية !!.
  من ينظر إلى صورة مصر في هذا الوقت يستطيع بكل وضوح وسهولة أن يرى التطابق والتشابه إلى حد كبير بين ما يحدث الأن على أرض الواقع وما حدث منذ تكوين الجماعة وما مرت به من صراعات مع عبد الناصر والأيدولوجيات الديمقراطية الرافضة لهم . على الرغم أن فترة حكم السادات بعد إطلاق صراحهم تعتبر أفضل بكثير من فترة حكم عبد الناصر ، إلا أنهم رأوا في السادات الرجل الخائن الذي خان القضية الفلسطينية وعقده صلحا معهم مع زيارته الغير متوقعة الى القدس . فوضع في قائمة الأغتيال . وقد تم لهم ذلك . ولم يستطع مبارك أن يتحكم فيهم أو يسمح لهم بأي مشاركة في الحكم ماعدا إنتخابات 2005 التي ندم عليها في إنتخابات 2010 . ومع ذلك إستطاعت الجماعة أن تسيطر على الشارع المصري وأن تغير من الشكل العام للأنسان المصري رجلا أو إمرأة . بدأت أشياء جديدة على جيلنا في الظهور إن كان في الهيئة العامة أو أسلوب الكلام أو التعامل . شارك الجماعة في هذا التغير التيار الوهابي السلفي وبدأت عمليات التطاول على المسيحيين تأخذ أشكالا مختلفة من حرق محلاتهم والأستيلاء على البضائع التي بها ، إلى تهجيرهم من بيوتهم بعد ذلك حرقها ، إلى الأسلمة القسرية للفتيات  واختطافهن . كذلك حرق والأعتداء على الكنائس مما شكل خوفا حقيقيا على مصر من قيام فتنة طائفية بين الأقباط والمسلمين مما حدا بفنان مصر الأول عادل إمام بتجسيد الظاهرة في فيلم " حسن ومرقص " . حتى الأن نجت مصر من الفتنة الطائفية . لكنها تواجه إحتمالية إشتعال نار حرب أهلية بعد أن أصبح لجماعة الأخوان ومعهم التيار السلفي وغيره من التيارات الأسلامية المتشددة خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 وتوالي الأحداث بعد ذلك إلى وصول الأخوان إلى سدة الحكم وما أعلنه الرئيس محمد مرسي بالأعلان الدستوري الجديد والأنتهاء من وضع دستور جديد إنتهت منه في عجالة الهيئة التأسيسية لصياغة دستور مصر .


  يوجد تصادم حاد بين الحكومة والرئيس وبين الجهة القضائية في مصر . وقد وصل الصدام إلى التحدي بينهما بموافقة الرئيس على تحديد يوم 15 ديسمبر 2012 يوم الأستفتاء على الدستور .
  كذلك لم تستطع القوى الليبرالية والأشتراكية والوفد والكثير من الأحزاب الناصرية وغيرها من أحزاب أن تستمر في  وضع الدستور لهيمنت الفئات الأسلامية  على التأسيسية المنوط بها وضع دستور مصري توافقي لكل المصريين . مع إنسحاب الكنائس المصرية من التأسيسية لرفضهم للكثير من المواد التي إعترضوا عليها وطالبوا بحذفها أو تغيرها دون إستجابة لمطالبهم .


  والأن مصر في مواجهة حقيقية مع الزمن والقدر مع التحديات من جانب التيارات الأسلامية والتيارات الديمقراطية مع رفض القضاة بالأغلبية لمشروع الأعلان الدستوري الجديد . وقد زاد من حدة الصدام عندما ذهب القضاة إلى المحكمة الدستورية للنظر في الهيئة التأسيسية للدستور ومجلس الشورى قوبلوا بمعارضة قوية من تجمعات إسلامية تندد بهم وتحاول منعهم من الدخول إلى المحكمة .
  زد على ذلك ما فعله الرئيس مرسي بمخاطبته للمتظاهرين حول قصر الإتحادية من المسلمين متجاهلا الفصيل الأخر الموجود بميدان التحرير وهم من المصريين أيضا والذي أعتبرهم لا يتبعونه مما وضع بفعلته تلك فاصلا بين أبناء مصر ، فصيل هو رئيسهم " الأخوان والجماعات الأسلامية الأخرى " . والفصيل الأخر لا أعرف بماذا أصفه !!.


  في مقالي السابق الذي يحمل عنوانا هذا نصه " الرئيس المصري يتسلم رئاسة مصر رسميا من وزير خارجية أميركا هيلاري كلينتون " . وكان المقصود هنا بالمقال أن الرئيس كا قد إتفق على مد فترة الأنتهاء من وضع الدستور بعد شهرين . لكنه بعد الأربعاء 21 من شهر نوفمبر بعد لقاءه بوزير خارجية أميركا أنه أصدر الأعلان الدستوري الجديد مع  تحديد موعدا للأنتهاء من عرض مسودة الدستور على الأعضاء للموافقة عليه ثم عرض الدستور على الرئيس دون إعطاء فرصة للمجتمعين وللرئيس نفسه للأطلاع ومراجعة المواد الدستورية . وهذا الفعل بعيد كل البعد عن أصول إصدار دستور جديد للبلاد يكون دستورا توافقيا لجميع طوائف الشعب ، لأن الدستور الجديد دستورا تميزيا لفصيل من المجتمع متجاهلا بقية فصائل المجتمع المصري .


  خرجت جموع الشعب إلى ميدان التحرير ومعهم رموز الشعب من السياسيين ورجال القانون في تجمعات منددين بما فعله الرئيس . حدثت إعتداءات على كل من أبو العز الحريري والسيدة حرمه و حمدين صباحي وكلها مؤشرات لا تبشر بالخير . لأنه معروف عن جماعة الأخوان أن لها مليشيات مع إمتلاكهم للسلاح المتعدد . وهذا ما يخشاه كل محب لمصر ولكل المصريين من أن ننزلق إلى منزلق الحرب الأهلية لا سمح الله .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter