ريش أبيض.. حكاية عن المرضى النفسيين وجرائم من قلب الواقع

 

«الدستور» التقت أبطال وصنّاع الحكاية للحديث عن تفاصيل المسلسل وحكاياته التى تتحدث عن المرض النفسى، ولماذا اختير له اسم «حدث بالفعل»؟، وغيرها من التفاصيل.

 

يجسد الفنان ماجد المصرى فى حكاية «ريش أبيض» شخصية أستاذ جامعى فى علم الاقتصاد يدعى راجح مظهر، وهو رجل مضطرب نفسيًا، ومتزوج من الفنانة بسمة وابنته هى الفنانة الشابة رنا رئيس. وتحمس «المصرى» لحكاية «ريش أبيض» بمجرد أن قرأ السيناريو، خاصة أن فكرته جديدة ومختلفة فى عالم الدراما فى مصر، وتسلط الضوء على معاناة المرضى النفسيين، مع التأكيد على أنهم موجودون بيننا فى المجتمع ونتعامل معهم بشكل يومى، ويظهرون بصورة طبيعية على عكس الصورة الذهنية الكرتونية التى قدمتهم فيها بعض الأعمال الفنية السطحية.

 

وقال، لـ«الدستور»: «شخصية دكتور راجح مظهر شخصية غريبة و(له دماغ خاصة به)، وهو يحسب بدقة كل خطوة يقدم عليها وطريقته فى الحياة تنعكس على تعامله مع أسرته، ومن كثرة الضغط الذى تمارسه عليه زوجته يصل لنقطة الانفجار ويحدث له تحول كبير فى حياته الشخصية». وعن عرض المسلسل عبر شاشات التليفزيون من خلال قناة «cbc»، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قال: «أكيد سعيد جدًا بهذا، لأنه سيتيح الفرصة لعدد أكبر من الجمهور لمشاهدة المسلسل، وسيصل لشريحة أكبر». وأضاف أنه يتوقع أن تنال الحكاية إعجاب الجمهور، لأن فكرتها جديدة والشعب المصرى مثقف فنيًا، وعاشق للأفكار الجديدة والمختلفة.

 

وعن تحضيره الشخصية، كشف عن أنه قرأ السيناريو أكثر من مرة ومن ثم جلس مع مخرج العمل، هشام الرشيدى، للتحضير للدور والوقوف على الخطوط العريضة للشخصية، خاصة أن طول الحكاية ٣ حلقات فقط، ما يعنى أنه لا توجد مساحة كبيرة من الوقت تسمح له بإظهار تفاصيل كثيرة تتعلق بالشخصية.

 

عبّرت الفنانة بسمة عن سعادتها بعرض «ريش أبيض»، على قناة سى بى سى، متمنية أن ينال العمل إعجاب الجمهور.

 

وتجسد الفنانة بسمة شخصية صفية، وهى شخصية مريضة نفسية ومتسلطة ولديها حب التملك للأشخاص تحديدًا الذين تحبهم، وهى تتحكم فى زوجها الدكتور راجح مظهر، وابنتها فريدة التى تلعب دورها الفنانة رنا رئيس، وتتسبب فى إصابتها بعقدة نفسية منذ الصِغر.

 

فادى النجار: خلاصة 100 قصة حقيقية لجرائم أبطالها أشخاص عاديون 

كشف الكاتب والسيناريست فادى النجار عن أن سبب تسمية مسلسل «حدث بالفعل» بهذا الاسم أنه قائم على قصص حقيقية حدثت على أرض الواقع فى عدد من الدول العربية.

 

وقال: «الدافع وراء كتابة هذا المسلسل هو أنه لا توجد أعمال كافية فى الدراما المصرية لها علاقة بالمرض والجريمة النفسية، وهناك اعتقاد سائد بأن المجرم ولد مجرمًا دون أسباب، لكن فكرة المسلسل هى أن أى إنسان غير سوى نفسيًا إن وضع فى ظروف تهيئ له ارتكاب الجريمة سيقدم عليها بلا شك». وأضاف: «قررت أن أدعم الفكرة بقصص حدثت بالفعل لأشخاص عاديين يشبهوننا فجمعت أكثر من ١٠٠ واقعة مرتبطة بالأمراض النفسية، بفئات عمرية مختلفة، وطبقات مختلفة أيضًا، لنستطيع أن نخاطب كل الأعمار وكل المستويات الاجتماعية والثقافية لنضمن الوصول لعدد أكبر من المشاهدين».

 

وعن عرض المسلسل على شاشة سى بى سى قال: «التليفزيون يضمن لأى مسلسل أن يشاهده عدد كبير من الجمهور، وأى صانع دراما سيفضل عرض مسلسله عبر قنوات المتحدة لأنها كبيرة الدراما والقنوات، وتحرص على انتشار أعمالها بشكل جيد، وأن تصل لجميع المشاهدين».

 

وذكر أن حكاية «ريش أبيض» هى أقرب الحكايات لقلبه، لأنها تضم ٤ مرضى نفسيين؛ راجح مضطرب نفسيًا، وصفية المريضة بحب التملك، وشاهى التى تشعر بخوف دائم من المستقبل، وفريدة والعقدة النفسية التى سببها لها والداها». وتابع: «كتابة الحوار بين الشخصيات كانت أكثر شىء أرهقتنى، لأننى كنت أكتب بلسان شخص يكبرنى فى العمر جدًا هو راجح مظهر، وشخصية سيدة متسلطة لم يسبق لى أن صادفتها فى الواقع، وهى الشخصية التى تجسدها الفنانة بسمة».

 

وصف المخرج هشام الرشيدى، مسلسل «حدث بالفعل»، بأنه ابنه الذى ولد على يديه، لأنه لم يكتف بالإخراج، لكن شارك مع المؤلف فى تطوير الأحداث والشخصيات، وهو ما ضاعف من حماسه تجاه العمل. وقال: «يعجبنى فى مسلسل (حدث بالفعل) أننا نقدم دراما واقعية لا يصدقها العقل، وبعيدة عن المنطق، تحدث يوميًا فى حياتنا»، مضيفًا: «دائمًا كان لدينا تحد، وهو أن نحرص على إثارة فضول المشاهد، وأن نفاجئه لأنه لو توقع ما سيحدث، فهذا يعنى أننا فشلنا، لأن فكرة المسلسل هى أن الأمراض النفسية تؤدى لجرائم ليست منطقية أو تقليدية». وأشار إلى أن المرض النفسى فى الغالب يكون سببه عقدًا فى الطفولة، وتربية خاطئة، مؤكدًا أنه تجاهل الآراء التى تنصح بابتعاد الدراما عن الجريمة حتى لا تساعد فى مد الناس بأفكار إجرامية، مشددًا على أن الجرائم تحدث طوال الوقت من حولنا أو فى دول أخرى، والدراما لا تكتفى بعرض الجرائم لكنها تركز على الدروس والعبر والمواعظ.

 

أعرب الفنان أحمد عبدالله محمود عن سعادته بالمسلسل، وقال: «الشركة المتحدة صاحبة الفضل علىّ فى استمرارى فى عالم الفن، لذا أنا أعتبر نفسى ابنًا للمتحدة». وأضاف: «تحمست للحكاية بسبب أبطالها، الذين أحببت العمل معهم كثيرًا، فالفنان ماجد المصرى أخى الكبير، ورنا رئيس صديقتى منذ زمن وعملت معى فى بدايتها الفنية، من خلال مسلسل وضع أمنى، وبسمة كنت أتمنى العمل معها، وكذلك المخرج هشام الرشيدى، والمؤلف فادى النجار».

 

وأضاف: «نحن فى حاجة إلى وجود مسلسلات مكوّنة من ٣ حلقات كما حدث فى «حدث بالفعل»، لتستطيع الدراما مواكبة عصر السرعة الذى نعيشه حتى لا يشعر المشاهد بالملل أيضًا، لافتًا إلى أن «هذه الحكاية أشبه بالفيلم». وعن طريقة تحضيره الشخصية، قال: «شعرت بأنه شخص مهندم يهتم بمظهره جدًا ومختلف عن جميع الشخصيات التى جسدتها من قبل، وأعتبر الدور تغييرًا لجلدى الفنى، لأنه شخصية مرتبكة وليست سوية، فرغم امتلاكه الكثير من المال لكنه محروم من الشعور بالسعادة، لذا يحرص طوال الوقت على أن يظهر لمن حوله أنه ثرى جدًا». ولفت إلى أن فكرة الحكاية تركز على مناقشة تأثير المرض النفسى على حياتنا، ولكن بتناول عميق يصل لجذور المشكلة على عكس التناول السطحى المعتاد لقضية المرض النفسى فى أعمال سابقة.