Oliver كتبها
- نرى المسيح محب الخطاة فى حياة القديس موسى الأسود.نراه يمسح كل خطية نعترف بها.يغير الظلمة إلى نور.يفرح بتوبتنا و يقودنا لكي نتوب. يفرحنا بسلام لا يعرفه إلا من إختبر مراحم الله و فرحه بالتائبين.
- يوجد فى الحياة الروحية أشخاصاً لم يمثلوا أنفسهم فحسب.بل كانوا نموذجاً يستخدمه الله ليخاطب به الآلاف و الملايين التى تشابهه أو تشابهها. القديس موسى الأسود أحدهم.
- سيرته معروفة.تنقسم إلى حياة ما قبل معرفة المسيح ثم ما بعد معرفة المسيح.إنه أحد أشهر اللصوص فى تاريخ المسيحية.ليس فقط أنه كان سارقاً و قاطع طريق بل لأنه أيضاً سرق الملكوت و قاطع الشر.
-لا أحد تخصص فى الكرازة بين اللصوص مثلما فعلت سيرة القديس موسى .لعشرات السنوات تجتذب من البربر و من لصوص الصحراء نفوساً تريد أن تشابه أنبا موسى فى التوبة. توبته لم تغيره وحده بل غيرت الكثير من الأشرارإذ صارت صوتاً يرن فى أذن عتاة الإجرام ليقبلوا الرجاء في حياة أفضل و سيرة ليس فيها دم الضحايا بل إغتسال بدم المسيح.تزينت البرارى بالبربر التائبين بسبب القديس أنبا موسى .
-القديس أنبا موسى نموذجاً حياً لمعني التبرير في المسيحية.إغتسال القلب و قوة التوبة و التغيير .صار الأنبا موسى تعريفاً لحياة التبرير.منه نعرف بوضوح مفعول التوبة و الإعتراف.نعرف عمل الروح القدس فى خلق الإنسان الجديد فينا.نتعلم كيف يتذلل الطبع القاسي و يصير القلب جديداً نقياً
-الله إستخدم أنبا موسى الأسود لكى يمنح رجاءاً لكل من عاش فى الشر كثيراَ.يرى من خلاله كيف أن الله يفرح بالتائبين غير ناظر إلى ماضيهم بل إلى إشتياقات قلوبهم التى تحولت إلى القداسة.لقد إنضم أنبا موسى إلى شخصيات نقرأ عنها في الإنجيل.مثل زكا العشار و السامرية و شاول الطرسوسى.
- إن وجود أنبا موسى كان مرهوناً بوجود أب إعتراف حكيم هو أنبا أيسيذوروس.فبدون أب إعتراف يرحب بالخطاة و يحبهم لا يمكن أن نسمع عن تائبين على مستوى الأنبا موسى و القديسة مريم القبطية.
- لم يكن فارق زمنىً كبير بين أنبا أنطونيوس و أنبا موسى.كلاهما عاشا و ترهب في القرن الرابع.إجتذبت سيرة أنبا أنطونيوس الكثيرين من محبى المسيح إلى حياة الرهبنة و إجتذبت سيرة أنبا موسى الكثيرين من باب التوبة.فكان إعتدال ميزان الرهبنة أن صار توبة الأشرار فيها تساوي محبة الكاملين فيها.
- رغم كل السيرة العجيبة لأنبا موسى غير أن أهم ما فيها هو إستشهاده على إسم المسيح.فلا شيء أعظم من المحبة حتى الدم.ليس حب أعظم من أن يصير المسيح اغلى من الحياة ذاتها.هكذا صار المسيح للتائب القديس الذى رغم قوة جسده و رغم علمه بإستشهاده مسبقاً بسبب نبوة القديس مكاريوس له لكنه قبل الموت طوعاً .لذلك تحتفل الكنيسة بيوم إستشهاد القديس موسى لأنه اليوم الذى فيه إنتقل إلى كورة الأحياء أورشليم السمائية مع المسيح إلى الأبد.