زيارتي لبطريركية الاقباط الأرثوذكس كنيسة السيدة العذراء مريم ومارجس بالعبدلي - الأردن
جمال رشدي يكتب
أثناء زيارتي للمملكة الأردنية تواصلت مع قدس ابونا القس شنوده حكيم شنوده كاهن عام محافظات المملكة الأردنية وإقليم كوردستان جمهورية العراق التابع للكرسي الاورشليمي برئاسة حضرة صاحب النيافة الحبر الجليل الدكتور الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى ، وتمت دعوتي لزيارة منزله، وعند إستقباله لي فاذا بشيخ عظيم في مهابته الروحية والشخصية يشبه شيوخ براري الرهبنة المصرية في الازمنه القديمة،، وبالأحضان وبكل الترحاب الحار كان إستقبال الرجل لي،، وفي مجلسنا وقبل تحضير وجبة ضيافة الإفطار،، تناولنا أطراف الحديث عن تواجد الكنيسة المصرية الأرثوذوكسية بالأردن ودورها الوطني في ترسيخ مفهوم التعايش السلمي ونشر ثقافة التسامح وقبول وخدمة الاخر،، وأوضح لي قدسه ان دور الكنيسة القبطية هو دور وطني مصري في نشر وترسيخ تلك المفاهيم،، وأبواب الكنيسة مفتوح لكل أبناء الجالية المصرية ولكل الجنسيات الأخرى،، وأثناء حديث الرجل لي وجد كم من صفات التواضع والبساطة والهدوء،، وتمثل ذلك في عدد كبير من التليفونات التي يتلقاها باستمرار وفي كل ردوده كانت محبته باذله بعطاء سخي وهدوء شديد، واحتواء كبير لكل الطلبات،، وعند سؤالي عن تاريخ خدمته في الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى،، علمت انه قد سيم قسا في ١٩٩٧/١١/١٤٤ بيد مثلث الرحمات قداسة البابا سنوده الثالث ومثلث الرحمات الأنبا أبراهام وخدم كاهنا عام بين محافظات الأردن وجمهورية العراق وإقليم كوردستان وحكي لي بعض المواقف الخاصة بالزعماء والملوك، مثل الزعيم صدام حسين وكرمه وتسامحه في تمليك أرض لبطريركية الأقباط في بغداد والمساهمة في البناء ، وأيضا جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق ومسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان ودورهم الكبير في وجود كنيسة قبطية مصرية في محافظة السليمانية إقليم كوردستان وفي إنتظار عمل الله في تكملة الكنيسة الطابق الثاني وجاري استكمال ملحق خدمات انسانية وجاري تجهيز مخطط بناء مستشفى متكامل يخدم كل أهالي الإقليم مجانا ،
وبالأتفاق مع قدس أبونا داود لمعي الذي يرسل دكاترة متعدده التخصصات مع الأدوية اللازمة لخدمة أبناء الإقليم والنازحين من العراقبين والسوريين واليازديبن وكل الأديان وكل ذلك يحتاج إلي تضافر رجال الأعمال المصريين لاقامة هذا الصرح الطبي لانه سيكون رسالة مصرية انسانية لأهل الإقليم المهم والهام سياسيا وجغرافيا في موقع الوطن العربي.
وحكي لي عن تسامح ودور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في إقامة بطريركية الاقباط الارثوذوكس
ومحكمة كنائسية في منطقة العبدلي
وكنيسة قبطية بالمغطس ودير بإسم الأنبا أنطونيوس في مأدبا ودور الملك العظيم في ترسيخ مبادئ الإنسانية والتسامح والمحبة في الأردن والوطن العربي،، حيث تمتاز الأردن وشعبها بثقافة التعايش السلمي بين جميع الاطياف والمعتقدات والجنسيات المختلفة،، وأثناء ذلك كانت سفره الإفطار حاضرة وتم دعوتي إليها بكل حب وترحاب،، وعند الانتهاء من الإفطار استكملنا حديثنا الشيق عن ما تحتاجه الكنيسة في كوردستان وكانت أمنية قدس ابونا شنوده واضحة في احتياج الوضع هناك الي بعض المعدات والاجهزة الطبية التي تخدم الجميع،، وأن هناك عائق مادي في الحصول على تلك الأجهزة وان امنيته ان يكتمل بناء مشروع المستشفى في كوردستان العراق لتكون منارة انسانية للخدمة باسم الوطن مصر لكل الاهالي والأجانب هناك.. وجنح قدس ابونا شنوده الي دور قداسة البابا تواضروس العظيم ومعه الحبر الجليل الانبا انطونيوس في ما وصلت له خدمة الكنيسة المصرية للكرسي الاورشليمي والشرق الادنى من اتساع وتواجد لما يقدمونه من دعم مستمر من اجل التواجد المصري الكامل روحيا وثقافيا في الكثير من تلك المناطق، وبجانب ذلك قدم الشكر للسيد الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي ودوره العظيم الذي يقوم به في قيادة التنمية الشاملة لمصرنا الحبيبة وما يتحمله من أعباء نصلي الي الله ان يعينه ويسانده ويحافظ على حياته.
وبعد ذلك اصطحبتي قدس ابونا شنوده الي زيارة البطريركية في منطقة العبدلي بعمان ، وعند فتح الباب وجد رائحة عبق الوطن مصر يفوح في كل أركان المكان وصور البابا شنودة الراحل وهناك صورة للبابا تواضروس الثانى البابا الحالي مع الأنبا أنطونيوس وكهنة المكان تكتسي بها الحوائط وفي الدور الأول مكان شاسع يستقبل الحضور للجلوس بعد انتهاء القداسات وفي الدور العلوي كنيسة مصرية في تكوينها الروحي والفني حيث اتخذنا صور تذكار داخلها، ورفعنا صلاة من اجل مصر وكل العالم وشكرنا الله على كل نعمه.
خرجنا من الكنيسة وفي كل ذلك ما زال تليفون قدس ابونا شنودة يرن وما زال أيضا بكل حب وتواضع وبساطه يستجيب له،، وعند استئذاني منه للانصراف لم يتركني بل صمم على توصيلي بسيارته لاستكمال إجراءات حجزي للسفر الي الشقيقة السعودية،، وبعد أن تم الحجز تواعدنا على المقابلة في اليوم التالي لحضور القداس قي الصباح الباكر.
وبالفعل ذهبت إلى الكنيسة في ذلك الصباح وعلى أبواب الكنيسة سمعت صوت ملائكي في اوشية من القداس الإلهي يقول تفضل يا رب مياه النهر، باركها.
انه صوت رجل الله والوطن قدس ابونا شنوده حكيم.، وبعد انتهاء القداس تقابلت مع بعض شباب قريتي البيهو بسمالوط حيث تواجدهم للعمل في الأردن وتناولنا سويا وجبة الإفطار وبعدها انصرفنا على وعد التقابل ان شاء الله وعشنا،، وفي الأحاديث وجد كم الحب الفياض من أبناء كل الجالية لقدس ابونا شنودة الخادم الأمين للوطن والكنيسة.