الأقباط متحدون | ثورة الاقباط
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٣٤ | الخميس ٢ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٦ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٤٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : ****.
٥ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

ثورة الاقباط

الخميس ٢ اغسطس ٢٠١٢ - ٥٨: ٠٩ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم- لطيف شاكر
كان يعيش أهل البشمور "الأقباط " في المنطقة الرملية على ساحل الدلتا بين فرعي رشيد ودمياط، حيث كانت تحيط بها المستنقعات والأحراش التي تعيق حركة جنود الفاتحين والذين لم تكن لهم الدراية بطبيعة المنطقة، مما ساعد أبطال البشموريين على إعطاء جنود الغزاة درسًا سيخلده التاريخ.

يقول ساويرس بن المقفع مبررًا لثورتهم:عامل العرب البشموريين على الأخص في غاية القسوة، فقد ربطوهم بسلاسل إلى المطاحن، وضربوهم بشدة ليطحنوا الغلال، كما تفعل الدواب سواءً بسواء، فاضطر البشموريون أن يبيعوا أولادهم ليدفعوا الجزية ويتخلصوا من آلام العذاب. ولما اقتنعوا نهائيًا أن هذا الظلم لا يحده إلا الموت وأن بلادهم كلها مستنقعات تخللها الطرق الضيقة التي ينفردون بمعرفتها, وأنه يعد من المستحيل على جيوش المسلمين أن يغزوها، فقد اتفقوا على إعلان الثورة ورفضوا دفع الجزية..

وكان البطريرك يوساب يذوب حسرة على رعيته التي تحالف على إفنائها الطاعون والمجاعة والحرب .. غير أن البشموريين وطدوا العزم على مواصلة القتال، وأخذوا يصنعون لأنفسهم الأسلحة وحاربوا الخليفة علانية ورفضوا دفع الجزية على الإطلاق... وقد تحسر البطريرك عليهم، لأنهم خاضوا غمار الحرب ضد عدو يفوقهم في العدد والعتاد وتعرضوا للموت بحكم إرادتهم, فكتب إليهم خطابًا حاول أن يقنعهم بعدم قدرتهم على مقاومة الخليفة بالسلاح ويصف لهم المصائب التي ستحوق بهم ويطلب منهم أن ينصرفوا عن عزمهم, ولما اتضح له أن الخطاب لم يؤثر فيهم, أرسل الخطاب تلو الخطاب مُلحًا في رجائه خاصة بعد الحاح الخليفة بتهدئتهم وتهديده له .

ولا نبالغ إن قلنا إنها كانت أشبه بحرب نظامية استعملت فيها استراتيجية المنطقة. وقد أسفرت هذه الثورة عن هزيمة جيش الغزاة هزيمة منكرة، وفرّ أمامهم الوالي يتبعه جُباة الضرائب، الأمر الذى جعل المأمون الخليفة العباسي في بغداد يُرسل أخاه المعتصم على رأس جيش قوامه أربعة آلاف جندي ليدعم جيوش الاحتلال في إخماد الثورة القبطية، وعلى الرغم من وحشية الحملة وذبح الأطفال والشيوخ وانتهاك الحرمات، إلا أن ثورة الأقباط لم تخمد ولم تهدأ، مما اضطر المأمون إلى إرسال جيش آخر من الأتراك بقيادة "أفشين" التركي بغرض التنكيل بالثوار "فحاربوه وقتلوا من الجيش عددًا وافرًا، ثم جرد عليهم عسكر آخر فكسروه..

وتقول الدكتورة سيدة الكاشف: "وقد فشل أفشين تمامًا في إخماد ثورة البشموريين مما اضطره أن يكتب الى المأمون الخليفة العباسي في هذا الوقت" طالبًا إمدادات للقضاء على الثورة التي اندلعت في كل مكان في محاولة للتخلص من نير الطغاة.

وهنا نذكر كذلك ما يقوله الدكتور جمال الغيطانى: "إن الارتباط بالأرض نتاج طبيعي للوضع التاريخي والجغرافي والحضاري لمصر، فإذا ما أراد عدو أن يزحزح الإنسان المصري عن أرضه، فإلى أين يذهب، إذ ليس حوله إلا الصحراء من كل جانب.. وإذن فإما يموت شهيدًا فوق أرضه، أو يتجه إلي الصحراء..".
وتمسُك القبطي بأرضه ووطنه حتى الموت، يشهد عليه ذلك العدد الهائل من الشهداء الأقباط الذين افتدوا مصر منذ القدم وحتى وقتنا هذا.. فمصر للأقباط بلد ملايين الشهداء.

وفي سنة 824، اضطر الخليفة المأمون أن يزحف من بغداد إلى مصر على رأس قوة حربية لإخماد ثورة الأقباط التي فشل في إخمادها كل قواده الذين أرسلهم سابقًا، وكاد ثوار الأقباط أن يفتكوا بجيش المأمون لولا أن الخليفة العباسي التجأ إلى أخبث الطرق والغير شريفة للقضاء على الثائرين، وذلك أنه استدعى الأنبا ديونيسيوس البطريرك الأنطاكي واستدعى معه الأنبا يوساب الأول بطريرك الأقباط ، وطلب منهما تحت التهديد أن يتعاونا معه في إخماد ثورة الأقباط  ، وقد أجابا بكل أسف طلب المأمون وحررا للثوار رسالة بها نصائح ومواعظ يحُثان فيها الثوار أن يُلقوا بسلاحهم ويسلموا أنفسهم لولاة الأمير، وفي الوقت الذي كان الثوار في أمس الحاجة للمعونة المادية والمعنوية حتى يتمكنوا من التخلص من الظلم والاستبداد الأجنبي إذ بالقادة الروحيين ينخدعون، فيدعونهم إلى الاستسلام.
ولا شك أن هذا الموقف من طرف القادة الروحيين كان له أثره البالغ على الأقباط أكثر من كل جحافل المأمون وطاغيته، ولكن على الرغم من كل هذا، فقد رفض آباؤنا الأقباط في إباء وشمم هذه النصائح الاستسلامية وفضلوا أن يعطوا أرواحهم فداءً لمصر وعقيدتهم، وهنا تذكر "الخريدة النفيسة" ذلك الحدث فتقول: "واستعدوا لمقاومة من يقصد سلب استقلالهم وإذلالهم".

وبعد حروب دموية بينهم وبين عساكر المأمون، كان النصر دائمًا في جانب الثوار، وقاد الخليفة الجيش بأجمعه إلى حومة الوغى وأصلى نار الحرب.. ولم يدخر من قوته وسعًا حتى أضعف الثوار، كما تذكر د. سيدة إسماعيل الكاشف بسالة هؤلاء الثوار فتقول: "ركز المأمون جميع قواته ضدهم وأعمل فيهم الجند السيف وأحرقوا مساكنهم..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :