الأقباط متحدون - ! لا أقلق : من هو الرئيس ؟..  فأنا والله نواجه الحياة معا ..!!
أخر تحديث ٠٠:١٢ | السبت ١٩ مايو ٢٠١٢ | ١١ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٦٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

! لا أقلق : من هو الرئيس ؟..  فأنا والله نواجه الحياة معا ..!!

بقلم : نبيل المقدس
 لو كان الرئيس القادم سلفي , أو إخوانجي , أو ليبرالي , أو إشتراكي , أو من فلول النظام الماضي أو حتي من فلول الإرهاب .. فأنا سلمت قلقي ومخاوفي علي مصر لله لأنني صرت أنا ووطني وهو واحدا .." فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَم  ". يوحنا 6 : 13 .. هنا أشعر أن إلهي قد إنتصر علي معالم مخاوفي وحال قلقي علي مستقبل مصر. وبما أنني متحد به فأنا متحد أيضا بإنتصاره لي وأن مصر سوف تنتصر وتتقدم بشعبها المختلف والمتباين فيما بينهم .. لكن يربطهم رباط الوطن المقدس .

تعودتُ عندما تأتيني المخاوف عليّ وعلى وطني وتطرق بابي , لا اقدم له أفضل كرسي وأحاول أن أسايره .. بل أقفل الباب بلطف وبثقة وأقول له : " لقد وضعتك بين يدي إلهي .. فلا مكان لك ولا نصيب فيّ ولا في بلدي فيما بعد ... لقد تحررنا منك إلي الأبد .."
ما جعلني أن أكتب عن الخوف هو القلق الواضح الذي أصبح سمة كل المصريين هذه الأيام والذي يدور حول " مَنْ هو الرئيس القادم ؟؟" ..  وأخص كلامي هنا إلي الكيان المسيحي , ومعه إخوتهم المسلمين المعتدلين .. لكن ربما لإخوتي المسلمين المعتدلين سوف لا تفرق معهم , لو جاء الرئيس من مرجعية إسلامية لأنهم سوف يتكيفون معه بسرعة تحت سبوبة الشريعة , وسوف يحاولون بإستمرار أن يراضوا أنفسهم , ويقنعوا أنفسهم أن هذا هو الإسلام وعليهم أن يطيعوه ويسايروا شريعته من وجهة نظر المتأسلمين والذين تمكنوا من القبض علي مجريات أمور الحياة ... لكن هذا الرضا والمعايشة لإخوتنا المسلمين المعتدلين سوف تتبدل وتتغير بعد حين لأنهم طبقا لطبيعتهم المصرية العريقة , وطبقا لحضارة أجدادهم المصريين , ولمعرفتهم لدينهم الحقيقي سوف تؤدي إلي تنافرهم من النظام المتأسلم ونبذه .. لأنهم لم يتعودوا من قبل أن يكون هناك مرجعية دينية إلا مرجعية الأزهر والتي تدرك تماما طبيعة المصري المسلم , حتي وصل بها الحال أنها هي المرجعية الوحيدة علي مستوي العالم الإسلامي " بإستثناء بعض الدول العربية " التي نقلت التراث الإسلامي المصري إليها مثل الكثير من الدول الآسيوية التي نهضت وتقدمت أمثال دولة اندونيسيا , وماليزيا , وتركيا  . أما المرجعيات الإسلامية الأخري فهي غير مطابقة لسماتهم كمصريين ابناء الحضارات ... لذلك فهم سوف يرفضونها من قريب أو بعيد .

علينا كمسيحيين أن ننظر إلي الحقائق بإمعان محاولين أن نراها في إطارها العام . فالشيء أو الأشياء التي نخشاها ربما نكون وضعناها في غير محلها بحيث تحتل مركز الدائرة , في الوقت الذي يجب أن تكون علي الهامش أو خارج نطاق الدائرة . لكن علينا أن نعلم أن الله وحده هو المركز وأن الخوف هو الذي علي الهامش .. وهذا يعني أن مخاوفنا هي في حالة الذوبان في الحقيقة الكبري التي هي الله .. ولا حق للشيء الموجود علي الهامش في أن يقرر نوعية حياتنا ... الله وحده له الحق في ذلك. كما علينا أن نتذكر أن ما مِن شيء يحدث لنا يمكن أن يكون أسوأ من الخوف ذاته إن كان هذا الخوف يخصنا أو يخص مستقبل وطننا .. وهناك حكمة مشهورة للآب فرانسيس سيلز " Francis – De Sales  1632 – 1567 " راعي كنيسة جينيف الذي كرموه فيما بعد بأن يكون قديسا للكنيسة الأرثوذكسية الرومانية هذه الحكمة قالها لإحد رعيته الذي كان يتصف بالخوف والقلق دائما " الخوف ألم أشد من الألم نفسه " . لذلك علينا أن نبقي علي روحنا المرحة .. فقد نصحني أحد الأصدقاء المشهود له بخفة الدم " عندما أجد نفسي في حالة من التوتر الشديد وأبدأ أن أشغل بالي في المشكلة بجدية وبعصبية , عليّ أن اذهب أمام المرآة , وأردد الكلمات الاتية : " أيها الغبي كيف تحمل ذاتك علي كتفك ؟؟! كيف تتسول عند باب بيتك ؟؟ ! .. ويكمل نصيحته : ثم حاول أن تضحك علي نفسك أمام المرآة.. فسوف تجد نفسك هدأت وسكنت , وستعطي مساحة لكي تسمع كلام الله وفكر الله في كيفية حل هذه المشكلة .

كنت أتمني أن يكون لنا كيان مسيحي شامل يعبر ويتكلم عن مشاكلنا .. كنت لا أتمني أن يتطرق فكرنا ونحاكي الآخرين بقيام مجموعة الإخوان المسيحيين الآن الذي يقودها "صديقي وحبيبي اللدود الدكتور ميشيل فهمي" .. فهذه المجموعة لا تمثل جميع المسيحيين , بل تمثل جزءً قليلا منهم .. اما الكيان المسيحي فهو الأولي بقيامه , لأن الكيان هو الأصل والشامل , وربما يأتي منه بعد ذلك الإخوان المسيحيين ... لكن الأهم والأصح هو الإهتمام بالكيان المسيحي الذي كاد يُمحي من ذاكرة التاريخ المصري .. كنا نتمني كيانا مسيحيا والذي كنا ننادي به منذ ما يقرب من سنتين أي قبل الثورة , كي نحصد نتائجه اليوم .. إلي الآن ومع أسفي الشديد لم أشاهد شابا أو شخصا يكون صالحا ومتعلما ودارسا " عِلم كلام البراباند " .. كما تفعل جميع الحركات الأخري الإسلامية ... فأجد الحركة السلفية والتي نعتبرها جميعنا حركة سياسية جديدة علي الساحة تمتلك شخصيات شابة لها حضور ووجود في جميع برامج الفضائيات .. كما أننا نجد أن كل متكلم منهم عبارة عن "ماكينة براباند " في الردود , وفي الحجج , ونجده دارس تاريخ الثورات المصرية والأجنبية .. كما أتعجب أن لديه القدرة في إعطاء رأي خطير يمس البلاد ويمس مستقبلها ..

كم كان حزني الشديد ... عندما رأيت شابا مسيحيا , لم أسمع عنه من قبل في إحدي البرامج الفضائية .. تصورت أنه بمثابة عروسة يأخذون رأيها في العريس المتقدم .. كانت نظراته أثناء حديثه مملوءة خوف وكسوف وخجل .. محدود المعلومات .. كلمة ورد غطاها .. وياليت هذه الكلمة تكون من بنات أفكاره بل هي أصلا ترددت كثيرا في وسائل الإعلام ... وشاهدت آخر وجدته كالرجل العجوز الذي يريد أن يحيا حياته الأخيرة بسلام محتفظا بمركزه الميري. لذلك واقولها بصراحة .. فقد فشلت جميع الجمعيات القبطية التي تهتم بالسياسة وسقط جميع النشطاء المسيحيين وهرب وإختفي هؤلاء الذين رفعوا اكثر من 3000 دعوة في صالح المسيحيين , والسبب هو أنهم لم يخرجوا من كيان مسيحي واحد .. بل خرجوا من أنفسهم يا إما للمنظرة أو لأكل العيش ...!!!

إن كنا نضع تخوفاتنا علي أكتاف الله وهذا هو إيماننا .. لكن علينا أن نجتهد ونحاول ونحتج ونرفض ونتكلم بصراحة بلا خوف أوقلق .. علينا ان ندفع بشخصيات شابة تتكلم لغة " البراباند " ... نحن نريد " بكار مسيحي " يتحدث ويتكلم بألف لسان ... نريد كيانا مسيحيــــــا يدرب ويعلم ويحتضن شخصيات لكي تصبح فاعلة ومؤثرة في حياتنا السياسية ... نحن لا نريد هؤلاء العواجيز من العلمانيين او الصحفيين المسيحيين يتكلمون عننا .. بل نريد شخصيات جديدة شابة لها  فكر سياسي يناسب بل يناطح الأفكار الخاصة بالآخرين وخصوصا ما بعد الثورة   ... نريد أشخاصا من أبناء الكيــــــان المسيحي المصري ... وليس من أبناء جمعية قبطية او جماعة من اخوان المسيحيين المحدودة .  

الخوف .. هو تمركز علي الذات , والإيمان هو .. تمركز علي الله . الخوف .. يجعلك تنصرف إلي نفسك .. والإيمان يجعلك تنصرف إلي الله .. الخوف يؤدي إلي الإنهيار ... وعلينا أن نسلمه إلي الله .. وهكذا تستطيع أنت والله أن تصنعا من الوطن وطنا للجميع . ....!!

ملحوظة : ربما البعض ينتقد ذكر ( أنا ) قبل كلمة ( الله ) .. انا هنا اعبر علي الإنسان يجتهد أولا بمعونة ورعاية الله و شكرا .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter