الأقباط متحدون | قبل ان يعيد التاريخ نفسه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٦ | الخميس ١٤ يوليو ٢٠١١ | ٧ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قبل ان يعيد التاريخ نفسه

الخميس ١٤ يوليو ٢٠١١ - ٤٧: ٠٦ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : مينا غبور
فى عام 1824 م ارسل الباب العالى فرمان سلطانى الى مصر يوكل الى محمد على باشا والى مصر التعامل مع الثورة اليونانية . التى قام بها سكان اليونان ضد حكم الترك متأثريين بالثورة الفرنسية و افكار التحرر الاوربية . فما كان من محمد على متأثرا بداوفع سياسية بحته الا ان بعث بالاسطول المصرى و ارسال حوالى 40 الف جندى مصرى للقضاء على تمرد اليونان . و لحظه العثر فى عام 1828م وقفت القوى الاوربية مجتمعه مع ثورة اليونان و عرضت فى البداية حلا سياسيا للقضية . الا ان تكبر النير العثمانى رفض تلك الحلول . و أدرك محمد على كقائد عسكرى محنك انه هو و سلطانه فى وضع صعب للغاية. فكتب للصدر الاعظم (الوزير الاعظم) يوضع انزعاجه الا ان الصدر الاعظم لم يجد سبب للأنزعاج و لم يأخذ تجمع الاساطيل الاوربية فى بحر أيجه بجدية.
بل كتب لمحمد على يطلب منه ان يحث ابراهيم باشا ولده و قائد الجيوش على القتال قائلا بالنص " ألا يكترث يجلبه الافرنح و لغطهم" . و أضاف أنه نظرا "لأن نصرالله لا يعتمد على عدد السفن بل على رباطه جأش الرجال " و بما ان المهمه دقيقة " و انه قد حانت ساعة تفريق الحق من الباطل فقد رأينا ان نحثه (أى أبراهيم) على القتال معتمدا على نصر الله المعين "
و لكن لا محمد على ولا ابنه ابراهيم شاركا الصدر الاعظم فى تقيمه للموقف .
وقبل معركة نفارين البحرية كتب محمد على خطاب صريح وبائس للغايه الى نجيب أفندى مندوبه فى أسطنبول يستحق اقتباسه بالكامل
" هناك قضيتان تستحقان التفكير فيهما بصدد الوضع الراهن ، أولاهما أن تحركات الأوربيين ليست أكثر من تهديد كاذب ، و الثانية أن الأساطيل سوف تحاول بالفعل أن تحصر أساطيلنا . فاذا كان التهديد كاذبا ، فهذا هو ما نريده تماما .. الا أن الذين يتحملون المسئولية عن الدول و الممالك و يواجهون هذه القضايا : يتوقعون كما تعرف النتيجة الأسوء بدلا من الامل فى الاغضل و على ذلك اذا لم يكن تهديد الاوربيين كاذبا .. علينا ان ندرك أننا لا نستطيع أن نواجههم : و أن النتيجة الوحيدة الممكنه ستكون غرق الاسطول بأكمله و التسبب فى موت مايصل الى 30 او 40 الف رجل .. و حينئذ سيقال ان محمد على باشا هو سبب هذه الكارثة و سيصبح اسمى ملطخا بهذا العار دائما .. و ليس تحمل المسئولية عن ثلاثين أو أربعين ألف نفس مهمة هينة . لذلك توقفت عن ارسال خطابات لابنى تشجعه على مواصله القتال . و النصر لا يتحقق فى الحروب بمجرد الاعتماد على الله فى و الثقة فيه ، و لكن أيضا ببذل كل الجهود البشرية الممكنة . و قد أمرنا الله فى كتابه (ليس) بأن نواجه الأعداء (فحسب) ولكن (أيضا) بألا ندخر جهدا فة مواجهتهم . غير أن ذلك يتطلب معرفة شاملة بفن الحرب . و نحن للأسف يا صديقى العزيز برغم أننا أهل الحرب مازلنا فى ألف باء هذا الفن بينما سبقنا الأوربيون كثيرا و طبقوا نظرياتهم(عن الحرب) ...(و بالتأمل فى ذلك) يفكر المرء فى قبول أقل الضررين ، أعنى مبدأ استقلال (اليونانيين) و (تحقيقه من خلال) الوساطه النمساوية . و سوف يعنى هذا للأسف أن ... تضيع كل الجهود و الأموال التى بذلتها فى هذا الأمر و معها جنودى و ضباطى ... و أنا هنا متحير : هل أحزن على نكبة الدولة العلية أم على جهدى الضائع ؟ لذلك أنا فى شدة الحزن و الأسى "

و للأسف كان حدث محمد على صحيح و فى أقل من 3 ساعات تم الاتيان على الاسطول العثمانى بالكامل و دمرت اغلبية السفن المصرية اما غرقا او حرقا و هو الاسطول الذى كان يتباهى به عزيز مصر ب
امتلاكه قائلا "ان العالم الاسلامى لم يشهد له نظير" و للاسف قضى عليه حاكم العالم الاسلامى فى ذلك الوقت
و نخلص بالاتى
الخطاب الاول. يشكل و بإمتياز خطاب مالك الحقيقة المطلقة المغيب عن الواقع و يعيش فى احلام يقظته يعانى من اختلاط افكاره بواقعه
أما الخطاب الثانى. فيشكل و بإمتياز ايضا خطاب السياسى الواعى و المتلمس حدود قدراته انه خطاب قائد مسؤل عن جنوده انه خطاب العقل
و بعودتنا لزمنا الحالى و بتأمل خطابات قوى موجودة على الساحه خرجت الى الشارع بعد اختفاء ما يقارب العقدين و بتحليل لمضمون خطاباتهم نراها تحمل نفس اعراض مرض القابض على الحقيقة المطلقة و خالط الحابل بالنابل . نفس العناد و التعجرف و التعالى الاجوف على باقى التيارات نفس الغياب عن الواقع و الزمن المحسوس
, فنرى تلك القوة تارة تعتبر نفسها الماء الطهور فى هذا المجتمع و تارة اخرى ترى نفسها بمثابة الأم بالنسبة للتيارات و القوى الاخرى . والغريب أن تلك القوى تجمع على ان مشاكلنا و سبب تخلفنا الحضارى سببه بعدنا و فقط عن تطبيق شريعتهم الدينية الخاصه . دون حتى التفكرو التدبر فى اى نوع من انواع البرامج السياسيه الجديه الحقيقية . بل وصل الخبل فى بعض الاحيان لدعوة البعض لغزو و سبى البلاد الاخرى و عند الحاجه بيع النساء و السبايا و العبيد . و الحق يقال ان تلك الاوهام يتشارك فيها الرجال و النساء فنجد مثلا فى احدى البلاد الخليجية سيدة تدعو على نفسها بالناشطه الاجتماعية تدعو لعودة الجوارى و استيراد الازواج لتحسين السلاله !!
و اخيرا و ليس اخرا
يقولون التاريخ يعيد نفسه . فلنأمل اذا ان يكون قدرنا أفضل من قدر محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة
تحياتى
مينا غبور
14-7-2011
*الخطابات من كتاب كل رجال الباشا . د:خالد فهمى . دار الشروق
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :