بينما تشهد القنوات الفضائية حملات لترويج النقاب باعتباره فريضة عبر نجومها أبو إسحاق الحويني ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب وغيرهم من الدعاة تقوم وزارة الأوقاف بعمل مضاد من أجل حض النساء علي مقاطعة النقاب باعتباره بدعة لا أصل لها في صحيح الدين، ويري المناوئون للنقاب أن الدولة مسئولة بعد أن تركت الحبل علي الغارب للمشايخ الجدد محدودي العلم للترويج لذلك الزي.
وكان الشارع المصري قد شهد عبر السنوات الماضية بسبب هذه الفضائيات انتشارا واسعا للنقاب الذي تحاول ليل نهار أن تجعله من ثوابت الدين بينما هو أبعد ما يكون عن الإسلام الذي فرض للمرأة حرية وكرامة شهدها صدر الإسلام، بينما المجتمع الذكوري يواصل سطوته عليها باسم الدين. يقول الغزالي في الكتاب الذي أصدرته الأوقاف تحت عنوان »النقاب عادة وليس عبادة« أن حوالي 12 حديثا صحيحا في أصح كتب السنة تشير الي أن النساء كن يكشفن وجوههن وأيديهن أمام النبي صلي الله عليه وسلم فما أمر واحدة منهن بتغطية وجهها وكذلك كان أصحابه رضوان الله عليهم يفعلون.
إن هناك مرضي يروجون أن وجه المرأة ويديها وصوتها عورة فقد مات سعد بن خولة في السنة العاشرة للهجرة وترك امرأته حاملا وشاء الله أن تضع قبل عدة الوفاة فتركت المرأة حدادها وتجملت للخطاب وتخضبت وتهيأت فلقيها رجل اسمه أبوالسنابل وأنكر عليها ذلك وقال لها: لعلك تريدين الزواج بعد أربعة أشهر وعشر؟ قالت: فأتيت النبي صلي الله عليه وسلم وذكرت له ما قيل فقال لها: قد حللت حين وضعت والقصة موجودة في الصحيحين وسند أحمد، ويضيف »الغزالي« أن هذه القصة كقصص أخري وقعت في آخر حياة رسول الله ولا مسوغ للزعم بأنها قبل الحجاب قائلا: إن شيئا آخر غير دين الإسلام يراد فرضه علي الأمة الإسلامية والذين يريدون ذلك يخضعون لدوافع نفسية لا لشواهد علمية. ويوضح الغزالي أنه في السنة العاشرة للهجرة وقعت قصة »الخثعمية« وهي امرأة جميلة الوجه جاءت للنبي يوم النحر وهو في حجة الوداع وكان الفضل بن عباس رديف انبي فلفته جمال المرأة ولم ينهها الرسول عن كشف وجهها أو يتهمها بقلة الحياء،
ومن المثير للضحك أن الذين يروجون للنقاب يقرأون قول الله تعالي: »وليضربن بخمرهن علي جيوبهن« فهو لم يقل »وجوههن« كما أن حديث عائشة عن النقاب هو حديث ضعيف سندا شاذا متنا. وهذا ليس اكتشاف الغزالي وحده بل قال به أبوبكر الجصاص وابن جرير والقرطبي وابن كثير وابن قدامة وأصحاب المذاهب الأربعة فلم يحدث أن النبي اعترض امرأة سافرة والسنن شاهدة علي صدق ذلك وكان مجتمع الصحابة قائما علي ذلك دون تكبر.
وقول الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف في تقديمه للكتاب أن لأهمية الوجه وتعبيراته ما جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: »تبسمك في وجه أخيك صدقة«. والخلاصة أن ظاهرة النقاب بدأت تنتشر بشكل ملحوظ في كل مكان ووصلت الي صفوف الممرضات في المستشفيات والمدرسات في المدارس والبنات في المدارس الاعدادية ناهيك عن إدارات حكومية عديدة، ويحاول البعض أن يفسر هذه الظاهرة بأنها علامة علي التدين والورع والتقوي والبعض الآخر يراها حرية شخصية لا دخل للآخرين فيها فلكل إنسان أن يرتدي ما يشاء من الملابس بالطريقة التي يرتضيها.
ويؤكد زقزوق أن هذا الأمر لا صلة له بالحرية الشخصية، وإنما هو في واقع الأمر إساءة استخدام لهذه الحرية لأنه في حقيقته ضد الطبيعة البشرية وضد مصلحة المجتمع وإساءة بالغة للدين وتشويه لتعاليمه السامية وإهانة للمرأة وللمجتمع. كما أكد شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي الفتاوي المؤيدة لفساد النقاب وعدم علاقته بالإسلام.
ويقول د. علي جمعة مفتي الجمهورية ان عورة المرأة المسلمة الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفان. هذا هو مذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية ورغم ذلك هناك من لا يزال يصر علي أن النقاب فرض واجب ويقنع البسطاء بارتدائه. |