زيدان يطلق صفة "العربيّ" على اللاهوت المسيحيّ الأنطاكيّ، وهو لاهوت لغته الأصليّة السريانيّة أو اليونانيّة. وأشار مسوح، إلى أن زيدان جعل كبار المفكّرين اللاهوتيّين الأنطاكيّين في حقبة ما قبل الإسلام عربًا بالولادة والثقافة، هم الذين دوّنوا مؤلّفاتهم بالسريانيّة أو باليونانيّة، بناء على ما نهلوه من الفلسفة اليونانيّة بخاصّة. فأين كانت الثقافة العربيّة والفلسفة العربيّة آنذاك؟ ألم يكتب آريوس ونسطوريوس وسواهما من المفكّرين الذين خرجوا من "المجمعيّة الأرثوذكسيّة" باليونانيّة، فأين ثقافتهم العربيّة المزعومة؟ مؤكدا فى ذات الوقت انه لا يناقش هنا انحياز زيدان إلى مَن اعتبرتهم الأرثوذكسيّة هراطقة ولا يدينه، لكنّ هذا الانحياز أفقد البحث بعض المصداقيّة المنهجيّة التي يدينها زيدان نفسه عند الكتّاب المسيحيّين الدفاعيّين في القرن الأوّل، فأتى نصّه دفاعيًّا من الطراز الأوّل والعيار الثقيل." وأوضح جورج مسوح، أن زيدان لم يكتفِ بهذا الانحياز بل يستمرّ فيه حين يقارن ما بين قصص الأنبياء في العهد القديم وقصصهم في القرآن، متبنّيًا، بل مفضّلاً، القصص القرآنيّ من دون أيّ نقد تاريخيّ أو نصّيّ. فهو يحكم بأنّ "القصص القرآنيّ جاء راقيًا في لغته، مترقّيًا بالقارئ والسامع إلى حضرة علويّة لا يشوّشها لفظ رديء ولا معنًى غير لائق بالله أو بأنبيائه" (ص 141) مشيرًا إلى تبنّى زيدان فكرة أنّ اللاهوت المسيحيّ العربيّ ليس سوى ذاك الذي يوافق القرآن، لذلك يغيَّب أقطاب هذا اللاهوت من الأرثوذكس، كيوحنّا الدمشقيّ وثيوذورس أبو قرّة ويحيى بن عدي وسواهم. واختتم جورج مقاله، بأنه حين صدرت رواية "عزازيل" ولاقت اعتراضات جمّة من الأقباط، دافع عنه وعن روايته، لأنّه لم يزعم أنّه يكتب بحثًا بل رواية، والروائيّ يحقّ له أن يتّخذ لنفسه مَن شاء بطلاً لرواياته. لكنّ البحّاثة في "مقارنة الأديان" لا بطل له سوى المنهجيّة الصارمة والموضوعيّة الصافية، وهذا ما افتقدناه كثيرًا في هذا الكتاب. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت | عدد التعليقات: ١٦ تعليق |