الأقباط متحدون - تعلّم متى تكون جادًا ومتى تمزح
أخر تحديث ٠٠:٤٧ | الأحد ٢٠ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣٢٦٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تعلّم متى تكون جادًا ومتى تمزح

بقلم : فايز البهجورى 
ليس المطلوب أن يكون الشخص جادا في كل الأوقات، أو مازحا في كل الأوقات، وليس المطلوب من الشخص الجاد أن  يمتنع عن المزاح عندما يكون الجو العام للجماعة التى  يتواجد فيها هو المرح والمزاح، وليس المطلوب أيضا أن يكون الشخص المهزار مهزارا أيضا فى المناسبات التى تستلزم منه أن يكون وقورا ومن الغباء أن يمزح الشخص فى وقت يستلم منه الجدية ، والعكس صحيح أيضا .

هذه المبادئ السلوكية الأساسية لم يفهمها بعض الأشخاص  فأقدموا على أعمال كانت نتائجها مأساوية بالنسبة لهم وهذه عينة منهم . 

حكاية من ولاية واشنطن :
عقاب من غير جريمة ربما حدث ذلك من  باب اللهو .. والعبث، وربما كان أيضا تعبيرا  لا شعوريا عن بعض الكراهية التي كان هذا المواطن الأمريكي يكنّها للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجين، المهم أن هذا المواطن أخرج إحدي رصاصات مسدسه ، وكتب عليها بالقلم  " أسم الرئيس ريجين ولعب سوء الحظ دوره ثلاث مرات ، بالنسبة لهذا المواطن،  في هذا الموضوع .
 
المرة الأولي عندما أعاد هذا المواطن الرصاصة إلى مكانها فى المسدس ، دون أن يمسح اسم الرئيس من عليها، والمرة الثانية عندما يظهر في حياة الرجل ما يستدعي سفره إلى مدينة سبوكان بولاية واشنطن في أكتوبر 1967، والمرة الثالثة عندما لعبت الصدفة دورا في إكتشاف البوليس لهذه الرصاصة بالذات وعليها أسم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت النتيجة الطبيعة أن قدم الرجل للمحاكمة ، بعد أن أجري معه رجال البوليس التحقيقات حول الدوافع التي جعلته يكتب "اسم الرئيس الأمريكي" على " رصاصة مسدس"  لا ترتبط إلا بالموت والدماء، وفي أغسطس عام 1987 أصدر قضاة محكمة مدينة سبوكان حكمها على الرجل بالسجن ثلاثة أعوام بتهمة تهديد رئيس الدولة .
 
وهذه مزحة أخرى  قادت صاحبها إلى السجن والغرامة  200 ألف دولار.. مزحة على تويتر
والمزحة هذه المرة حدثت على موقع التواصل الاجتماعي الالكتروني " تويتر " .وكان بطلها وضحيتها شاب أمريكى  فى العشرين من عمره  يدعى دكاري ماك أنوف، ويقيم دكارى  فى مدينة  لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا  بالولايات المتحدة الأمريكية وكان  من هواة التواصل مع اصدقاء له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" وبين وقت وآخر كان يرسل" تغريدات " لهم   ويستقبل "تغريدات"أخرى  منهم . 
 
وفى شهر مارس 2014  خطرت على باله  " مزحه " فكّر أن يضعها على الموقع دون أن يفكّر فى النتائج السلبية التي يمكن أن تنعكس عليه بسببها فقد كتب فى حسابه الخاص " تغريده " هدّد  فيها  بإطلاق الرصاص على المارة في شوارع المدينة "ونشر صورًا عدة  لبندقية  مصوبة باتجاه المارة على الطريق وأرفق كل صورة برسالة تدعو مشتركي “ تويتر” إلى إعادة التغريدة ، كي يطلق الرصاص و قال فى 100 إعادة تغريدة " سأطلق الرصاصة على أحد المارة، وصل الأمر الى الشرطة المحلية ، التى سارعت الى التوصل اليه ، وقامت بضبطه  واعتقاله وعند تفتيش منزله تم العثور على بندقية تعمل بضغط الهواء. ولكنها ليست من النوع الذى يقتل البشر .
 
وعلقت الشرطية  نوريا فانيجاس، من شرطة لوس أنجلوس على ذلك بقولها : "في البداية كنّا نعتقد أنها " بندقية حقيقية “ وأن هناك تهديدا للجوار. وأخذنا كل التهديدات على محمل الجد، وتم تقديم دكاري الى المحاكمة .
وتم توجيه الاتهام اليه بـ” التهديد بارتكاب جريمة”. 
 
وصدر الحكم عليه يالسجن ودفع كفاله قيمتها 50   ألف دولار .وتم تعليق حسابه على “تويتر. 
وفى تغريدة لأحد أصدقاء دكاري ماك أنوف ، قال  فيها إن دكارى لم يكن جادا فيما كان يقول به . وأن الأمر كله لم يكن الا مجرد “مزحة” ووهو “لم يكن يريد إيذاء أحد.ولكن دكاري ماك أنوف لم يكن قد تعلم متى يمزح ،ومتى يكون جادا ،  فدفع ثمن جهله  باهظا .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع