الأقباط متحدون - جنون العشق وعشق الجنون في ديوان
أخر تحديث ١٦:٢٧ | الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣٠٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

جنون العشق وعشق الجنون في ديوان

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

لشربل بعيني/ أنطوني ولسن

 إلى أخي شربل بعيني الذي أرسي لحاله .

منذ أن بدأت بنشر مقتطفات من ديوانك الجديد " فافي " وأنا أتابع ما يسطره قلمك ، وما يكتبه محبوك .

تابعت أيضا رحلاتك مع "فافي" ومنافس عشقك الشعري أخونا الحبيب الشاعر والأديب الأستاذ جوزاف بو ملحم .

جوزاف ظهر واضحا أنه هو أيضا أصيب بجنون العشق لـ "فافي" وهو يجري معها الأحاديث وأنت تلتقط لهما الصور.

لو أنك أعدت مشاهدة ما إلتقطته الكاميرا ، سترى أستاذنا مرتكن على الحجر وعيناه تنظران إلى "فافي" في عشق وغرام.

هذا ما لاحظته . فقد فضحته عيناه. لكنه توارى بعيدا، ليس خجلا من عشقه، لكن تنازلا لما رآه من جنونك وعشقك لـ "فافي التي إستطاعت أن تستحوذ على قلبيكما ووجدانكما ، فترك ساحة الحب "سداح مداح" دون منافسة لك .

لكن أنا واثق ان شظايا جنونك بـ "فافي" قد أصابته هو أيضا.

هنا لي وقفة لأقول أن جنون العشق الذي ظهر على جوزاف لا يقل عنفا عن عشق الجنون الذي أصابك يا شربل مع فارق هام جدا، وهو أنه لم يكتب حرفا واحدا. لكنك صرخت بصوت عال مجلجل في جميع أنحاء المعمورة تعلن جنون عشقك في ديوان كله مناجاة وتمنيات أن تنظر "فافي" إليك كأخ محروم من الأخت.

 وظهر ردها واضحا في هذا الجزء مما جاء في ديوانك لكنه بقلمها الذي ترد فيه وتقول:

طوبى للمجانين

وطوبى للأوثان

والويلُ ،

كلَ الويلِ

لأصدقاء الشعراء

صدقني شاركتما نفس العشق والجنون أنت وجوزاف، وتمنيت أن أراها وألتقي بها في سيدني. لكن ما باليد حيلة فقد صرت قليل الحركة ولا أستطيع قيادة سيارتي في المساء، حتى ولو أتيحت ليَ فرصة مصاحبتكما معها. لأنني أيضا لن أستطيع المشي لمسافات. فكان من الأفضل لي أن أستمتع بكل ما ترسله من فيديوهات وما شابه.

واتتني الفرصة في ذلك اليوم الذي أُخبرت فيه بأن المصريين سيعقدون مؤتمرا صحفيا قبل أن تغادرنا الشاعرة المصرية الكبيرة فاطمة ناعوت. إتصل بي الأستاذ الصديق كمال إبرام الأعلامي المصري في إذاعة 2000 إف إم وأثلج صدري بأنه على أتم إستعداد ليصحبني معه إلى حيث يعقد المؤتمر. إنشرح قلبي وبدأت أعد نفسي لهذا اللقاء غير المنتظر. جمعت مجموعة من الكتب التي أصدرتها لأقدمها لها، ومجموعة أخرىل أقدمها للمستشار رمزي الذي كان حاضرا معها من القاهرة.

صدقني كنت بالفعل ومن كل قلبي أنوي الذهاب وألتقي بها وبالمستشار الذي له وعائلته أياد بيضاء بالنسبة للذين فقدوا أخا أو أبا أو إبنة أو أماً على أيدي الجماعات المتأسلمة. وأيضا من حرقت بيوتهم وأغتصبت بناتهم. فكانت فرحتي مزدوجة وبدأت أفكر في نوع الأسئلة التي سأوجهها لها وللمستشار.

 

ريشة الفنان ميلاد ثابت اسكندر تبدع كاريكتير الشاعرة فاطمة ناعوت

الأستاذة فاطمة ناعوت لها أصابع بيضاء بالنسبة لفقراء المصريين ومضطهديها من الجماعات المتأسلمة يعرفها القاصي والداني، في مصر وجميع أنحاء العالم. عائلة المستشار رمزي تُشرف كل مصري وطني محب لمصر إن كان في شخوص العائلة أو مجهوداتهم لخدمة المصريين. فيا لها من فرصة أستطيع فيها أن ألتقي الجميع، وخاصة أنت يا عزيزي شربل . لكن.. وآه من لكن.. كما تعلم .
 
بدأت أفكر في المؤتمر الصحفي الذي جاء في أخر يوم للضيفين الكريمين. سمعت عن إقامة حفل عشاء خيري بعد وصولهما. سألت نفسي لماذا لم يعقد لحظة وصولهما إلى سيدني سواء في غرفة كبار الزوار بالمطار، أو بعدها خارج المطار، حيث يتم عادة لقاء الأعلامين والصحفين بكبار الزوار المصريين بعد إخبار رؤساء التحرير والأعلامين العرب والأستراليين لتواجد أكبر عدد من الصحفيين والأعلاميين من التوجه لملاقاتهما وتوجيه الأسئلة.
لكن لم يحدث أي شيء من هذا. قد يكون لعدم خبرة، أو يكون لعدم دراية بأهمية الأعلام.
 
أيضا.. لا أظن أنه تم دعوة أي من الأعلامين أو الصحفين في الحفل. وهذا أيضا تصرف مهين لتجاهل الأعلام، كون عدم وجود إعلام مصري حقيقي في أستراليا، لا ينفي وجود إعلام وصحافة عربية وأسترالية في أستراليا.
 
حقيقة لقد فاض بي الكيل وطفح لهذا التجاهل للأعلاميين والصحفيين عند المسؤلين من المصريين. فكان قراري هو عدم الذهاب. بالفعل إتصلت بالأستاذ كمال وأعتذرت له.
 
أنا لم أبتعد كثيرا عن ديوانك. لأنني كنت أتمنى، قلباً وقالباً، رؤية بطلتك، رغم متابعتي "كلما سنحت الفرصة" قراءة ما تكتبه أو مشاهدة اللقاءات التلفزيونية التي تدعى لها .
 
فاطمة ناعوت عنوان مشرف للمرأة المصرية الشجاعة التي تدافع عن كل مظلوم ومضطهد بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العقيدة.
 
جنون العشق يا شربل له مزايا كثيرة، أهمها شحذ الفكر الملتهب الوجدان بدقات قلب العاشق المجنون ليسطر بمكنون نفسه ديوانا "فافيا" كهذا.
 
شكرا لكِ أستاذة فاطمة "فافي" ناعوت على قبولك إخوة شربل بعيني التي كان والداه، رحمهما الله، بانتظارها منذ زمن بعيد.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter