بقلم: لؤي عجيب
سقطتُ سهواً من السرب ...
وسقط قلبك وسط الرمال
فتعاركنا ... وتضاربنا ...
بأجسادنا ... بأيدينا ... وحتى بأرجلنا ....
ورسمنا دوائر ...
دعنا نناقش المسألة بهدوء يا صديقي .... ولتكن انسانيتنا هي الأساس والوطن سقفنا ... ونكف عن رسم الدوائر للوطن .... ولنرسم معاً الخارطة....
لنرسم ... جبالاً... سهولاً ... أنهاراً ... ودياناًُ ... أشجاراً وغاباتاً ... صحراءً وبحراً ...
لنرسم معاً ... سوريا ....
فهذا البلد الجميل يا صديقي
يستحق النقاش دائماً ...
و يتسع لنا جميعاً ...
ارفع يديك عن أذنيك ... وكف عن الصراخ ....
ولتكن وتيرة أصواتنا متناسبة دائماً .... بمقدار حبنا للوطن ...
وإن اختلفنا بالطباع ... بالآمال ... وحتى بالأفكار ...
فإننا ... نشترك بالوطن ....
فأنا يا صديقي سوري ... بمقدارك أنت ... ولن أزاود وأقول أكثر ....
فلنستمع كثيراً ... ولنفكر ملياً ....
ولنكفر عن خصامنا .... بقراءة الوطن من جديد ....
ولنعيد لبعض الكلمات ... معناها الصحيح ....
ولنداوي جراحنا .... معاً ....
تذهلني يا صديقي عبارة " سفر للسياحة "
فما أبعدها عن طفولتنا ... مراهقتنا ... وشبابنا ....
وما أبسطها من معنى وأمنية ....
وكم تلازمت كلمة السفر في أذهان الشباب بتعابير كثيرة
كتأشيرة عمل ....
عقد زواج من أجنبية ....
وحتى هجرة شرعية أو غير شرعية ....
ألا يؤلم هذا كثيراً يا صديقي ؟؟؟؟
وطني محطة لجميع الفصول ...
وطني محطة للأوروبيين والخليجيين ...
فأين محطتي أنا ... في الوطن ... و خارجه ....؟
أيها الصديق ....
دعنا نعيد بناء الذاكرة ثانيةً
قبل أن تبدأ الرحلة ...
ولنترك القلوب تخفق دوماً
حتى لو في الرمال ....
علّ الأرض تحيا من جديد ....
لؤي عجيب
lylloyal@yahoo.com
نقلا عن موقع الحوار المتمدن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=9915&I=260