ألمانيا تحتفل مع العالم بالذكري التاريخية الـ‏20‏ لسقوط سور برلين

الأهرام - برلين ـ وكالات الأنباء‏

وسط أجواء احتفالية صاخبة
وحضور أكثر من‏100‏ ألف ألماني وأوروبي
ميركل تعتبر المناسبة أسعد يوم في التاريخ الألماني الحديث
‏..‏ وكلينتون تدعو إلي التعاون لمواجهة تحديات العالم

انطلقت أمس احتفالات العالم وألمانيا الرسمية بالذكري التاريخية العشرين لسقوط سور برلين‏,‏ الذي يرمز لانهيار أنظمة المعسكر الشيوعي وإعلان توحيد شطري ألمانيا‏,‏ وكان السور قد سقط في التاسع من نوفمبر عام‏1989‏ عقب اقتحامه من موجة بشرية من الجماهير الألمانية الغاضبة الراغبة في الحرية ليعبروا الي الشطر الغربي من برلين ويليه عبور أكثر من‏3‏ ملايين ألماني شرقي الي ألمانيا الغربية عقب‏3‏ أيام فقط من سقوط السور‏.‏
وقد اجتمع الزعماء الألمان وعلي رأسهم المستشارة انجيلا ميركل والرئيس الألماني هورست كولر لاستهلال الاحتفال بالذكري بالصلاة في قداس في كنيسة جيتزامانيه في شرق برلين‏,‏ وأشاد الحضور بجهود نشطاء المعارضة في عام‏1989‏ لتبدأ عقب ذلك الاحتفالات‏.‏

ميركل وهيلارى كلينتون خلال محادثات ثنائية فى برلين قبيل بدء الاحتفالاتوشارك في الاحتفالات ميركل وكوكبة من كبار الزعماء السياسيين والشخصيات السياسية الأوروبية والأمريكية والروسية الحالية والسابقة وقادة الدول التي كانت جيوشها تنتشر علي أرض ألمانيا المقسمة وهي روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي السابق‏,‏ وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والتي مثلتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون‏.‏
كما شارك أيضا رؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي وعلي رأسهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي‏,‏ والرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون‏,‏ في الوقت الذي تغيب فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي مثلته وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون‏.‏
ووصفت ميركل الذكري بأنها أسعد يوم في التاريخ الألماني الحديث‏.‏
وقد احتشد نحو‏100‏ ألف من الألمان والأوروبيين أمس أمام بوابة براندنبورج لإحياء الذكري التاريخية‏,‏ التي أسهمت في تغيير الخريطة السياسية والجغرافية في أوروبا وكانت بمثابة بداية النهاية للشيوعية في القارة ونهاية حقبة الحرب الباردة‏.‏
وشهدت ألمانيا احتفالات صاخبة حيث أقيمت حفلات موسيقية للمطرب العالمي الشهير بون جوفي والموسيقار الألماني بيتهوفن‏.‏

وقد حثت كلينتون قادة أمريكا وأوروبا عند وصولها الي برلين أمس الأول‏,‏ علي النظر في إحياء ذكري سقوط سور برلين بوصفها دعوة الي العمل ضد التهديدات التي تحيط بالعالم‏.‏
وقالت كلينتون خلال تسلمها جائزة الحرية من مجلس الأطلنطي‏,‏ وهي جماعة تبشر بقيم حلف الأطلنطي‏,‏ إن تاريخنا المشترك لم ينته ليلة سقوط سور برلين بل كانت تلك الليلة هي بدايته‏.‏
وهنأت كلينتون الألمان بالذكري خلال لقاء مع المستشارة انجيلا ميركل بمقر المستشارية‏,‏ وأعربت عن سعادتها بالوجود في برلين المدينة التي تعني الكثير ليس فقط للشعب الألماني بل أيضا للأوروبيين وللشعب الأمريكي والعالم‏.‏
واعتبرت أن تلك اللحظة الاحتفالية يجب أن تكون دعوة للعمل وليس مجرد إحياء لذكري من الماضي وانما دعوة للتعاون فيما بيننا والنظر في حلول للتحديات التي تواجه الحرية في الوقت الحالي‏.‏

وشهدت بوابة براندنبورج أجواء احتفالية حيث انطلقت الموسيقي والكلمات والألعاب النارية من موقع البوابة التاريخية التي كانت بمثابة نقطة حصينة محاطة بالحراسة المكثفة والمدافع الرشاشة ويمتد بجانبها سور برلين الذي أنشيء في مدينة برلين الألمانية في بداية ستينيات القرن‏,‏ ليكون خطا فاصلا لايمكن اجتيازه بين شطري المدينة الشرقي التابع لجمهورية ألمانيا الديمقراطية وشطرها الغربي التابع لجمهورية ألمانيا الاتحادية‏(‏ الغربية‏)‏ وقد اعتبر كذلك السور خطا فاصلا بين الشرق أو الكتلة الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي والغرب بقيادة الولايات المتحدة خلال حقبة الحرب الباردة‏.‏

وفي مقابلة أجراها تليفزيون أسوشيتدبرس مع الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف‏,‏ الذي مهدت سياساته لتوحيد الألمانيتين وإنهاء حقبة الحرب الباردة بين الشرق والغرب‏,‏ أكد أن انهيار سور برلين كان بمثابة عامل لتحقيق السلام‏,‏ مشيرا الي وجود نقاط تفاهم مشتركة للالتقاء والمضي قدما‏,‏ وذلك برغم كل الصعوبات‏.‏