ناهد صبري
بقلم: ناهد صبري
رفعت سيدة إيطالية الجنسية دعوى أمام محكمة ستراسبورج لمنع تعليق الصليب في المدارس الحكومية بدعوى إن عرض الصليب في الفصل يخالف حق الآباء في تربية أبنائهم وفقًا لقناعتهم وحق الطفل في الحرية الدينية، وقد صدر قرار لصالح هذه السيدة وحُكم لها بـ5000 يورو بما يعادل حوالي ( 7400 دولار ).
يذكر أن حكومة ايطاليا أعلنت رسميًا أنه ستقدم طعنًا ضد قرار المحكمة المذكورة.
وقد أثار هذا القرار استنكارًا واسعًا في بلد للديانة الكاثوليكية فيه حضور قوى، حيث نددت وزيرة التعليم بهذا القرار وقالت لن يتمكن أحد من طمث هويتنا، إذ أن الصليب هو رمز لتقاليدنا قبل أن يكون رمزًا للكاثوليكية.
وأشارت إلى أن الدستور الايطالي يعطي قيمة مميزة للديانة الكاثوليكية، كذلك انتقد الفاتيكان القرار على لسان مسئوله الثاني الكاردينال "تارسييسيو برتونى" الذي قال إن أوروبا تنتزع منّا أغلى رموزنا ولا يسعنا سوى أن ناسف لهذا القرار ونسعى بكل قوانا للحفاظ على رموزنا الدينية، كما قالت "الساندرا موسولينى" حفيدة الدكتاتور السابق "بنيتو موسولينى" إن منع تعليق الصلبان في المدارس يهدف إلى اقتلاع جذورنا المسيحية.
وبالرغم من هذا الموضوع قد فتح شهيتي للحديث عن المذابح التي تجرى في بلادنا من تشويه لتاريخ الأقباط وأسلمة قصرية.. الخ على اعتبار أنها بعض الأمور التي تمس الحرية الدينية إلا إنني أرجئ فتح ملف هذه القضايا لمقال قادم.
أما بالنسبة لهذا القرار -قرار محكمة ستراسبورج بمنع تعليق الصليب في المدارس الحكومية- فأرى أنه قرار شديد التطرف إذ الصليب ليس مجرد رمز ديني بل هو أيضًا علامة ثقافية كما أنه جزء من التراث الكاثوليكي الذي لا ينفصل عن تاريخ إيطاليا والصليب موجود في الساحات والشوارع فهل يعنى مراعاة الحرية الدينية السعي إلى تدميرها؟ هناك إذا خطر من وراء فصل الهوية الثقافية عن الرموز الروحية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9687&I=255