محبة مترى
بقلم: محبة مترى
كم هو جميل فى عيد الحب ان يعبر كل انسان منا عن محبته لشخص آخر له مكانة فى قلبه مقدما له هدية ولو بسيطة تعبيرا عن مشاعره تجاهه واهتمامه , ويكون لسان حاله قائلا ..انا اتذكرك ..انت دائما فى قلبى .. وان كنت قد انشغلت عنك طوال العام فسامحنى.. اما اليوم فدعنى اعبر عن محبتى لك فهو عيدك ..تقبل منى كل المشاعر الجميلة العذبة.. فانا مديون لك لانك سبق وأن احببتنى وأسعدتنى وأرجو أن تتقبل هديتى البسيطة التى لاتساوي شيئا امام عمق محبتك لى .
وجميل أن يتحول هذا اليوم الى احتفال يسعد به كل خطيبين مقبلين على الزواج أو يكون يوما لتجديد مشاعر الحب والوفاء بين الزوجين وتقارب بين كل أفراد الاسرة.
اذا كانت هذه هى مشاعرنا البشرية نحو بعضنا فى اعياد أوجدناها خصيصا واختلسناها داخل عجلة الزمن حتى نتذكر ان هناك شئ أسمه حب وحتى لايضيع هذا المعنى الجميل فى وقت جفت فيه المشاعر وتحجرت القلوب وتاهت معانى المحبة المضحية فى خضم المشاغل والمشاكل اليومية وظروف الحياة الصعبة , فاصبحت المحبة كلمة جوفاء , الكل يتشدق ويتغنى بها , ولكن عند الاختبار الحقيقى والعملى كم من مرات ننساها ,نهمشها , نعتبرها ضعفا, فنعطى الفرصه لظهور مشاعر سلبية بدلا منها مثل التعصب ونبذ الآخر والأنا المتضخمة . فماذا عن مشاعرنا تجاه الله؟ ومامقدار محبتنا له؟
فى عيد الحب تذكرت قصة المرأة الخاطئة التى ذهبت الى الرب يسوع في بيت سمعان الفريسى والتى سكبت قارورة الطيب على قدميه واخذت تبللهما بدموع ندمها وتمسحهما بشعر رأسها وتقبلهما , وعندما تكلم سمعان الفريسى في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التى تلمسه وماهى الا خاطئة. علم يسوع مايدور بفكره وانه يشعر بانه أفضل من المرأة نتيجه بره الذاتى وكبريائه .
(.........ثم التفت الى المراة وقال لسمعان اتنظر هذه المراة. انى دخلت بيتك وماء لاجل رجلىّ لم تعط. واما هي فقد غسلت رجلى بالدموع ومسحتهما بشعر راسها. قبلة لم تقبلنى . واما هى فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلىّ. بزيت لم تدهن رأسى. وأما هى فقد دهنت بالطيب رجلىّ . من أجل ذلك اقول لقد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا. والذي يغفر له قليل يحب قليلا. لوقا (7- 36 :50 )
لقد وقفت هذه المرأة منكسرة , الخجل يغطى وجهها, ربما تعثرت فى مشيتها عند دخولها بيت سمعان الفريسى, ربما توقعت ان يطردها ويهينها امام ضيوفه, ..كل ذلك لم يهمها ...لقد احبت فقط....احبت كثيرا..سجدت عند قدميه باكية ساكبة دموعها وطيبها, لاتمتلك سواهما,كل دمعه من عيونها تذرفها ندما تقول احبك يارب ,كل نقطة عطر على قدميه هي شكر لمن اقامها من طين الحمأة,ماعاد يهمها احتقار البشر, يكفيها هو.. انه عزها و مجدها ورافع رأسها الذى سامحها بالكثير يستحق ان تعيش باقى حياتها عند قدميه.....احبت كثيرا فغفرت خطاياها الكثيرة.
ضرب لنا الرب يسوع اروع مثل فى المحبة و التضحية بالفداء, لانه أحبنا اولا.....هكذا احب الله العالم ,( هكذا)..بدون سبب..(هكذا).. لم يعاملنا بالمثل .
فهل نقدم له الحب؟ هل نقدم له كل القلب؟ هل نقدم له ابنائنا؟ هل نقدم له اموالنا؟ هل نقدم له وقتنا؟ هل نستخدم مواهبنا التى منحنا اياها لمجد اسمه؟ هل نحب بعضنا كما احببنا؟
هل نعظمه ونعطى المجد له وحده وننكر ذواتنا ونتبعه قائلين ينبغى ان ذلك يزيد وانى انا انقص؟
هل نقدم له كل شئ بلا استثناء ونتركه عند قدميه مثل المرأة الخاطئة ام نفعل مثل الشاب الغنى الذى تركه ومضى حزينا لانه كان ذو اموال كثيرة؟
با أعظم محب...يامنبع كل حب ....أشكرك....أحبك...وليتوارى كل حب خجلا أمام حبك....كل حبك دونك هو وهم ....كل حب لست مصدره هو ناقص...فحبك أمين ووعودك صادقة....اجعلنى ان أحب من خلالك كل البشر ....افتح عينىّ....والمس قلبى.
ودعنى ارنم لك بشكر:
للمنتهى احببتنى
مريت على وقومتنى
عليت مقامى ورفعتنى
انا قلبى ليك علي طول مديون.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=9531&I=252