الخلاصة ومن الآخر
بقلم: كمال غبريال
•ما قاله الفريق/ عبد الفتاح السيسي من أن الجيش المصري لن ينزل للشارع ليحسم صراعاً سياسياً، وأن صندوق الانتخابات هو الوسيلة الوحيدة للتغيير، كلمات حاسمة واضحة يجب أن يعيها الجميع، فمن يهددون الدولة المدنية الآن ليسوا عصابة من عدة أفراد آحاد أو عشرات أو مئات حتى يتم التعامل معهم أمنياً، هم تيار شعبي عريض وإن لم يكونوا أغلبية كما يدعون، هذا التيار بعد أن تمكن بفضل الثورة لا مجال لإسقاطه إلا عبر تغيرات في موازين القوى في الشارع المصري، ويمكن أن يحدث هذا عبر التوعية والعمل المدني وسط الجماهير، بجانب استشعار الناس لفشل هذا التيار في إدارة البلاد، أما بخلاف ذلك فحتى لو تولى رئيس جمهورية علماني، فسيجد نفسه مضطراً للتوافق والتواؤم مع القوى التي تسيطر على الساحة، وهذا بالتحديد ما كان ينتهجه نظام مبارك، الذي اكتفى بكراسي الحكم تاركاً لهم الشارع، فكان أن توحش هذا التيار متغلغلاً في المؤسسات الرسمية والأهلية. . هو مصير أسود أن نستدعي الجيش المصري ليقاتل قطاعاً من المصريين من بيت إلى بيت، أو من "زنجة إلى زنجة" كما فعل معمر القذافي ويفعل بشار الأسد الآن. . المعركة يا سادة ليست على القمة وإنما عند القاعدة، ليست عند الاتحادية وإنما في قرى ومدن مصر، والانتصار ليس في وصول المعارضين الآن لكراسي الحكم، فكثير منهم لا يقلون كثيراً في التفاهة والجهل عمن يمسكون الآن بخناقنا، لكنه في استزراع ورعاية وعي شعبي جديد مختلف تماماً عن كل ما كان وما هو كائن. . أعرف أن هذا الكلام يبدو عسر الهضم، لكنني أخشى أن يكون العزوف عنه نوعاً من ضرب الرؤوس في صخور المستحيل. . لابد أن نعزم ونشرع في السير في طريق التنوير الطويل والمرير، فهو وحده الذي سيفضي بنا إلى فجر جديد بحق، وإلى حياة ترتقي لمستوى حياة البشر. . هو بس فيه نقطة صغيرة للفريق السيسي اللي بيقول "مفيش حد هايشيل حد"، فالجيش في ظل الإخوان سيتم إضعافه لحساب حرس ثوري إخوانجي وآخر سلفي وآخر جهادي، وبالتالي فالجيش ذاته شريك للمدنيين في المصير الأسود الذي ينتظر الجميع.
•بالتأكيد كنت أدرك منذ البداية وكتبت ذلك مراراً، أن نظام حسني مبارك وسياساته تجعل الشعب المصري في وضع أفضل مما يستحق هذا الشعب بالفعل، وإن كان وضعاً أبعد ما يكون عن النموذجية، لكن عندما قامت الثورة أخذني الطمع فيما هو أفضل، فأعمى العيون لحظياً عن الهاوية التي كانت تحت أقدامنا بال فعل ولم نرها. . الآن علينا أن نردم تلك الهاوية تدريجياً، على أن نحرص على ألا ندفن فيها.
•من العجب أن الجيش السوري الذي كان حرساً خاصاً لحكم البعث الوحشي، يقوم الآن بصد الهجمة الظلامية الكاسحة على الحضارة والمدنية في هذه المنطقة!!. . اندحار الإرهابيين في سوريا، وحتى بقاء بشار الأسد مؤقتاً، لن يكون معناه عودة الحال لما هو عليه من قبضة البعث الرهيبة. . سيكون هذا بداية عصر جديد من الحداثة والديموقراطية في سوريا. . تختلف الحالة السورية جذرياً عن الحالة في كل من تونس ومصر.
•"الحق" بألف لام التعريف في عالمنا الأرضي كذبة كبيرة، فالحق هو ما يفرضه الأقوى دائماً، فعندما غزا العرب "أورشليم" صار اسمها "القدس" وصارت عربية، وعندما دارت عجلة الزمن وغزا الإسرائيلون القدس عام 1967 أعادوا إليها تسميتها القديمة "أورشليم"، ويحتفلون الآن بذكرى تحريرها، فيما يتجرع العرب ذكرى ضياعها. . هناك بالتأكيد "حق" و"حقوق"، لكن ألف لام التعريف لهذا المفهوم يكسبه إطلاقية وأبعاداً تؤدي بالبشر إلى ما عرفناه من موجات لا
تنتهي من الاقتتال الوحشي.
•قوله بعد وجود وثائق تثبت وجود محمد مرسي في سجن وادي النطرون إبان الثورة هو بمثابة اعتراف من الوزير بجريمة التقصير المخل في واجبات العمل والتفريط في أمانته.
•تحية للمجاهدين الذين يتظاهروا من أجل الأقصى، ونرجو أن يحقق مرسي أمانيهم الجهادية ويرسلهم فوراً لتطهير القدس من أحفاد القردة والخنازير. . نقول كمان: إذا كانت العروبة شرفاً فأنا لا أدعيه، وإن كانت عاراً فأنا بريء منه. . عاصرنا العشرات من جولات فاشلة لحل ما يسمى "القضية الفلسطينية"، لكنني أشتم هذه المرة رائحة صفقة كبرى لإسدال الستارة على هذا الصراع اللعين. . مش مشكلة لو اتفقوا على تصفية قضية "فلسطين السليبة"، عندنا قضية "كشمير السليبة" و"الشيشان السليب"، مش هانغلب يعني!!. . "الموت لأمريكا الداعرة وبريطانيا العاهرة وإسرائيل اللقيطة. .. ناصر واحنا كلنا حواليك. ناصر. ناصر .ناصر". . من ذكريات الشباب!!. . نعالج كل قضايانا بالهتاف والشجب والتنديد، ذلك أن عواطفنا من نار وأفكارنا من رماد وعقولنا بشحم وسيلوفان المصنع.
•أتوقع أن يحتاج الإخوان لحبيب العادلي ليعيد الإرهابيين لجحورهم إذا ما انقلبوا على الإخوان. . قد يحدث هذا قريباً!!|
•على من ينددون بقانون التظاهر باعتباره قمعاً للثورة أن يدركوا أن الثورة خروج على النظم والقوانين، ولا توجد في أكثر الدول ديموقراطية قوانين تسمح بفعاليات جماهيرية تستكمل مقومات ثورة. . قليل من التمهل والعقلانية لا يضر يا سادة.
نقلا عن الحوار المتمدن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=94767&I=1532