د. صبري فوزي جوهرة
بقلم: د.صبري فوزي جوهرة
"عمر المصري
لماذا لا تنشرون حديث أنصر أخاك كاملا والنص هو:
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ انْصُر أَخَاكَ ظَالماً أو مَظْلُوماً، فقيل : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوماً ، فكيف ننصره ظالماً ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : تَرُدُّهُ عن الظلم .
نرجو عدم \"التحريف\" والألتزام بأمانه نقل النصوص".
نشرت الكلمات المسطرة اعلاه لمتابع لهذا الموقع باسم "عمر المصرى" تعقيبا على تعليق قارىء آخر على بعض ما جاء فى شريط اللقاء الذى قدمه الموقع لمقابلة مع الدكتور ابراهيم حبيب, الناشط القبطى الكبير بالمملكة المتحدة.
و للفقير لله رأى مخالف عما تفضل الاستاذ عمر باكماله و شرحه فى هذا الشأن, اعتقد انه اكثر صدقا و اليكم محتواه.
لم يكن معروفا عن نبى الاسلام فقره فى معرفة مفردات لسان قريش او وقلة حيلته فى السيطرة عليها, بل ان الامر على العكس تماما, بل انه طالما تباهى المسلمون بفصاحة رسولهم و فائق قدرته على الوصف و القول و التعبير. و يقال انه كان يتحدث الى بعض اتباعه من الاعراب عندما تفوه بهذه الوصية الشهيرة الداعية الى نصرة الاخ ظالما كان او مظلوماو تلك المقولة التى خلدها التاريخ و تسببت فى دهشة مستنعيه - و من جاء من بعدهم - و تسائلهم عن سلامة اخلاقياتها ومنطقها. الى هنا لايوجد خلاف بين انصار الرجل و ناقدبه. فقد اتفق الجميع انه اوصى بان ينصر المسلم اخاه ظالما كان او مظلوما. اما ما جاء به السيد عمر المصرى بعد ذلك فهو موضع الخلاف بين مصدق و متشكك, و بين متقبل للتفسير البهلوانى و ساخر لا يرى فيه سوى محاولة ساذجة لاحتواء ضرر((damage control "فلت" من الرسول الواعى المتيقظ . و العبد لله لن يعيد تفسيرات المريدين التى قدمها السيد عمر عاليه بوضوح, بل سيشرع فى تقديم رأى مغاير لاعتقاده بانه اشد واقعية و اكثر احتملا بعدة مرات. و يشاركنى في الاعتقاد بما ساقول الكثيرون على قدر اعتقادى.
عندما نطق نبى الاسلام بهذا التعليم, اثار شذوذه فضول و دهشة السامعين من الاعراب بصرف النظرعما عرف عنهم من الاعتياد على السطو على ممتلكات و نساء غيرهم و اغتصابها, وهى افعال ابعد ما تكون عن العدل يصعب تبريرها و الدفاع عنها, و لكنها كانت مقبولة لهم و تمارس باعتياد و تكرار منهم جميعا. و لكنهم تنبهوا و دهشوا بالرغم من ذلك لشذوذ ما نطق به "الرسول" لتعرفهم بالسليقة ان لم يكن بالاخلاقيات و المنطق على فداحة عواقب هذا القول و تسائلوا عن منطق نصرة ظالم لمجرد كونه اخاهم! عندئذ تنبه رسول الاسلام الى تماديه فى الخطأ و ابتدع الاستطراد الذى اعزى اليه بالقول بان نصرة الاخ الظالم تكون برده عن الظلم! وقع الرسول فيما يطلق عليه هنا فى الغرب تعبير"big booboo" و لكن سرعة بديهته المعروفة و تمرسه فى الخروج السريع من المآزق سواء باجتهاده الشخصى او ببعض العون من "جبريل" الحاضر ابدا, قيل انها خففت من وقع الصدمة على المستمعين و ان كنت اشك فى انهم "كروديات" لدرجة ابتلاع الموضوع تماما بالرغنم من بداوتهم.
هنا اعيد السؤال: لماذا التجأ الرسول المتمرس بلسان العرب و الذى لا تنقصه المعرفة بمفردات اللغة و تركيباتها السلسة المباشرة الواضحة الصريحة الى هذا الاسلوب الملتوى الالعوبانى عندما اوصى الاعراب بنصرة الظالمين من اخوتهم ثم توقف, بدلا من ان ينهيهم عن مناصرة الظلم بما هو اكثر فعالية واعمق اثرا وهو شجب الظالم و ردعه عما يقترف بكلمات و افعال مباشرة لا شك فيها ولا ريب حتى لو كان اخا لهم؟
لماذا تلفظ بهذه الكلمات المشبوهة ثم صمت ان لم يكن يعنى ما قال اولا؟ و ماذا ان لم يستفسر المستمعون منه عن شذوذ ما قال و انقادوا و اطاعوه كالقطيع بلا جدال او مسائلة او نقاش بل باستماتة و عنف فارضين هذه المعطيات الشاذة على سائر البشر فى كل مكان كما يفعل احفادهم االيوم؟
اذا نظرنا الى واقع الامر منذ ان اوصى الرجل بنصرة الاخ الظالم و الى اليوم لوجدنا اتباعه و مريديه يتبعون هذا القول فى كل الاحوال. كم منهم يرد اخا ظالما عن ظلمه؟ فيه حد سمع واحد يوحد الله من شيوخهم و "علمائهم" عملها و قال ظلم الكفره عيب؟
سواء قصد رسول الاسلام ما ادعاه السيد عمر المصرى ام ما يؤكده العبد لله فالنتيجة واحدة: ظلم مسكوت عنه شمال و يمين مادام يصيب الكفرة و يقترفه اخ مؤمن! و ان كان "الرسول" قد اخطأ فى اسلوبه او عنى ما قال اولا ثم سكت عن عمد فالنتيجة واحدة: اخ يظلم و مؤمنين ينصروه!
ملاحظة عامة اخرى: ان تعددت الاقوال و الافعال المشبوهة و كثرت و تعقدت و التفت التفسيرات و التبريرات لاظهارها بمظهر البراءة, فان فى ذلك دليل قوى على فسادها و سوء مقصدها.
و انا فاهم و السيد عمر غالبا برضه فاهم بس بيستعبط. و قيل قديما ان رزق الهبل على المجانين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=9248&I=245