نشأت عدلي
بقلم: نشأت عدلي
أحلمُ بوطنٍ أعيش فيه..
أعيش فيه بقلبٍ صافٍ.. بقلبٍ حيٍ.. بمشاعر صادقة حية.. يتفاعل مع همومي.. أعيش فيه بدون قلق.. أعيش فيه بحب.. بقلب مفتوح لكل من فيه.. لا أطيق البعاد عنه لحظة..
أفتخر بإنتمائي إليه.. بل أصرخ بعلو الصوت.. إني من هذا الوطن.. أفتخر بحاضره لإشراقة الأمل المنيرة فيه وبه.. وأزهوا بماضيه لأنه يظلل على الحاضر بعبيره وأصالته..
أرقد مطمئنا على أبنائي وبناتي.. أذهب إلى دار عبادتي عامر القلب.. أدعو الله أن يحفظ لي هذا الوطن من عمق القلب.. أعشق ترابه.. أتعطش لمياهه.. أملأ الصدر من نسيمه النقي.. أستنشق عبيره من أنفاس حب يملأ المسكونة كلها..
عدله منارة يتطلع إليها القاصي والداني فخراً.. أنظر إلى سماءه الصافية كـقلب طفل رضيع ناعم.. مرهف الحس والملمس.. قمره يضيئ لي ويكشف ظلمة الليالي القاسية.. شمسه تدفئ كل من يستظل بها.. فأستظل وأستدفئ.. أرتمي فى أحضان قوانينه.. أذرف دموع جفائي عليه.. أشهر أسلحتي أمام كل من يحاول أن يجرحه أو يشكك في رعايته لي..
أتفاخر به وأفتخر بانتسابي له.. أشعر فيه بمواطنتي وبكياني.. لا تُهان فيه كرامتي.. بل أجد فيه كرامتي المهدورة.. أشعر معه بكيانى.. أتفاخر بإعلامه الصادق الواعي.. الذي يتحمس لمشاكلي ويسعى حثيثاً لحلها..
يعلمنى قواعد الحب الحقيقي الذي لا يفرق بين عربي وأعجمي.. يعلمني كيف أنصهر بالحب في القلوب.. نتداخل بل نذوب في بوتقته.. يعلمني كيف نتكاتف.. كيف نصبح قوة واحدة.. لا يستطيع شيطان أن يزرع الفتنة والأشواك في أرضنا.. نتعلم منه الحوار الهادئ الهادف.. بأسلوب عرض لا يلهب نفوسنا.. يزرع قيمة بدواخلنا فتترسخ داخل قلوبنا.. أنهل من تعليمة قيمة أواجه بها جهلي.. ينحت في قلبي صورة الماضي بشموخه وعظمته.. لا يزيفه ليجمّل الحاضر.. أتعلم الصدق وكيف أبحث عن الحقيقة وأجدها.. أجد العدل شاهراً سيفه للظالم.. ناصراً كل مظلوم.. يرتفع ميزانه عالياً متفاخراً بعبارته الشهيرة.. العدل أساس الحكم..
أريد أن أشاركك يا وطن كل همومك.. بل أحملها عنك لوحدي.. كل أحلامك أحققها بجهدي.. أموت بنفس راضية فداء لحبك المتغلل داخل كل كيانى.. فأنت وطني الذي أعيش به وله.. ويسري حبك في كل أوصالي..
فليس لي وطن آخر أعيش فيه.. بل أنت وطني الذي وُلدت ونميت على أراضيه.. دائماً في أحضانك موجود.. ودائماً أنت في قلبي.. لأنه فيك حلمي..
فهلُم ياوطن.. لا تخذلني.. ارفع الظلم والقهر عن أبنائك وعني.. واجعل العدل أساساً لأرض الكنانة.. فلا أجد وطن غيرك يحترم إنسانيتي.. يصون كرامتي ويحميها.. ومتى جاء الوقت.. تجد حياتي فداء لأرضك أفنيها وأحميها.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=912&I=26