غزة ـ رام الله ـ القدس العربي ـ من اشرف الهور ووليد عوض
تعرض مطربان شعبيان للضرب المبرح في حادثين منفصلين بعد اختطافهما على ايدي مسلحين مجهولين، بدعوى ان الغناء في الحفلات حرام، وان من يقوم به يعد كافرا.
وقال مركز حقوقي ينشط في قطاع غزة في بيان له تلقت "القدس العربي" نسخة منه عقب اجرائه تحقيقا قانونيا في الحادثين ان خمسة مسلحين كانوا يحملون بنادق كلاشنكوف، ويرتدون بزات عسكرية، اعترضوا حافلة صغيرة كانت تقل فرقة موسيقية، عقب انهائها احياء حفل زفاف في مدينة غزة، وسألوا عن مطرب الفرقة ويدعى خالد فرج، وبعد ان اجابهم، طلبوا منه ان يرافقهم واجبروه على الصعود في سيارتهم ووضعوه في الكرسي الخلفي بعد ان وضعوا على رأسه كيسا من القماش، وامروه ان يخفض رأسه.
وبحسب تحقيقات المركز فان المسلحين وجهوا للمطرب ركلات وانهالوا عليه بالضرب باداة حادة استهدفت منطقة الرأس، واشارت التحقيقات الى ان شقيق المطرب استنجد بسيارة للشرطة كانت تسير في المكان، وانه توجه مع الشرطة للبحث عن الخاطفين، وعندما وصلوا اليهم في احد شوارع غزة قام احد افراد الشرطة برفع السلاح في وجه المسلحين الذين تركوا خالد وفروا من المكان، ليتم بعد ذلك نقل المطرب الى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج.
وتنتشر في قطاع غزة ظاهرة الحفلات الموسيقية التي تقام قبل يوم واحد من زفاف العروسين، ويحرص السكان على اتباعها بعد ان اصبحت ضربا من العادات والتقاليد، بعد ان تم احلالها بدلا من حفلات الدبكة الشعبية، وفي حفلات اخرى يستعين الاهالي بفرق نشيد اسلامي لإحياء هذه الحفلات.
وخلال فترات سابقة تعرضت حفلات غنائية لهجمات من مجهولين، كما تعرضت مقاهي انترنت، ومحال كوافير نسائية لعمليات تفجير بدعوى انها تنشر الرذيلة في المجتمع.
وفي حادثة منفصلة ايضا اختطف ستة ملثمون، يستقلون سيارة مدنية ذات زجاج مكسو باللون الاسود المطرب صلاح القيشاوي (39 عاما)، وابنه الطفل نور الدين (8 اعوام)، وضابطي الايقاع في فرقته الموسيقية، واعتدى المسلحون عليهم بالضرب المبرح، واستولوا على مبلغ 600 شيكل (اكثر من 150 دولارا) والهاتف النقال للقيشاوي، قبل ان يتركوهم في بيارة في الشارع نفسه، وتم العثور على المطرب وافراد فرقته من قبل سكان المنطقة بعد سماعهم صراخا واستغاثة الطفل نور، ونقلوهم الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، حيث افادت المصادر الطبية بأنهم يعانون من جروح قطعية وكدمات في الاطراف وفي اماكن اخرى من اجسامهم.
وافاد القيشاوي في شهادته للمركز الحقوقي ان المسلحين كانوا يلبسون العتاد العسكري الكامل، وقالوا له اثناء الضرب "يا كافر"، كما قالوا لطفله "لا تغني فالغناء حرام"، مشيرا الى ان الطفل بسبب رؤيته للمسلحين وهم يضربون والده اصيب بحالة نفسية.
وقال مركز الميزان انه يشعر بالقلق الشديد من تجدد الاعتداءات التي تنال من الحريات الشخصية والعامة للمواطنين، وطالب الحكومة المقالة في غزة التي تديرها حركة حماس بأن تتحمل المسؤولية، عن فرض سيادة القانون وضمان تمتع الافراد بالحرية والامن والامان، وطالبها بفتح "تحقيق جاد" في الحادثتين وضمان احالة المتورطين فيهما للعدالة وكشف الجهات التي تقف خلفهما.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8967&I=239