تحبه رغم كل شيء

سحر غريب

بقلم: سحر غريب
كان يقول لها أن طريقها طريقًا مظلمًا نهايته مؤسفة فهي في نظره -رغم رضاها عما حققته- نكرة.

لم يستوعب بعد بأنها كانت فتاة غير تقليدية وهو رجل تقليدي، فيريدها مُدرسة كبقية فتيات العائلة وعليها ألا تتجرأ و تخرج عن سياسة القطيع... فهذا هو النجاح بالنسبة له ولكنها أختارت طريقًا مُغايرًا للجميع اختارت أن تعمل كاتبة تفضح المخطئين بقلب جامد وتستخدم من قلمها نافذة تثبت به للعالم قوتها... كان يهزأ من ثقتها فى نفسها فيقول لها أنتي لست جميلة ولست جيدة كفاية لكي تكوني زوجة، حتى عندما تقدم لها أول عريس كان يحاول أثناءه على الزواج منها فهي بعد صغيرة لا تفقه شيئًا ولن تكون امرأة كاملة مسؤولة عن بيت وأطفال... حتى عندما أثبتت فشله وأنجبت وعاش صغيرها في كنفها ولم تقتله قلة خبرتها،
لم يعترف يومًا بأنه أخطأ في حقها وبخسها قيمتها قالت له يومًا ما ستفخر بكوني ابنتك وبأنني أحمل اسمك ضحك منها وسكت.

لقد سقط والدها مريضًا ورغم أنها كانت تتوقع أن حزنها عليه لن يتعدى قشور قلبها، فوجئت بنفسها تنهار أمام مرضه.. لقد وقع قلبها من بين ضلوعها خوفًا عليه... إنها تحبه هذا الجبار الذي حول حياتها إلى جحيم ولكنها مع ذلك تتذكر نظرة الحزن في عينيه عندما مرضت وهي صغيرة، تتذكر أنه هرول إليها يوم أنجبت طفلها لكي يطمئن عليها، تتذكر كل وقفاته معها حتى ولو كانت قليلة، تضع في اعتبارها أنه أبيها مهما حدث، وأنها امرأة لا تستطيع أن تؤجر قلبها مسكنًا للكراهية.