رسالة الى كل قبطى

أخوتى الأعزاء .... بالذات الأعضاء الأقباط لأن بالأكثر الكلام موجه لهم .... و أعتقد انهم كثيرين بالمنتدى .
منذ فترة بدأت بقراءة السيرة التفصيلية للأب متى المسكين .... أحبه كثيرا\" و أحترم شخصيته المثابرة دون كلل أو ملل ..... و أحب كتاباته و قرأت بعضها .... و أتمنى لو أستطيع إكمال كل ما كتب ..... عند قرآتى لسيرته و بالتحديد عند وصولى للفصل الثامن و العشرون و الذى يتحدث عن تأثير كتابات و سيرة أبونا متى خارج بلادنا المصرية و التى سألخصها لكم فى بضع سطور حزنت جدا\" ... و أحسست بمدى القهر و الظلم الذى تعرض له هذا الرجل فى حياته من كنيسته القبطية و التى كان من المفترض أن تفخر به و تعطيه حقه فى دراسة ما كتبه على مدار السنين و تكرم سيرته كما ينبغى عند إنتقاله

و لكن للأسف لم يحدث أى شىء من هذا بل حدث العكس تماما\" .....خبر إنتقاله ذكر بطريقة هامشية فى مجلة الكرازة .... و كتبه تم التشهير بها بواسطة نيافة الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس فى مؤتمر اسمه مؤتمر تثبيت العقيدة .....بل و وضع على نفس ميزان المقارنة مع من عرف عنهم انهم من المهرطقين و الخارجين عن الكنيسة ....هذا غير ما لاقاه آثناء حياته من محاربات و ظلم من الكنيسة القبطية .
و لذلك قررت أن أعرفكم بمن هو الأب متى المسكين (و بالذات الأقباط الأرثوذكس) الذين أعرف من خلال مجتمعى أن غالبيتهم لا يكنون للأب متى أى تقدير أو إحترام ... بل و يعتبرونه من أكبر المهرطقين و المعادين للكنيسة القبطية .... ربما وجدت انه من واجبى أن أفعل هذا كدفاع بسيييييط جدا\" عن رجل قدم حياته كلها للمسيح و ترك ثروة من الكتب اللاهوتية يعترف بمدى أهميتها الكثيرين من اللاهوتيين المعاصرين و الذين سيرد أسمائهم فيما نقلته .... و ربما أيضا\" لأنه ذكرنى بقديسى المحبوب القديس نكتاريوس فيما واجهه من ظلم طوال حياته من كنيسته أيضا\" .

سأحاول قدر الإمكان الإختصار فى نقل ما لفت نظرى فى هذا الباب لكى لا أطيل عليكم .... و إليكم ما نقلته من الكتاب :
\" كان صاحب هذه السيرة قد إمتنع تماما\" عن نشر أى شىء عنه فى الخارج
أو تكريم أى هيئات له ،
إلا أن النور لم يكن ممكنا\" أن يختبىْ لذلك فقد قامت محاولات فى الخارج
لترجمة كتاباته و نشرها \"
و كان من أوائل الرسالة التى وردت للأب متى المسكين تقريظا\" لكتاباته خطاب من مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك كنيسة أنطاكية (للسريان الأرثوذكس) عام 1960 و إنطباعاته عن كتاب العنصرة و الكنيسة الخالدة و التى يقول فيها \"شعرنا بأنفاس اللاهوتى و المفسر و المتبحر فى كتاب الله العزيز تنبعث من خلال كل سطر من أسطرها\"

ترجمة كتبه إلى الأنجليزية :
و التى بدأت عام 1978 بترجمة كتاب \"لمحة سريعة عن الرهبنة فى مصر و دير القديس أنبا مقار\" ثم كتاب \"الكنيسة الخالدة\" و توجيهات فى الصلاة\" ....ثم توالت الترجمات ... و كان من أوائل الترجمات التى أهتم بها الغرب كتاب \" الوحدة المسيحية \" بمادرة من دار نشر بلندن إسمها Bookroom .

كما أرسلت هيئة (Youth With a Mission (YWAM بإنجلترا عام 2003 تطلب الإذن بأن يقوموا بإعادة طبع كتابى :
The Grain Of Wheat و Spiritual Economy و هما الترجمة الأنجليزية لكتابى \"حبة الحنطة\" و \"التدبير الروحى\" و طلبت الهيئة أن تقوم هى بنشرهما بإخراج فنى جديد لمنفعة الشباب المسيحيى بإنجلترا .

معهد سانت فلاديمير اللاهوتى بأمريكا :
و هو معهد لاهوتى روسى أرثوذكسى و يعتبر من أرقى المعاهد اللاهوتية الأرثوذكسية فى العالم و يهتم بنشر كتابات آباء الكنيسة العظام مثل القديسين أثناسيوس الرسولى و كيرلس الكبير و ذهبى الفم و باسيليوس ... و قد نشر بالإنجليزية كتابا\" يحتوى على بعض مقالات الأب متى التى ترجمت إلى الأنجليزية و سماه The Communion of Love أى \"شركة المحبة\" و قد قدم لهذا الكتاب أحد الأساتذة اللاهوت الكاثوليك فى أمريكا قائلا\" : بعد أن قرأت هذا الكتاب \"شركة المحبة\" تحققت أن التمركز الأصيل حول الله عند الأب متى المسكين يقف فى تناقض مع التمركز حول الإنسان المتغلغل وسطنا ...إن كل كما يقوله الأب متى يوجهه هذا السؤال : \" كيف أجعل الله مركزا\" لحياتى ؟ ... فى مجتمعنا الغربى بتأكيده على أشخاصنا و على العلاقات بين أشخاصنا و على إهتمامنا بالعواطف و المشاعر و الإحساسات يأتى تمركز الأب متى المسكين حول الله كصدمة توقظنا من حلمنا الطويل .

زيارة الأب \" ألكسندر شميمان \" :
فى آواخر شهر مارس 1979 زار دير الأنبا مقار الأب ألكسندر شميمان عميد المعهد اللاهوتى الروسى الأرثوذكسى سانت فلاديمير و فى آخر الزيارة قال الأب شميمان \" كنت أشتهى أن أعيش معكم فى هذا المكان المقدس فأجابه أبونا متى : إن كتاباتك موجودة عندى منذ مدة طويلة و أنا أدرسها .... و كان تعليق أبونا متى على هذه الزيارة \" يكفى أن هذا العالم الروحانى يعلن شهوة قلبه أن يعيش معنا \" .

الترجمات إلى اللغة الألمانية :
بعد ما قامت إحدى السيدات التقيات فى سويسرا بترجمة بعض مقالات الأب متى و هى Mrs Ruth زوجة عميد أقباط سويسرا الدكتور سمير فوزى الأستاذ بجامعة زيوريخ و مؤسس دار النشر
St. Bachom\'s publication و قد طبع الدير هذه هذه الترجمات و قامت دار النشر المشار إليها بتوزيعها فى جهات متفرقة فى ألمانيا و سويسرا وصلت للأب متى المسكين خطابات نقد و تقييم لهذه المقالات و من بينها دير البندكتيين فى مدينة Beuron فى النمسا و كتب عن الأب متى مقال فى مجلته الشهرية : \"أنه ذو خبرة روحية غنية فى التوحد فى الصحراء و قد تغذى بعمق على الإيمان الراسخ و فى نفس الوقت هو متفاعل مع مشاكل هذا العالم \" و كاتب هذا المقال هو Gottfried Glassner من مشاهير الرهبان البندكتيين فى النمسا و سويسرا و صاحب مؤلفات عديدة .

دير شيفتونى Chevetogne ببلجيكا :
كان دير Chevetogne ببلجيكا من أكثر الهيئات التى تأثرت بكتاباته و سيرته لذلك فقد إهتم بترجمة الكثير من كتاباته إلى اللغة الفرنسية لأنه شعر إنها مستقاة من روح الإنجيل و آباء الرهبنة الأوائل و ذلك لكى يعيش رهبان الدير بمقتضاها و كثيرا ما كان رئيس هذا الدير يزور دير الأنبا مقار أو يرسل بعض رهبانه ليمكثوا فترات يستقون فيها من روح الرهبنة المصرية الآبائية .

دير Solemes بفرنسا :
أرسل هذا الدير 2 من رهبانه بمصر ليقابلا الأب متى المسكين و يعيشا فى ديره ليستقيا منه أصول الرهبنة الأولى و عاشا لمدة سنتين و أحدهما هو الأب Lucien Regnault الذى يعتبر أكبر عالم على مستوى العالم درس و نشر آقوال آباء البرية من كافة مصادرها من اللغات القديمة
إختيار الأب متى لإلقاء محاضرات فى الخارج عن الرهبنة :
بسبب تأثير كتاباته إختارته بعض الهيئات الدينية الكبيرة ضمن أعضائها لكى يحاضر فيها ، فمثلا\" وقع عليه الإختيار فى أوائل السبعينيات ضمن أعضاء أكبر مجمع للرهبانيات فى العالم لكى يحاضر عن الرهبنة القبطية و لكنه إعتذر بأدب رهبانى بأنه لا يستطيع تلبية الدعوة إلا بسماح من البابا القبطى ... و لما تكررت الدعوة ظل يعتذر ثم أرسل للمجمع مقالة توضح الهدف من حياة الراهب فى علاقته بالله و الآخرين .
و فى عام 81 أختاروه عضوا فى أكبر هيئة عالمية للتاريخ و الآثار فى أمريكا و ذلك بسبب تأثر الهيئة به فى مجال التاريخ الكنسى و الرهبانى و لكنه رفض ذلك معلقا\" بقوله : \"أنا راهب فى البرية ، مالى و لكرامات هذا العالم ؟هذا بالإضافة إلى الهيئات الدينية و غير الدينية التى كانت تستشيره فى شتى المجالات الروحية و الإنسانية و الإجتماعية فكان يجيبها بخطابات أو يقابل أعضائها دون أن يفكر فى السفر خارج ديره لأى امر مهما كان ...كما وصلت للدير إستمارات عدة مرات ليملأها الأب متى لتنشر فى موسوعات عن مشاهير الأشخاص و كان يرفض قائلا\" : أنا لست شخصية عامة ليكتبوا إسمى فى موسوعات عالمية .

و فى الصحافة العالمية (مجلة \"تايم\" الأمريكية ) :
أجرت مجلة تايم Time الأمريكية فى عدد 29 ديسمبر عام 1975 بحثا\" كبيرا\" عنوانه Saints Among Us أى قديسون بيننا عن أشخاص يمثلون القداسة أو الحياة المسيحية الكاملة أو الخدمة المتفانية للضعفاء فى القرن العشرين و وقع الإختيار على 8 أشخاص من شتى أنحاء العالم و من بينهم الأب متى المسكين كمثال لحياة الصلاة و الإقتداء بقديسى البرارى الأوائل
نشر ترجمات لكتابات الأب متى بالخارج
لقد كان دير Chevetogne ببلجيكا أول من إنتبه لأهمية كتابات الأب متى المسكين ثم إنتبه دير Bellefontaine لأهمية كتاباته و طلب من دير Chevetogne إعادة نشر مقالاته المترجمة و آضاف الكثير عليها من كتب الأب متى و أهمها كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية ، ثم إنتبه دير Bose بإيطاليا لأهمية هذه الكتب و ترجم من الفرنسية إلى الإيطالية كل هذه الكتب التى نشرها دير Bellefontaine .
و فى أسبانيا قام دير مونسيرات Montserrat للبندكتان بنشر كتاب توجيهات فى الصلاة عام 1990
و فى بولندا طلب دير Tyniee من دير Bellefontaine بفرنسا أن يسمحوا لهم بترجمة ما نشروه بالفرنسية من كتب الأب متى إلى اللغة البولندية .
كما قامت إحدى الزائرات الألمانيات بترجمة كتاب \"الخلقة الجديدة للإنسان فى الإيمان المسيحى\" إلى الألمانية و قام الدير بنشرها .

هذا بخلاف ترجمة العديد من الكتب إلى الهولندية و الألمانية و الروسية و الرومانية و السويدية و الصربية بواسطة أشخاص من البلاد التى تتكلم هذه اللغات بمبادرة شخصية من كل منهم و نشرت بمعرفتهم فى دور نشر فى بلادهم و آخر ما صدر من هذه الكتابات هو ترجمة ألمانية لكتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية سنة 2007 بواسطة هيئة Der Christliche Osten بمدينة ألمانية
و فى بداية عام 2008 طلب دير الصليب المقدس فى البرازيل السماح له بترجمة و نشر هذه الكتب باللغة البرتغالية ، كما طلبت هيئة Kataliku pasaulio leidiniai فى ليتوانيا السماح لها بترجمة و نشر هذه الكتب

الترجمة إلى اليونانية :
قامت دار نشر يونانية RpaQeion Kaaoy Tynoy بنشر 3 كتب إلى اليونانية : العنصرة - توجيهات فى الصلاة - الروح القدس روح الوحدة - فى فترة التسعينات
بعد نياحته تكشف ما لم يكن معروفا\" من تأثير الراهب متى المكسين فى أنحاء كثيرة من العالم :
كتب الكثيرين عن حياته و كتاباته و تأثيرهما و من أهم ما كتب ما سجله أحد العلماء البريطانيين المهتمين بشئون الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو الدكتور Johyn H. Watson و هو قس إنجليزيى أنجليكانى عن مدى تأثير كتابات الأب متى لدى أهم أربع رواد للرهبنة فى الكنائس المسيحية فى العالم بمختلف طوائفها الرئيسية فكتب فى جريدة الـ Independent البريطانية يوم 27 يونية 2006 ما يلى :

\"خلال العقود الأخيرة القليلة مارس رهبان من الكاثوليك و الأرثوذكس و البروتستانت تأثيرا\" هاما\" على كنائس كثيرة و أديان العالم الأخرى فالراهب Thomas Merton رائد رهبنة الـ Trapist فى أميركا و الراهب الأرثوذكسى الروسى Serafim Rose فى آلاسكا و الراهب البروتستانتى Roger Schultz مؤسس الدير المسكونى فى مدينة Taize بفرنسا ، و الراهب الكاثوليكيى Bede Griffiths فى مدينة Shantivana فى جنوب الهند كانوا كتابا\" غزيرى الإنتاج و هؤلاء الأربعة كانوا أيضا\" يقرأون للراهب القبطى ( المصرى ) الأرثوذكسى متى المسكين
و أخيرا ما كتب عنه بواسطة عميد و أستاذ علم آباء الكنيسة و علم تاريخ الكنيسة فى كلية الصليب المقدس للكنيسة اليونانية فى مدينة بروكلين بأميركا Father Dr. George Dion Dragas و الذى يعمل أيضا\" كممثل و مستشار لقداسة بطريرك القسطنطينية المسكونى برثلماوس و قد كتب فى آواخر مايو 2008 عندما تم نشر الترجمة الأنجليزية للمقالات التسع عشر عن ألقاب المسيح للأب متى المسكين فى إفتتاحية ضمن ما كتب : \"إن كتاب الأب متى المسكين سيكون عونا\" لكل قارىء ليعود إلى الرب الذى خلقنا و يدعونا لخلاص كامل و للحياة الأبدية \"
و بعد أتسائل أين دور الكنيسة القبطية من تكريم لاهوتى قبطى مثل الأب متى المسكين .... و أين أنتم يا غالبية الأقباط الذين يحبون القراءة من قراءة ما كتب ؟؟
ألم تشبعوا بعد من قراءة كتب المعجزات و كتب جويس ماير و غيرها من الكتب السطحية ؟؟
ألا يوجد عندكم مجرد حب إستطلاع لمعرفة من هو الأب متى المسكين الذى تحاربوه دون أن تقرأوا سطر مما كتب ...و ذلك لأنكم دون فهم أو دراية تستندون فى موقفكم هذا على مقولة
على إبن الطاعة تحل البركة
فتطيعون دون أن تفكرون
ملحوظة : تم نقل ما سبق من الصفحة 372 و حتى ص 384 من كتاب السيرة الذاتية للأب متى المسكين و قد حاولت الإختصار قدر ما إستطعت لكى لا أطيل عليكم القراءة
تحياتى
ملحوظه هذا المقال منقول من موقع الشبكة الارثوذوكسيه العربيه الانطاكيه

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع