محو الحصاد القديم.. هو سمة المسئولين الجدد

فيولا فهمي

بقلم- فيولا فهمي
 من يتابع أولى قرارات المسئولين الجدد عندما يعتلوا مراكزهم عقب عملية تعيين او ترقية وظيفية او إنتخابات في مصر يدرك جيداً أن مصير هذا الشعب أن يقف دائماًَ عند مرحلة إعادة إختراع العجلة من جديد، فما أن يأتي المسئول الجديد ويجلس على كرسيه ويستقبل وفود المهنئين والمنافقين، إلا وتكون أولى قراراته هو تغيير سياسة المسئول السابق عليه فوراً لأنها –بالطبع- لم تعد مناسبة للمرحلة الجديدة التي سوف يتولى مهامها.

وهذا المشهد المتكرر ليس قاصراً على الدوائر الحكومية او التابعة للدولة بل طال أيضاًَ الأوساط القضائية، فمؤخراًَ قام المستشار أحمد الزند (رئيس نادي قضاة القاهرة) – المدعوم من وزارة العدل – بإلغاء الموقع الإليكتروني لنادي القضاة الذي تم إطلاقه في عهد المستشار زكريا عبد العزيز رئيس النادي السابق - أحد قيادات تيار الإستقلال القضائي – والذي كان يتضمن رصد لأهم المحطات الإحتجاجية التي قام بها القضاة للمطالبة بإستقلال القضاء ونزاهة الإنتخابات منذ إنتفاضة القضاة، وإنتعاش حركة إستقلال القضاء عام 2005 إلى جانب أراء بعض المستشارين في العديد من القضايا المجتمعية.


وقد أثارت تلك الخطوة الإنتقامية غضب قطاعات واسعة من أعضاء التيار الإصلاحي للقضاة على إعتبار إنها تعد محو لحصاد السنوات السابقة من النضال القضائي أمام إصرار النظام على التدخل في شئون القضاء.


والغريب ان تبرير المستشار احمد الزند) – الذي أصدر قراراًَ مؤخراًَ بمنع الصحفيين من دخول نادي القضاة وتغطية أخباره في خطوة أيضاًَ مثيرة للجدل-  بأن المواد المنشورة على الموقع لا تليق بالقضاة ولذلك قرر إغلاقه.

فلقد إعتبر رئيس النادى أن الوقفات الإحتجاجية التي قام بها جموع القضاة عقب الجمعيات العمومية التي عقدوها والأراء التي تم نشرها إحتجاجاً على عدم إستقلالية السلطة القضائية أمراًًََ مشيناً يستحق المحو والإلغاء، بدلاًَ من الإهتمام به وتطويره على إعتبار أنه يحمل بيانات ومعلومات تعد تسجيلاً للحظة تاريخية من أهم اللحظات التي مرت على الساحة القضائية في مصر.