مارغريت خشويان
بقلم: مارغريت خشويان
الأقباط أقلية مسيحية في مصر يرجع جذورهم إلى قدماء المصريين، وهم أقرب شعب يرث آباؤهم فراعنة مصر في صفاتهم وأعمالهم وحضارتهم، ومما يُذكر أن مرقس هو رسول الرب يسوع إلى شعب مصر منذ دخوله إلى مصر وهم يؤمنون بالمسيحية بدون تغيير، وتعتبر مسيحيتهم من أقدم نظم المسيحية في العالم والتي لم يطرأ عليها أي تغيير نتيجة لانعزالهم بعيدًا عن التيارات الحديثة.
فالأقباط المسيحيون في مصر هم أقلية عددية مضطهدة وذلك لأنهم أقلية تدين بالديانة المسيحية في وسط أكثرية تدين بالإسلام.
فقد عانى الأقباط خلال سنوات عديدة من الاضطهاد بمختلف أشكاله من تهديد وتدمير وحرق كنائس والاعتداء على رهبان وقتل وسرقة أموال وأراضي ومنازل واغتصاب فتيات قاصرات، وكل هذه الأحداث والأعمال الإجرامية نسمعها يوميًا من خلال الإعلام المرئي والمسموع ولا جهة تتحمل المسؤولية وحتى الفاعل دائمًا يلوذ بالفرار من دون عقاب.
وتمتد سلسلة الاضطهادات كمنع وجود قانون موحد لبناء دور العبادة في مصر إضافة إلى شعور القبطي المسيحي بالغبن والتهميش والإذلال واعتباره مواطنًا "درجة ثانية وثالثة" لا يتمتع بكامل حقوقه المدنية والسياسية.
كل هذه الضغوط على الأقباط جعلت أعدادًا كبيرة منهم تهاجر ووصل العدد إلى مليون ونصف شخص وهم من أفضل الكفاءات العلمية والفكرية والثقافية والدينية إلى الهجرة إلى أميركا وأوروبا واستراليا وغيرها من الدول لينعموا بالسلام والطمأنينة والحرية.
وإذا ألقينا الضوء على كل مشاكل المسيحيين في الشرق نرى أن التعصب والتطرف الديني وفكرة إلغاء الآخر وعدم تقبل التنوع الثقافي والديني هو من الأسباب الأساسية في هجرة وإفراغ المسيحيين من الشرق، فعلينا كمواقع مسيحية في الشرق أن نسلط الضوء على كافة القضايا المسيحية وما تتعرض له وليس فقط الاستنكار لما يحدث، بل محاولة القيام بكل الوسائل لتغيير الواقع المرير الذي يعاني منه المسيحيون.
هناك أمر ضروري لحل كافة المشاكل الطائفية والتمييز الديني ضد الأقباط في مصر. التركيز على تطوير الوعي الاجتماعي من المنزل والمدرسة، وبعدها القيام بمؤسسات مشتركة تدعم فكرة التعرف على الآخر من خلال الندوات والمحاضرات والرحلات، وأيضًا من خلال التعرف على حضارة وتاريخ ولغة ودين الآخر وتعلم قبوله كفرد مشارك في الحياة بدون إلغائه والتعايش معه بسلام مهما كانت طائفته أو إلى أي دين ينتمي.
مارغريت خشويان
مديرة موقع طيباين الصادر عن الرابطة السريانية - لبنان
http://www.copts-united.com/article.php?A=8794&I=235