البرادعي: النظام الحالي فاشي ومرسي أعاد الجيش إلى السلطة عبر بورسعيد

الوطن

أعرب الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، عن قلقه مما وصلت إليه مصر، مشيرا إلى أن الدولة أصبح لها جيش وأمن وعدالة، لكن بدأت أساسياتها تختفي، حيث أن الأمن والعدالة يترنحان.

وأضاف البرادعي، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة "cbc"، "أصبحنا نفقد كينونة مصر كدولة، وترتيبنا أصبح الـ31 في الدول الفاشلة التي لا تستطيع توفير أسباب الحياة لشعبها، ولا توفر لمواطنيها أسباب أن يكونوا جزءا من الدولة، وهذا يدعو للإحباط والاكتئاب". وتابع أن الثورة قامت من أجل العيش والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحرية، وأيضا من أجل تغيير العقول وليس الأشخاص، مؤكدا أن "النظام الحالي أسوأ من السابق، والثورة انحرفت تماما عن مسارها"، وروى أن مسؤولا هنديا أخبره أن مصر يتم تصفيتها، وأن المسؤول عن ذلك هو الرئيس محمد مرسي.

وأوضح البرادعي أنه تحدث مع الرئيس مرسي منذ شهرين وطالبه أن يكون رئيسا لكل المصريين، لكنه أصدر الإعلان الدستوري، فالنظام غير قادر على الإدارة بشكل جيد، واصفاً ذلك بالمصيبة.

وتعليقا على الانتخابات المبكرة، قال البرادعي إن الدكتور أبوالفتوح والدكتور محمد حبيب طالبوا بانتخابات رئاسية، مضيفاً "وقد شهد شاهد من أهلها". وأضاف البرادعي أن النظام "غيّر مسار الثورة، وطالب بنصرة الشريعة".

وانتقد رئيس حزب الدستور أداء الحكومة والدكتور محمد مرسي، مؤكداً أنهما يديران مصر بطريقة عشوائية، وذلك ناتج عن غياب الفهم والعند.

وأضاف البرادعي أن الجيش يسيطر حاليا على البلاد، والنظام غاب عن المشهد منذ اشتعال الأحداث في بورسعيد.

أما عن خطاب مرسي الأخير مع الإعلامي عمرو الليثي، قال البرادعي "انتظرت خطاب مرسي الأخير طويلا وغضبت لأنني لم أخرج منه بشيء فكان عبارة عن كلشيهات"، وأضاف مصر تركع كل يوم ومرسي يستخدم عبارات مبارك.

وفي سياق منفصل، أكد أن حديث باكينام الشرقاوي في أمريكا برر العنف ضد المرأة.

وأقر الدكتور محمد البرادعي أن هناك بلطجية وراء العنف الذي يحدث في مصر، مستدركا أن هناك أيضا إحباط من عدم اتخاذ المواقف ضدهم، فالمصريون فقدوا قيمة الحياة الإنسانية وتحولت بلادهم إلى غابة.

وتابع البرادعي أن النظام خدعنا بدفعنا إلى معركة غير موجودة بين الإسلام السياسي والآخرين.

أما عن تجربة الجيش، قال البرادعي إنها كانت "تجربة سيئة" لكن هذا هو الملاذ الأخير الشعب في حال غياب الأمن، وتساءل "الشرطة تعمل لحساب من؟ هل لصالح ميليشيات وذلك سوف يؤدي إلى نهاية مصر"، كما استنكر فكرة اللجان الشعبية مشيرا إلى أن اللجان الشعبية "كانت موجودة وناجحة عندما كان الشعب واحدا أمام النظام، لكن الآن الوضع مختلف، فنجد أمامنا لجانا شعبية سلفية ويرتدوا ملابس خاصة بهم".

وقال البرادعي "إن دولة المؤسسات التي يحكي عنها مرسي مثل "كروت الكوتشينة" الريح يأخذها في لحظة، لأنها دون أساس قانوني". وأضاف البرادعي أن مبارك جاء بشرعية الصندوق مثل الرئيس محمد مرسي، وكان يردد ذلك دائما، وبالفعل حدث تزوير أيضا.

وأوضح رئيس "الدستور" أنه غير نادم على عدم خوض انتخابات الرئاسة، وأضاف "أنا رجل تعلمت قانون وسياسة وقلت ذلك للمجلس العسكري، فلايمكن أن أكون رئيسا للجمهورية وأخسر ضميري"، مؤكداً أن هدفه أن تسير البلد إلى الأمام ولم يكن هدفه رئاسة للجمهورية.

وأضاف "البلد أهم بكثير من الرئيس محمد مرسي، ولابد وأن نلحق بركب الحضارة"، مؤكدا أن الكتاتني يعلم أن الدستور مشوه، لكنه لم يفعل شيئا.

وتعجب من قضية ساويرس، مشيرا إلى أنها أساءت كثيرا إلى مناخ الاستثمار في مصر، حيث إن البورصة خسرت 12 مليار جنيه في يومين، متسائلاً "هل بهذه الطريقة أنا أخدم مصر؟".

وقال البرادعي بشأن التوافق السياسي "أتحدث مع مرسي عن مبادئ ليس شروطا، وإذا استمر على العناد ستكون النتيجة حتماً كارثية"، مشيرا إلى أن الرئاسة "تريد صورة الحوار فقط أمام العالم، وأسهل ما يمكن أن تفعله المعارضة أن تتركه "تشيل الشيلة"، فمرسي يستخدم المعارضة لخدمة "صورته" فقط".

ونفى البرادعي رفضه مقابلة جون كيري، موضحا أن الدعوة "وجهت بطريقة غير لائقة بروتوكوليًا"، وأضاف "أعتقد أنه لابد وأن يسمع وجهة نظر مختلفة، لأنني تقابلت معه العديد من المرات".

واستكمل أنه "توجد معارضة قوية داخل الكونجرس لمساعدة مصر اقتصاديا دون توافق، وواشنطن ترى أنه دون توافق وطني لن تستقيم الأمور في مصر"، وتابع "أبلغت كيري أننا على استعداد لتحمل الدواء الاقتصادي المر لكن قبل ذلك التوافق السياسي".

وأردف قائلاً "المعارضة لم تقدم بديلا حقيقيا للشارع، لأن عمرها لايتجاوز 6 أشهر وليس لديها إمكانيات الإخوان، هذه الأحزاب تتحسس طريقها، نحن نبني من جديد ثقافة الأحزاب".

كما أعلن البرادعي أنه سوف يخرج من حزب الدستور في سبتمبر، ومن الممكن أن يشترك مع حزب الوفد أو الحزب المصري الديمقراطي. وقال "يمكننا أن نحصد 40% من المقاعد في الانتخابات البرلمانية بقواعد عادلة". وتابع أن الخسارة والمكسب ليس هدفه، مضيفاً "لا أريد أن أدخل في نظام غير شرعي وغير قانوني". واستنكر أيضا رسالة الرئيس إلى الشعب بأننا في نظام ديمقراطي، مؤكدا "نحن نعيش في ظل نظام فاشي استبدادي"، مضيفا أن "الناس مش عايزة تاكل شريعة الناس عايزة تاكل عيش، اللي هو من أساس الشريعة".

وبشأن السياحة، قال رئيس حزب الدستور "أننا أقل رابع دولة للسياحة بعد زامبيا وبوليفيا، ورقم 67 من مؤشر السياحة من ناحية الأمن، وبالتالي فالسائح عندما يأتي إلى مصر بغرض السياحة لازم يكون مضروب في مخه"، كما أكد أن مصر "لديها مشكلة كبيرة في التعليم".

وتابع أن عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية، "طلب اجتماعا يجمعنا بالشاطر ومرسي والكتاتني وصباحي والبرادعي"، وتساءل "لا أعلم من يحكم مصر وما دور الشاطر؟"، وأكد البرادعي أن مرسي أعطاه رقم هاتفه لكنه لم يحادثه لأنه طلب أن يكون ذلك بعد الفجر. كما أكد أنه لن يقبل رئاسة حكومة إنقاذ، "ولكن يمكن أن أساعد بالأفكار".

ورفض البرادعي عملية التوكيلات التي يتم تخويل المجلس العسكري من خلالها لإدارة البلاد، مشيرا إلى أن المجلس العسكري "أساء الإدارة في الفترة الانتقالية"، ولا يجب أن يمارس السياسة، لكنه الحصن الأخير إذا انهارت البلاد، على الرغم أنه يمارس السلطة في بورسعيد الآن. كما أكد البرادعي أن مرسي "فقد مصداقيته بعد الحنث بوعوده حول التوافق على الدستور".

وفي الختام، رفض الدكتور محمد البرادعي إسقاط الرئيس محمد مرسي، مضيفا أنه "مازلت أرى عدم إسقاط مرسي رغم معارضة الشباب له في الحزب"، مؤكدا أن الرئيس محمد مرسي لديه فرصة أخيرة لإنقاذ البلاد، فلابد وأن يعمل الرئيس على وزارة نزيهة، والتوافق الوطنى والمصالحة الوطنية، قانون الانتخابات. وأضاف أن قانون الجمعيات الأهلية المطروح فى الشورى سيء جدا.

وأعلن البرادعي تعاطفه مع الشباب، "انقسامهم بعد الثورة جعل الإخوان والجيش يسلبونها، كل شخص منهم اعتبر نفسه بطل ثورى وعمل ائتلاف".

وفي رسالة للرئيس محمد مرسي قال البرادعي، "اقبل مبادئ المعارضة ونحن سوف نكون بحانبك، وبطل عند ومكابرة"، وتابع "إذا كنت هتقدر تمشى البلد بالحوار الوطني أنت اللى هتاخد جائزة أنك حطيت مصر على طريق الثورة".

"إحنا آسفين يامواطن".. تلك هي الرسالة التي وجهها البرادعي للمواطن المصري، قائلا "المواطن المصري هو أكثر واحد صعبان عليا"، حيث إن المواطن هو الهدف الأول والأخير للثورة، وسوف تحدث ثورة إذا وجد المواطن كيلو الفاصوليا بـ 30 جنيه، وأضاف أقل للمواطن المصري "إحنا آسفين يامواطن".

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع