رقصة عاصري الليمون
ماجد سمير
بقلم: ماجد سمير
"يابا ..يابا عـالمونة ..يابا ..يابا عـالمونة" جزء من استعراض شهير لفرقة رضا الأستعراضية في فيلم غرام في الكرنك، لم يتصور الشقيقان على و محمود رضا مؤسسا الفرقة أن واحدة أشهر رقصات فرقتهم ترتبط ذهنيا لدى الشارع بالأحداث الجارية، رغم مرور سنوات طويلة منذ انتاج الفيلم عام 1967، للحق الأغنية لم ينساها المصريون وظلت على مدار السنوات مرتبطة بالإشارة إلى أي موقف غير متزن.
وبعد ظهور الأخوة عاصري الليمون أصحاب المقولة المأثورة "أنا هانتخب مرسي علشان لما أحب أخلعه أتظاهر ضده" ومنهم على سبيل المثال صديقي الذي تحول إلى مدمن "ليمون" يأخذ جرعة يومية منذ انتخابات الرئاسة، تذكرت الاستعراض الشهير عندما روى لي مشكلة الاختفاء المفاجىء، وبدون أي مقدمات لليمون وأنه لم يجد الجرعة المعتادة فسحب الشنطة المخصصة لشراء الخضار تحت ابطه وأسرع الخطى مهرولا إلى أقرب سوق خضار جغرافيا لمنزله، وكيف كان عقله يعمل بسرعة شديدة موعد جرعة الليمون اقترب بشدة ولا يوجد في مصر ولا ثمرة ليمون، الوضع شديد الخطورة لايعرف أعراض أدمان الليمون لأنها المرة الأولى بالنسبة له التي لا يجد فيها الجرعة، صحيح عدد غير قليل من الشعب عصر الليمون وساهم بقدر كبير في حالة مصر غير الطبيعة بعد مرسي ولكن أيا منهم لم يتصور اصابته في يوم من الأيام بالادمان نتيجة اختياره الرئاسي.
وصل السوق بحث سريعا مستخدما النظارة الجديدة التي أكد له طبيب العيون أنها تلتقط الليمون من على بعد، لم تقع عينه على أي ليمونة في السوق أصابه ضيق شديد فمن المفترض أن يوفر الرئيس الليمون لناخبيه، وعدم وجود الجرعة الكافية للملايين من عاصري الليمون أمر غير انساني وضد حقوق الانسان. دار حول نفسه أكثر من مرة متمنيا أن يجد ولو ليمونة واحدة لم يجد، بدأت بوادر كرشة نفس واصفرار في الوجة وبدأ يشعر كأنه في غيبوبة متخيلا وجود خدمة "اعصر لي شكرا"على الموبايل تساهم في عدم معاناة عارصي الليمون من الشعب المصري مجرد رسالة قصيرة للرئاسة تبدأ خدمة توصيل الجرعة للمنازل ويظهر فورا شاب يقود "فيسبا" يصل إلى منزلك يحمل في يده عصارة ليمون كل المطلوب منك فتح فمك وإعادة رأسك للخلف كمن قرر أن "يتغرغر" يعصر الشاب مفتول العضلات الليمون بسرعة شديدة في فمك ثم يقوم بغلقه ويحملك من تحت ابطك ثم "يرزعك" في الارض ليتأكد من ابتلاعك الجرعة مبتسما ابتسامة تتسق ألوانها مع لون قشرة الليمون مرة صفراء ومرة خضراء ومرة ثالثة وهو يعطيك قشرة الليمون تحت بند اعادة الفوارغ لأصحابها.
واخبرني صديقي أنه أفاق على أصوات صاخبة وشخط ونطر من عدد غير قليل من الناس كلهم متضررين من اختفاء الليمون وظل الصريخ مستمرا حتى ظهر رجل مسن نظر لهم مبستما وقال : " انا عارف الحل ...انا بقالي أكثر من ستين سنة بعصر ليمون ...ووقف مستندا على عصاه في منتصف السوق الكائنة في ميدان جانبي في العمرانية الشرقية بالجيزة وبدأ يهز جسده الهزيل راقصا وهو يغني .. "يابا ..يابا عـالمونة ..يابا ..يابا عـالمونة" ..وبتلقائية غريبة ردد– وهم يرقصون - كل عاصري الليمون المتواجدون في السوق"وآدي رقصة المجنونة يابا ..يابا عـالمونة " .
http://www.copts-united.com/article.php?A=86927&I=1467