هاني دانيال
كتب: هاني دانيال - الإسكندرية - خاص الأقباط متحدون
دعا الدكتور "إسماعيل سراج الدين" مدير مكتبة الإسكندرية إلى ضرورة مواكبة التغيّرات العالمية ومتابعة القضايا الدولية ذات التأثير المباشر على وضع مصر الإقليمي والدولي، خاصة وأن الفترة الماضية شهدت تركيزًا على ملف القضية الفلسطينية دون الاهتمام ببعض الملفات ذات الأهمية ومنها مشكلة مياه النيل واتفاقية دول حوض النيل، فأزمة غزة كانت قضية واضحة للجميع وقامت مصر بمجهود كبير فيها ولكن ماذا عن الدور المصري في دارفور؟ كذلك أين التعامل المصري مع قضية غرق الدلتا وأيضًا التغيرات المناخية، مؤكدًا على أهمية القضية الفلسطينية إلا أنها لا ينبغي أن تستحوذ على كل الاهتمام لأنها تعمل على تهميش مصر بشكل كبير.
أوضح الدكتور سراج الدين خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الموسع الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية لإطلاق التقرير الثاني للإصلاح العربي: إن مصر تشهد تراجعًا ثقافياً ملحوظًا للكافة، وأنه آن الأوان لكي يتم إعادة صياغة للوضع الثقافي، خاصة وأنه لم تعد تظهر أعمال فكرية مثلما كانت تظهر في النصف الأول من القرن العشرين، فهناك من يعتمد حاليًا على المعلومات من خلال ما يُنشر في الصحف ووسائل الإعلام دون وجود عمل ثقافي أو فكري حقيقي وجاد يساهم في بلورة أفكار الأجيال الحالية، فلم يعد هناك جهد ثقافي على غرار ما كان يقدمه طه حسين والعقاد وآخرون، فالمقالات الصحفية لا تصنع خلفية ثقافية ولا تقدم أي إنتاج فكري.
أكد مدير مكتبة الإسكندرية على أن هناك حرص على ظهور تقارير الإصلاح العربي بشكل متميز، خاصة وأنه منذ الإعلان عن وثيقة الإسكندرية للإصلاح عام 2004 وهناك اهتمام متنامي بقضية الإصلاح في الوطن العربي، وأن التقرير الثاني الذي أصدره منتدى الإصلاح العربي -أحد أنشطة المكتبة- هو نتاج عمل مجموعة متميزة من الباحثين قدموا تشريحًا متميزًا لعناصر الإصلاح في الوطن العربي، سواء على المستوى السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وتم معالجة وتلافي كل المعوقات التي واجهت التقرير الأول.
كشف الدكتور سراج الدين النقاب عن أن مكتبة الإسكندرية ستجرىَ خلال الفترة المقبلة مجموعة من المناقشات وورش العمل حول الإصلاح بمشاركة الشباب،حتى يكون هناك دورًاَ متميزًا للشباب في تحديد مستقبلهم ومستقبل أوطانهم، خاصة وأن الشباب عليه عبء كبير في مواجهة المستقبل ولابد من إفساح المجال له كي يعبر بحرية وشفافية عما يجول بخاطره، مع الاسترشاد برجال الفكر والسياسة.
نصح الدكتور سراج الدين الشباب بعدم الخمول أو الوصول إلى حالة اليأس التي تنتاب أي فرد بمجرد عدم قدرته على تغيير الأوضاع الراهنة، مشيرًا إلى أن عملية الإصلاح مستمرة وأن التغيير لن يأتي مرة واحدة، وأن التغيير عملية متراكمة يشارك فيها أجيال عديدة،وأنه لا يمكن أن يتحقق الإصلاح مرة واحدة وإنما عبر خطوات عديدة، ومن ثم على الشباب أن يتحلى بالصبر ولا يفقد اليأس في تغيير الأوضاع الراهنة.
حرر التقرير الدكتور مصطفى علوي أستاذ العلوم السياسية، وشارك في إعداده الدكتور ماجد عثمان مدير مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والدكتور قدري حفني أستاذ علم النفس والاجتماع بآداب عين شمس، والدكتور عبد الباسط عبد المعطي أستاذ علم الاجتماع، وسامح فوزي نائب مدير منتدى الإصلاح بمكتبة الإسكندرية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8655&I=232