هاني دانيال
بقلم: هاني دانيال
نتذكر جميعًا الإعلان الشهير الخاص بالقطارات الذي كان يتم بثه عشرات المرات خلال الفترة الماضية والصورة الجديدة التي كان يقدمها الإعلان عن السكك الحديدية والقطارات للمواطنين، والدعوة للاستفادة من مرفق السكك الحديدية والحفاظ عليه بعد تطويره وإنفاق ملايين الجنيهات من أجل تجديده، وكان ينتهي الإعلان بعبارة "تفتكر الإعلان ده هيجيب نتيجة؟ طبعًا لأ"!
بالطبع لن يقدم هذا الإعلان أي جديد لأنه يقدم تطويرًا على الورق ولم يقدم تطويرًا عمليًا، ورغم معاناة المواطنين من تردي خدمات السكة الحديد إلا أن المسئولين لم يهتموا بهذا الضجر واكتفوا ببث روح الأمل والتفاؤل داخل نفوس المواطنين على أساس أن القطارات تم تجديدها وعلى المواطنين الحفاظ عليها، حتى انكشف المستور ولم يستفد المواطنين بأي تجديد يذكر بل أنهم على العكس لاحظوا تردي خدمات ومواعيد القطارات دون ضابط أو رابط!
منذ أيام كنت ذاهبًا إلى محافظة بني سويف وكانت المدة المقدرة من القاهرة وحتى بني سويف ساعة ونصف بالقطار، وإذ بالقطار يتأخر عن موعده ساعة ونصف وبدلاً من الوصول في بني سويف الساعة 11.30 صباحًا إذ به يصل في الواحدة ظهرًا!!
ومرة أخرى كنت عائدًا من بني سويف وكان موعد القطار الساعة 10 مساء ليصل القاهرة 12.30 صباحًا إلا أن القطار وصل بني سويف في تمام الواحدة إلا ربع صباحًا ليصل القاهرة الثانية والنصف صباحًا!!
ومؤخرًا استقليت القطار للذهاب إلى الإسكندرية ورغم أن موعد الرحلة من الثامنة صباحًا وحتى العاشرة صباحًا إذ به يصل الحادية عشر والنصف صباحًا -أي تأخير قدره ساعة ونصف- كل هذا ولا يوجد أي تعليق من الهيئة وكأن هذا هو المعتاد والطبيعي وليس من حق أحد الاعتراض!
أتذكر أن صديق لي يعيش ويعمل في سويسرا حكى لي موقفًا غريبًا لن يحدث في بلدنا على الإطلاق ولكنه من الجائز والطبيعي أن يحدث في أي دولة متقدمة تحترم مواطنيها، حيث يستقل هو وآخرون القطار للذهاب إلى أعمالهم، وفي إحدى المرات تأخر القطار 5 دقائق تقريبًا أو أقل، فما كان من الشركة إلا أن قدمت اعتذارًا للركاب وأبلغت كل شركات الأعمال والإعلام بأنها تعتذر عن هذا التأخير وتلتمس العذر من أصحاب الشركات حتى لا يتسبب هذا التأخير في أضرار للركاب، ومن ثم يمكنهم من مقاضاة هذه الشركة على هذا التأخير الاستثنائي!
هذا نموذج مختلف تمامًا عمّا يحدث في بلدنا، ورغم تردي الخدمات وارتفاع أسعار تذاكر القطارات إلا أن المسئولين لا يزالون مُصرين على مسلسل تعذيب المواطنين دون حسيب أو رقيب، ولتدور العجلة وتجمع الهيئة ملايين الجنيهات ويدفع المواطنين مقابل مادي مرتفع مقارنة بنوع الخدمة، ولتظل الأمور على ما هي وعلى المتضرر أن يخاطب نفسه فقط!
هذا يدعوني لاستخدام نفس جملة الهيئة في الإعلان وأقول "تفتكر الكلام ده هيجيب نتيجة؟ طبعًا لأ"!
http://www.copts-united.com/article.php?A=8638&I=232