صبحي فؤاد
بقلم: صبحي فؤاد
نشر منذ ايام قليلة تقرير فى العديد من الصحف العالمية والعربية باسماء افضل 200 جامعة على مستوى العالم لم يكن للاسف من بينهم جامعة واحدة مصرية ولا حتى عربية بينما تواجدت بقوة جامعات دولة مثل استراليا واحتلت مرتبة متقدمة ضمن ال 20 الاوائل .
فما الذى حدث للجامعات المصرية التى كنا نفتخر ونتباهى بها .. ولماذا لم يعد لها ذكرا او وجودا ضمن قائمة جامعات العالم المتقدمة .. وماهى الاسباب ؟؟
طبعا معظمنا - ان لم يكن كلنا - نعرف اسباب تدهور مستوى التعليم بكل مراحلة فى مصر ابتدأ من نقص الامكانيات وزيادة اعداد الطلاب والتركيز على الحفظ والصم وعدم تشجيع الابتكار والتجديد والبحث العلمى وانتهاءا بغياب الضمير ومحاسبة المقصريين وانتشار الفساد والمحسوبية .
والاخطر من كل هذا وذاك " تدين" التعليم فى مصر ودروشتة حيث اصبح من ضمن اهداف واولويات المدارس والمؤسسات التعليمية بما فيها الجامعات المصرية تخريج اجيال لا تؤمن بقيمة العلم او المعرفة وانما تؤمن اكثر بالغيبيات والخرافات والشعوذة والبدع .. لقد اصبحت جامعات مصر تخرج لنا _ على سبيل المثال_ اطباء وعلماء واساتذة جامعيين يمضون سنوات عمرهم يحاولون اقناعنا بان بول الحمير او البعير يشفى من امراض الكلى .. وان صلاة الفجر بانتظام تشفى من امرض السرطان والقلب .. ولبس الحجاب يشفى من امراض العظام ويخفف من اوجاع الاسنان ..الخ هذة الاشياء الغريبة التى لا علاقة لها بعلم او تعليم وانما يمكن ان تندرج تحت اسم علوم البدع والشعوذة والخرافات.
وايضا من ضمن اسباب تخلف التعليم فى مصر انتشار التعليم الازهرى الذى هو فى الاساس بدء مع قيام ثورة 52 يوليو وكان هدفة ليس نشر العلم اوالمعرفة او التشجيع على البحث والابتكار وانما كان ولا يزال نشر الاسلام من خلال العملية التعليمية وتخريج دعاة وشيوخ .
اذكر للرئيس الراحل السادات انة كان يحلو لة فى خطبة اطلاق شعار " مصر دولة العلم والايمان"
وطيلة سنوات حكمة كنا نسمع هذا الشعار يوميا والان وبعد 29 سنة تقريبا على رحيلة دعونا نسأل انفسنا : مالذى حدث لهذا الشعار ولماذا لم نعد نسمعة ؟؟ وهل حقا مصر فى وضعها الحالى ونحن فى عام 2009 يمكن تسميتها دولة علم وايمان ؟؟
واذا كانت الاجابة بنعم .. فماهى انجازاتنا العلمية التى قدمناها للبشرية باستثناء انجازات الدكتور زويل والدكتور مجدى يعقوب وعدد اخر قليل من المصريين يعدون على الاصابع ؟؟
اما عن الايمان فهل ما يحدث الان فى مصر يدل حقا على ايمان وتقوة ومخافة اللة ؟؟
وهل الايمان اصبح هو لبس النقاب او الحجاب والسراويل وتربية الذقون وعلامة الزبية فى وجوة الرجال وبناء المساجد والزوايا فى كل شارع وحارة مصرية بدلا من بناء المدارس والنوادى الرياضية والمكتبات او المستشفيات ؟؟
لقد افزعنى التقرير الذى كتبة الصحفى "محمود بدر" ونشر فى جريدة الامة بتاريخ 26 سبتمبر واثبت بالبيانات والارقام والاحصائيات الرسمية على وجود استغلال خطير للدين والتظاهر بالتدين فى مصر.. ولاشك فان عنوان تقريرة " 90 الف حاج و 20 الف قضية اغتصاب وتحرش .. نصف مليون معتمر و 122 الف قضية غش" كان وحدة كافيا لفضح المتاجرة بالاديان والازدواجية التى اصبح المصريين يعيشون فيها الان .
لقد ازددت قناعة بعد قراءتى هذا التقرير ويقينا ان الحل للخروج بمصر من محنتها وازمتها وتناقضاتها ليس فى الاسلام او المسيحية او اى دين اخر وانما يكمن فى الدولة العلمانية الحديثة التى تشجع ابناءها على العلم والانتاج والابتكار وتضع الهوية المصرية فوق كافة الاديان وفوق كل اعتبار.
بالمناسبة اود الاشارة الى من يهمهم الامر فى مصر ان استراليا ( الدولة العلمانية) يدخل خزينتها سنويا حوالى 16 بليون ( الف مليون) دولار سنويا من تعليم الاجانب فى معاهدها وجامعاتها الذين يحضرون اليها من كل دول العالم .. اما فى مصر فتدفع الدولة " المسلمة" بسخاء وكرم من فلوس المصريين الغلابة للوافدين اليها من الدول الاسلامية لتعلمهم مجانا وتوفر لهم الماوى والمشرب وكافة احتاجاتهم بدون ان يدفعوا مليما واحدا رغم ان هذا الكرم والسخاء كان اولى بة شعب مصر الذي يعيش نصفه فى المقابر او فى مساكن اشبة بها ايضا والنصف الاخر يعيش تحت خط الفقر.
صبحى فؤاد
استراليا
sobhy@iprimus.com.au
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=8529&I=229