مؤتمر الوطني وتساؤلات

أنور عصمت السادات

بقلم: أنور عصمت السادات
التباين الفكري واتساع قاعدة الحوار الهادف وطرح الآراء والأفكار الناتجة من اختلاف ثقافات أفراد المجتمع الواحد والوقوف على محاور وأسباب الخلل الاجتماعي من خلال الرأي والرأي الآخر هو السبيل الفعال لاحتواء مشكلات المجتمع والوصول لما فيه خير الوطن والمواطن.
أيام معدودة وينعقد مؤتمر الحزب الوطني المتوقع أن يكون خلافًا لغيره من المؤتمرات السابقة حيث أننا مقبلين على الانتخابات البرلمانية والرئاسية وهناك دعوات لإصلاح سياسي وتعديلات مرغوبة في قانون مباشرة الحقوق السياسية فضلاً عن تأثر المناخ المصري والعالمي بتداعيات الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على قطاعات الدولة وما فرضته من آثار سلبية على الاقتصاد في مصر والعالم وحالة الاحتقان التي قد بلغت ذروتها عند كل مواطن نتيجة الفساد المنتشر في كل مؤسسات الدولة.
ناهيك عن حالة القلق والذعر التي تسود الأوساط العربية والعالمية من جراء أنفلونزا الطيور التي لم تلبث أن تحل علينا إلا ورافقتها أنفلونزا الخنازير لذا لابد وأن تكون أولى اهتمامات هذا المؤتمر هي سبل مواجهة هذه الأوبئة والتوعية الشاملة بما يكفل تكوين وعي عام بخطورة هذه الأمراض لدى كافة شرائح المجتمع. وانطلاقًا من تغييب وتهميش الحكومة التام للشباب ودورهم في نهضة المجتمع لابد وأن يقوم المؤتمر بوضع أسس سياسية جديدة تكفل احتوائهم ومراعاة أفكارهم ومناقشتها ووضع المستحسن منها موضع التطبيق بما يقلل من إحساسهم بالبعد عن دائرة الاهتمام المصري ويعمق بداخلهم روح الانتماء والإخلاص والتفاني من أجل الوطن، كما أنه لا يجب أن يغفل المؤتمر التركيز على المرأة ودورها في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال تشجيعها المستمر على خوض الانتخابات البرلمانية طبقًا لقائمة الكوته التي أقرها مجلس الشعب من أجل السماح لها بمزيد من الحرية والديمقراطية والحث على العمل الدائم من أجل ضبط سياسات الحكومة في كل المجالات التي تمس حياة المواطن كمجالات العمل والتعليم والأجور والأسعار والمواصلات بوضع الخطط الفعالة التي ترمي إلى توفير فرص العمل للشباب، وتحسين نسبى للأجور، والعمل على تخفيض مستوى الأسعار في السوق المصرية، وتحسين المرافق والخدمات، والحفاظ على الطبقة الوسطى قبل أن تنكمش، مع الأخذ في الاعتبار أن الدول الفقيرة في عصرنا الحالي لا تكتسب سيادتها ودورها الإقليمي إلا من خلال قوة اقتصادها واتساع مواردها وقدرتها على إدارة أزماتها ولا جدوى لتواجد دبلوماسي أو موقع جغرافي متميز دون اقتصاد مزدهر يكفل حياة كريمة لأفراد الشعب.
لذا وجب على القائمين على هذا المؤتمر مراعاة أنه في ظل تزايد نسب ومعدلات الفقر وانتشار الفساد آلا تكون المهمة قاصرة على مجرد إدارة الفقر والفساد والحفاظ على الفقراء من أن تتدهور حالتهم أكثر ما هي عليه الآن لكن وجب عليهم تبنى سياسات الاستثمار والانفتاح الاقتصادي بما يحقق تنمية اجتماعية شاملة وتحسين نوعية الحياة للمواطنين وتوزيع عادل لعائد التنمية فضلاً عن الاهتمام بتدعيم حقوق المواطن السياسية والمدنية وتنظيم علاقته مع الحكومة.
وأرى نهايةً أن الداء الذي بات يشكو منه المواطن لم تعد تنفع معه ما تستخدمه الحكومة المصرية من مسكنات وليس هذا المؤتمر بمثابة المفتاح السحري الذي سوف يمحو كل السلبيات وإنما على الأقل لابد وأن يكون بداية لتطلعات وآمال جديدة فلا جدوى لسياسات وقرارات نخرج بها من هذا المؤتمر دون وجود آلية حزبية جادة لمتابعة التنفيذ وإن كان هناك ضغط خارجي يحفز على الإصلاح في مصر فما يمتلئ به مجتمعنا من فوضى ومشكلات يكفي وحده لأن يكون دافعًا لما نرغبه من تعديل وتنمية.
ولن تكون هناك نهضة حقيقية دون إطلاق حرية للأحزاب السياسية في ممارسة أنشطتها الحزبية بما يؤدى إلى ائتلاف حزبي مصري موحد الغاية والهدف.
كما أنادي أولاً بفتح نافذة الحوار وتبادل وجهات النظر عن قرب مع المعارضة المصرية، فالحوار يعنى الاستماع والتنازل عن الرأي بصدق وقناعة طالما أجد في الرأي الآخر صالح المجتمع.
وثانيًا: أتساءل ومعي الكثير وإن كان السؤال قد تم طرحه من قبل: إلى أين تذهب مصر؟ ونلتمس إجابة مقنعة وصادقة من القائمين على هذا المؤتمر.
وأطالب ثالثًا بتوضيح لأسباب الفساد والفوضى المتزايدة في جميع قطاعات ومرافق الدولة يعقبه تساؤل وهو إذا كانت الدولة.
كما تذكر تواجه هذا الفساد فلماذا لم نشعر إلى الآن بقلته أو ثبوته عند حد معين؟ كما أرجو أيضًا أن يكون هذا المؤتمر واجهة مصرية جادة وفعالة راغبة في تنمية حقيقية وآلا يكون مظهرًا شكليًا للديمقراطية المصرية أو أداة يستخدمها حزب الحكومة في أوقات الانتخابات فهل من مجيب؟

وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية
info@el-sadat.org