طالبان تسيطر على منطقة نائية في أفغانستان بعد معركة مع القوات الأمريكية

كابول- القدس العربي

أعلنت طالبان الأربعاء أنها رفعت علمها على منطقة نائية في أفغانستان بعد أربعة أيام من تكبيدها القوات الأمريكية أسوأ الخسائر البشرية خلال أكثر من سنة في هجوم في هذه المنطقة.

آليات عسكرية أمريكية في ولاية هلمندوفي بيان منفصل بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة قالت حركة طالبان الافغانية إنها لا تشكل خطرا على الغرب لكنها ستواصل محاربة القوات الأجنبية في أفغانستان ما بقيت هذه القوات في البلاد.

وقالت حركة طالبان على موقعها على الإنترنت إنها رفعت علمها في منطقة كامديش في شرق إقليم نورستان قرب الحدود مع باكستان صباح الأربعاء في احتفال حضره أعيان المنطقة.

ونفت القوات الأمريكية انها غادرت المنطقة لكنها قالت انها سترحل في نهاية الأمر بموجب خطط أعلن عنها قبل الهجوم.

وقد اشتد العنف في أفغانستان ووصل الى أعلى مستوياته في الحرب الدائرة رحاها منذ ثمانية أعوام ووسع مقاتلو طالبان هجماتهم لتشمل مناطق كانت من قبل آمنة.

وتأتي بيانات طالبان في وقت يحذر فيه المسؤولون الغربيون من أن الانسحاب من أفغانستان قد يؤدي الى عودة طالبان الى السلطة مع احتمال ان تصبح البلاد من جديد ملاذا آمنا لمتشددي القاعدة الذين قد يستخدمونها قاعدة للتخطيط لهجمات في المستقبل على دول غربية.

واجتمع الرئيس الأمريكي الأربعاء مع كبار مستشاريه لبحث الوضع في أفغانستان وباكستان مع تواصل المناقشات التي تشهدها واشنطن حول الاستراتيجية التي ستتبناها الولايات المتحدة في المنطقة مستقبلا.

والتقى أوباما فريقا يتألف من حوالي 15 مستشارا، بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس وكبار قادته العسكريين.

وشارك الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأمريكية في أفغانستان والذي أثارت مطالبته بإرسال مزيد من القوات جدلا الأسبوع الماضي، في الاجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ومعه سفيرا الولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جيوف موريل الأربعاء إن أوباما تلقى بالفعل نسخة غير رسمية من طلب ماكريستال لزيادة المصادر الأسبوع الماضي. كما تلقت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) نسخا من التقرير.

غير أن أوباما قال إن قراره سيعتمد على المسارين المدني والدبلوماسي في البلاد إضافة إلى الاستراتيجية العسكرية التي يقترحها قادته.

وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الاجتماع ركز بشكل كبير على باكستان حيث يقاتل الجيش عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

ويذكر أن هذا الاجتماع هو الثالث من نوعه لفريق الأمن القومي الأمريكي، ومن المتوقع أن يستغرق الأمر أسابيع لاتخاذ قرار بشأن استراتيجية تتبناها واشنطن في أفغانستان.

ومن جانبه، أكد الكولونيل واين شانكس المسؤول الاعلامي الرفيع للقوات الأمريكية والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي ان الانسحاب من المنطقة مازال مزمعا لكن لم يحدث بعد. وقال يمكنني أن اؤكد لكم أننا لم نغادر نورستان. نحن موجودون هناك. ونقوم بنفس العمليات التي كنا نقوم بها.

وأضاف شانكس ان القوات الأمريكية مازالت موجودة في الموقعين اللذين هوجما يوم السبت لكنه سيتم التخلي عنهما في نهاية الأمر.

وأشارت طالبان إلى انها لا تنوي مهاجمة أي دول غربية لكنها مازالت ملتزمة بقتال من سمتهم قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان.

وقالت طالبان في بيان في موقعها على الانترنت (شهامت) ليس لدينا ولم يكن لدينا في أي وقت نية لالحاق الأذى بدول العالم بما في ذلك الدول الأوروبية.. هدفنا هو استقلال هذا البلد وإقامة دولة إسلامية.

وأضافت: ومع ذلك فإن كنتم تريدون (قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأمريكية) استعمار بلاد الأفغان أولي العزة والتقوى بذريعة الحرب على الارهاب التي لا أساس لها فلتعلموا أن صبرنا ليس من شأنه إلا أن يزيد وأننا مستعدون لحرب طويلة.