المصري اليوم - كتب - دارين فرغلى
شهد أول أيام الدراسة فى المدارس الحكومية والخاصة التى بدأت عامها الدراسى أمس، حالة من التوتر والقلق بعد رفض معظم أولياء الأمور فى المدارس الحكومية دخول أبنائهم إلى الفصول إلا بعد أن يتأكدوا بأنفسهم من نظافة المدرسة والحمامات، فيما لجأت بعض المدارس الخاصة إلى رش أيدى الطلبة بالكحول وتوزيع الكمامات عليهم قبل دخول الفصول لطمأنة الأهالى.
أمام مدرسة الزهراء الابتدائية بمنطقة عين شمس وقف الأهالى بصحبة أبنائهم ينتظرون أن تفتح المدرسة أبوابها ليطمئنوا على أبنائهم ويتأكدوا من سلامة الإجراءات الوقائية التى تتبعها المدرسة، ولكنهم فوجئوا بأن الحديث عن الكمامات التى ستوزع على أبنائهم حسب التصريحات الحكومية الأخيرة «غير جاد» - حسب وصفهم، فقرر بعضهم العودة بأبنائهم إلى المنازل فى حين سمحت لآخرين بالدخول إلى الفصول وتفقدها للتأكد من نظافتها ومن أعداد الطلبة فى كل فصل.
ما إن سمح للأهالى بالدخول حتى شهدت سلالم المدرسة زحاماً شديداً من أولياء الأمور والطلبة، ودخلوا الفصول وبدأوا فى التأكد من نظافتها وتحول معظم أولياء الأمور إلى نصح أبنائهم بعدم خلع الأقنعة أو التخلى عن المناديل الورقية التى أحضرها لهم أولياء أمورهم لوضعها على أنوفهم طوال اليوم الدراسى.
تقول إحدى الأمهات: فوجئنا بعدم وجود تأكيدات على توزيع الكمامات على أبنائنا فرفضنا دخولهم ما لم نتأكد من نظافة المدرسة، ولكننا فوجئنا بأن الفصول يزيد أعداد الطلاب فى بعضها على ٤٠ طالباً وهو ما يتناقض مع تصريحات الحكومة عن تقليل أعداد الطلاب فى الفصول حالياً، وأشعر أننى أجازف بحياة أبنائى بسبب تعرضهم لتلك الكثافة العددية.
وفى الوقت نفسه، تقدم الكثير من الأهالى بشكاوى إلى مشرفى المدرسة بعد أن فوجئوا بوضع أبنائهم فى فصول أطلق عليها «الفصول الطائرة»، وقال أحد أولياء الأمور: فوجئت بنقل ابنى من الفصل الذى كان فيه ووضعه فى غرفة الكمبيوتر مع زملاء آخرين لا يعرفهم ومدرسين أيضاً يتعرف عليهم للمرة الأولى، وعندما توجهت مع بعض أولياء الأمور لنسأل المشرفين عن وضع الطلبة الذين تم إلحاقهم بالفصول الطائرة داخل غرف الكمبيوتر ومسرح المدرسة الذى لا يوجد به سبورة، رد علينا أحدهم قائلاً «مش أهم حاجة عندكم صحة الأطفال يبقى سيبونا نشوف شغلنا يا إما تنقلوهم فى فصول تانية».
الحال نفسه تكرر أمام بعض المدارس الخاصة فى منطقة المطرية والزيتون إذ رفض الأهالى دخول أبنائهم إلى الفصول إلا بعد التأكد من سلامة الإجراءات الوقائية للطلاب، وقام بعض هذه المدارس بتوزيع الكمامات على الطلبة قبل دخولهم الفصول ورش الكحول على أيديهم لطمأنة الأهالى، تقول سميرة محمد، من أولياء الأمور، نشعر بالقلق الشديد على أبنائنا من أنفلونزا الخنازير وإذا شعرنا بأى تقصير من المدرسة أو الحكومة فى توفير الكمامات أو فى نظافة الفصول سنمنعهم من الذهاب إلى المدرسة وليكن ما يكون فليس لدينا فى الدنيا أهم من أبنائنا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8225&I=221