مقابلة الإسرائيليين

الراسل: سامي يوسف L'Authentique
د. هالة مصطفي أثبتت أنها من الأفراد القلائل الذين لا تنقصهم الشجاعة لمعالجة الأمور بموضوعية ومناقشة المسائل بهدوء ومنطقية بعيدًا عن التشنج, واللعب بعواطف البسطاء أو إثارة الدهماء.
الكتورة هالة سلطت الضوء على جانب بارز -بل ناتئ- يصعب تحويل الأنظار عنه من الشخصية المصرية, أو بعبارة أدق الشخصية المصرية كما يريد أنصار الإنغلاق الذهني والجمود الفكري تصويرها, وهي بالطبع ليست بالصورة الحقيقية في بلد أنجب أمثال د. سعد الدين ابراهيم ود. طارق حجي وغيرهم من منارات الفكر وحقوق الإنسان, ولكن المشكلة ببساطة تكمن في أن أقلية صغيرة ليس لديها من مقومات بجانب علو الصوت سوى خواء الفكر, وهذه الأقلية تريد أن تفرض بالقوة وبالإرهاب الفكري أسلوب تفكيرها على باقي المجتمع.
في مستهل المقابلة أومأت د. هالة مصطفي إلى وجود العديد ممن يقابلون مسئولين إسرائيليين بدون أن تُثار أي ضجة وبدون أن تنطبق السماء علي الأرض, وأشفعت ذلك -بقرب نهاية هذا الجزء- إلى أن مثيري الضجة من المستحيل أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك -إشارة إلى المفكرين والسياسيين الفلسطينيين الذين يفعلون يوميًا ما فعلته هي-, وتتلقى بسببه هذا الإهتمام الغير مرغوب فيه من نقابتها. ولربما أشارت من طرف خفي إلى حقيقة أن المسئولين -على أعلى مستويات الدولة- يقابلون السفير الإسرائيلي بل ورؤسائه من وزير الخارجية -رئيسه المباشر- إلى رئيس الوزارة!
يبقى سؤال أخير وهو الذي تخيرته عنوانًا لهذا التعليق وهو: ما هو موقف حكومة مصر من هذا كله؟ لإجابة هذا السؤال علينا أن نرجع للوراء لبضعة شهور, وبالتحديد في شهر أبريل عندما ثارت زوبعة مماثلة عندما قام المايسترو العالمي دانييل بارينبويم بزيارة القاهرة وقيادة الأوركسترا بدار الأوبرا في أداء لبعض أعمال بيتهوفن, وكان في تكريمه وزير الثقافة فاروق حسني, ووقتها تناسى أصحاب الضجة أن هذا الرجل قام بالإشتراك مع المفكر الفلسطيني الراحل د. إدوارد سعيد -ولا يمكن لأحد إتهامه بالتخلي عن القضية الفلسطينية- بإنشاء أوركسترا مكونة من شباب إسرائيلي وفلسطيني وأوروبي لتقريب هؤلاء من بعضهم والمساهمة في تربية جيل ينبذ العنف والكرهية من أجل التفاهم والتسامح, ووقتها وقفت الحكومة موقف المتفرج وتركت بعض الصحف القومية تهاجم بارينبويم, لأن الضجة وقتها كانت من العوامل التي تشغل الناس عن همومها اليومية, وتكفي لصرفهم عن مطالبة حكومتهم السنية بحياة أفضل ومعيشة أرقي عجزت عن توفيرها لهم رغم بقائها في الحكم لسنوات طويلة.

على موضوع: هالة مصطفى: لا أقبل أي قرارات تُجرّم حرية الفكر وتمنعه!