جرجس بشرى
بقلم: جرجس بشرى
الدكتور يسري الجمل "وزير التربية والتعليم المصري"، يعتبر من الشخصيات المُثيرة للجدل المُستمر، وبرغم كونه حاصل على بكالوريوس الهندسة الكهربية عام 1968 من جامعة الإسكندرية ومن الباحثين في مجال الطاقة الذرية ومن المؤسسين لكلية الهندسة والتكنولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إلا أنه تقلد منصب وزارة التربية والتعليم عام في 31 ديسمبر 2005! ضمن التشكيل الوزاري لحكومة د. أحمد نظيف، ليتغير مساره المهني كلية.
وقد أثبتت فترة تولي الجمل للوزارة أنه كثيرًا ما يتردد في إتخاذ القرار، لدرجة أن هناك طالبة تدعى آلاء فرج مجاهد (أولى ثانوي) قامت الوزارة بحجب نتيجة امتحانها لأنها كتبت في ورقة الإجابة عبارت تسب فيها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وتنتقد نظام الحُكم في مصر، والغريب أن استندت وزارة التربية والتعليم في قرارها بحجب نتيجة امتحانات الطالبة الجريئة إلى أن ما كتبته في مادة التعبير يُعتبر خارج سياق الإمتحان، وكانت الطالبة مُهددة بإعادة السنة، ومع الضغط الإعلامي تحولت مُشكلة الفتاة إلى قضية رأي عام، ومع ذلك لم يتحرك الوزير يسري الجمل وظل صامتًا غير قادر على إصدار قرار إلى أن تدخل الرئيس المصري محمد حسني مبارك فأصدر الوزير قرارًا باعتبار الطالبة ناجحة وتحويلها إلى الصف الثاني الثانوي!
ومعروف أنه في عهد الجمل شهدت وزارة التربية والتعليم عدة تحولات مهمة كالكادر الخاص بالمعلمين وكذلك تدريب المعلم والإعلان عن بدء تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة عام 2011 / 2012، والذي أكد الجمل على أنه بموجب هذا النظام الجديد سيتم إحتساب 50 % من مجموع الطالب على ممارسة الأنشطة، وهو ما جعل أولياء الأمور يتخوفون من هذا النظام على اعتبار أنه سيجعل الطالب تحت رحمة المدرس، ويجعل المدرس يبتز الطالب ويجبره على أخذ الدروس الخصوصية.
وبرغم المبالغ المالية الضخمة التي تنفقها وزارة التربية والتعليم من ميزانية الدولة على صيانة المدارس إلا أن الفساد ما زال يضرب بجذوره في الوزارة، حيث توجد مدارس كثيرة في الجمهورية تعاني الإهمال المُفرط.
ومن الإمتحانات القاسية التي قد تطيح بمستقبل الجمل في الوزارة في الأيام القليلة القادمة مدى الإجراءات التي ستتخذها وزارته لمقاومة وباء أنفلونزا الخنازير بالمدارس، خاصة وأن الفصل المدرسي بالمدارس الحكومية متكدس بأعداد كبيرة من التلاميذ، وقد أعلن الجمل عن خطته للتصدي لوباء أنفلونزا الخنازير بالمدارس من خلال وضع طبيب بكل مدرسة وتقليل كثافة التلاميذ بالمدارس أو تقليل عدد أيام الدراسة، كما أعلن أن موعد الدراسة سيكون يوم 3 أكتوبر الجاري، وهو ما دفع أولياء أمور كثير من التلاميذ من منع ذهاب أولادهم إلى المدارس خشية إصابة أولادهم بفيروس إنفلونزا الخنازير، خاصة وبحسب آراء متخصصين سيتم ازدياد حدة الفيروس في فصل الشتاء، هذا بخلاف تصاعد أعداد المصابين بالفيروس في الوقت الراهن، وتطالب بعض الأصوات الجمل بإتخاذ قرار بتأجيل الدراسة بالمدارس، إلا أنه مسئولين بوزارته كانوا قد أفصحوا عن غلق المدارس التي ستشهد إصابات كثيرة بالفيروس، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرئيس مبارك كان قد طالب بتأجيل الدراسة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
ونود أن نرسل من هنا رسالة إلى الجمل بأن يدرس الوضع الخاص بأنفلونزا الخنازير بالمدارس جيدًا وبدقة ومن كل الزوايا، حيث من الممكن أن تتواجد الشروط الصحية بالفصل والمدرسة، ولكن لا أحد يضمن توافر هذه الظروف بوسائل المواصلات المكتظة بالركاب كالمترو والميني باص والميكروباص والأتوبيسات الحكومية التي ممكن أن يلتقط منها شباب الغد الفيروس، ويجب على الجمل أن تكون قرارته حازمة وسريعة في الفترة القادمة التي سيتوحش فيها الفيروس كي لا تلاحقه لعنة الخنازير هو أيضًا وتطيح بمستقبله في الوزارة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=8104&I=218