فرصة نجاح الشاب المصري تساوى موته

جرجس بشرى

"حسبي الله ونعم الوكيل فيهم" شعار رفعه أهالي ضحايا الهجرة غير المنظمة ضد الداخلية المصرية!
* كرم صابر: أحد الشباب قال لي أنا هنا فاشل ونفسي أنجح ولو ها أدفع ثمن النجاح موتي!
*سيتم تحديد ميعاد لتقديم بلاغ جماعي للنائب العام، وتنظيم وقفة سلمية احتجاجية أمام مجلس الشعب للمُطالبة بالإفراج عن الضحايا.
* محمود مرتضى: هناك عدد كبير من ضحايا الهجرة غير المنظمة ويتعرضون لمشاكل ولآلام كثيرة.
* أسامة بدير لـ "أهالي الضحايا": الحكومة المصرية وعنصرية الدول الأوربية هي السبب في إيداع أبنائكم في السجون والمعتقلات!
* د. يحيى الجمل: البوصلة تتجه الآن نحو "جمال" و "عز" والـ 30 ألف شخص اللي بيدعموهم، وباقي الشعب يتحرق أو يروح في داهية مش مهم عندهم!
* أهالي الضحايا يصرخون: "أنقذونا.. عايزين حد يسمعنا... حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم".
تقرير: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون

الهجرة غير الشرعية عقد مركز الأرض لحقوق الإنسان بمصر أول أمس الخميس بمقر نقابة الصحفيين بمصر، ندوة حقوقية  لمُناقشة موضوع الهجرة غير المُنظمة بمصر.
وقد جمعت الندوة التي نظمها المركز أهالي ضحايا الهجرة غير المُنظمة، وقد كشفت الشهادات الحية لأهالي الضحايا النقاب عن الوجه القبيح للنظام المصري في مُطاردة هؤلاء الضحايا والزج بهم في السجون والمُعتقلات بموجب قانون الطوارئ المعمول به في البلاد، رغم تأكيدات النظام الحاكم بأن هذا القانون لن يُعمل به فقط إلا في حالات الإرهاب.
وقد تحدث في الندوة كلاً من الأستاذ كرم صابر "مدير مركز الأرض لحقوق الإنسان" والأستاذ محمد عبد القدوس "مُقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين" والأستاذ أسامة بدير "مستشار مركز الأرض لحقوق الإنسان" والأستاذ محمود مُرتضى "رئيس مركز دراسات التنمية البديلة" وكذلك الأستاذ الدكتور يحيي الجمل "أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق جامعة القاهرة" وكان مُقررًا حضور مُمثلين عن وزارة الداخلية، ووزارة القوى العاملة والهجرة، ووزارة الخارجية، والإتحاد الأوروبي بالقاهرة، إلا أنهم غابوا عن المشهد الدرامي الذي شهدته الندوة.
كما حضر من أهالي الضحايا حوالي 100 فرد.
وفي كلمته الافتتاحية أكد "محمد عبد القدوس" على أن نقابة الصحفيين كقلعة للحريات تتضامن مع أهالي الضحايا في هذه المُشكلة وأن بداية حل القضايا يأتي بالحوار.
كما أكد كرم صابر مركز الأرض لحقوق الإنسان قد تبنى مساندة ضحايا الهجرة غير المنظمة منذ فترة، مُستنكرًا قيام وزارة الداخلية المصرية بالقبض على الشباب المصري الذي خرج ليبحث عن حياة أفضل والزج بهم في السجون والمُعتقلات دون ذنب، تاركين ورائهم أسر مشردة.
كما استنكر صابر تجاهل المسئولين في وزارة الداخلية لاستغاثات الضحايا وأهاليهم، وقال صابر: إن الشباب يضطر للهجرة غير المنظمة لتحسين وضعه ولكي ينجح ويشعر بذاته، مؤكدًا أنه عندما سأل أحد الشباب عن غرضه من السفر أجابه: "نفسي أنجح برة، أنا هنا فاشل في كل حاجة، فاشل أني أعول بيتي، وأطلع ولد كويس، ونفسي أنجح ولو ها أدفع ثمن نجاحي موتي"!
وطالب صابر في الندوة بتنظيم حملة لإخراج هؤلاء الضحايا من المُعتقلات، وكذلك جمع توقيعات والتقدم ببلاغ جماعي للنائب العام، والقيام بوقفة احتجاجية جماعية أمام مجلس الشعب المصري.
في حين أكد محمود مرتضى أن الهجرة غير من المُنظمة تعتبر مشكلة وأن هناك عدد كبير من أهالي  ضحايا الهجرة غير المُنظمة ويتعرضون لمشاكل وآلام كثيرة، مُطالبًا أهالي الضحايا بالتماسك والعمل على عرض قضيتهم من أجل إخراج أولادهم من المعتقلات التي دخلوها بالرغم من أنهم لم يرتكبوا قضايا.
وأكد مرتضى إن هذه القضية تدخل في صميم الحريات لأن هناك اعتقال تم بدون وجه حق. كما أكد أسامة بدير أن المتسبب في هدم العشرات والمئات من أسر الضحايا جهتين هما الحكومات المصرية المُتعاقبة التي ساهمت في استفحال الظاهرة ودفع أبناء مصر لخوضها، مُحملاً حكومة عاطف عبيد الجزء الأكبر من المسئولية في هذه القضية، كما أعتبر أن حكومة عاطف عبيد هي السبب في الصورة القاتمة التي آل إليها  حال المصريين الآن.
مؤكدًا على أن الإحصائيات التي تصدرها الحكومة المصرية عن الفقر في مصر والتي تقول أن عدد الفقراء في مصر مليون فقير هي إحصائيات مُسيسة وتتناقض مع تقرير الأمم المتحدة الذي أوضح أن نسبة الفقر العام في مصر 41% !!
وقال مُخاطبًا أهالي الضحايا: الحكومة المصرية هي السبب فيما نحن فيه الآن وهي السبب في إيداع أبنائكم في هذه السجون المُعتقلات، وقد أرجع بدير السبب الثاني في ظاهرة الهجرة غير المُنظمة إلى عنصرية البلاد الأوروبية التي تصدع الأدمغة بحقوق الإنسان وبضرورة احترامها، ولكنها هي أول من تطأ هذه الحقوق بأقدامها.
مشيرًا إلى أن البند الـ "13 " من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يكفل للإنسان الحق في التنقل، ومع ذلك تدسوها البلدان الأوروبية بسياستها العنصرية.
وأوضح بدير أن فترات الاستعمار استنزفت ثروات شعوب البحر المتوسط، وأن غنى هذه البلدان وتقدمها كان على حساب مواردنا وأنها "البلدان الأوربية" مسئولة أمام التاريخ عما فعلته في بلداننا، مُطالبًا الإتحاد الأوروبي بشراكة قائمة على المنفعة المُتبادلة وليست قائمة على استغلال الغير.
ومن جانبه أوضح الدكتور يحيي الجمل أن المُشكلة لها ثلاثة أسباب أو جوانب، أهمها غياب فكرة التنمية، موضحًا أنه لا توجد تنمية تستوعب الشباب والأيدي العاطلة وأنه يوجد بمصر عملية تراكم الثروات لأعداد محدودة وبقية الناس بالملايين تموت أو تفطس أو تنتحر فلا قيمة لهم، حيث يوجد من 20000 إلى 30000 مواطن من الـ 80 مليون مصري أغنياء ويدعمون الحزب الحاكم.
كما أوضح الجمل أن الهجرة تستوجب هجرة المتدربين وليس الجهلة الذين لم يتعلموا شيء في المدارس أو الجامعات، مؤكدًا على أن العمالة المدربة تعتبر سلعة جيدة تعود على مصر بالخير في حالة تعليمها تعليم جيد.
الهجرة غير الشرعية وحذر الجمل من انفجار يجتاح مصر قريبًا وها يأخد العاطل في الباطل -على حد قوله- لأنه لا توجد تنمية حقيقية والبوصلة تتجه الآن نحو (جمال) و( عز ) اللي حواليهم 20 أو 30 ألف واحد، ولكن الباقي عندهم يتحرقوا أو يروحوا في داهية مش مهم المهم عندهم بس الناس دول اللي بيساعدوهم.
وقد قام خلال الندوة أهالي الضحايا بعرض مشكلاتهم على الإعلام وقام المركز بتوثيق هذه الشهادات من الأهالي التي أثبتت توحش وزارة الداخلية المصرية في التعامل مع شباب مصري كل همه البحث عن فرصة عمل شريفة خارج وطنه لافتقاده إلى هذه الفرصة داخل وطنه.
وقد أشار أهالي الضحايا أن منهم من تحولوا إلى شحاتين ومنهم من أنحرف أولادهم بسبب غياب العائل الوحيد لهم واعتقاله بدون وجه حق.
وقد صرخ أهالي الضحايا والدموع تملأ عيونهم "أنقذونا، وعايزين حد في البلد يسمعنا، حسبنا الله ونعم الوكيل".
كما أتفق الحضور في نهاية الندوة على أنه سيتم تحديد ميعاد لاحقًا لتقديم بلاغ جماعي للنائب العام وعمل وقفة احتجاجية جماعية سلمية أمام مجلس الشعب، وقيام وسائل الإعلام بتصعيد الحملة للضغط لأجل الإفراج على هؤلاء الضحايا.