حكمت حنا
بقلم: حكمت حنا
بحكم نزولي المستمر لساحات القضاء الإداري واطلاعي على الدعاوى القضائية والطعون المقدمة ضد أي مسؤول بالدولة بصفته وصولاً لرئيس الجمهورية وجدت عدد لا حصر له من قضايا العائدين للمسيحية، ولم أكن أتعاطف معهم في بداية الأمر بل على العكس كنت مدعمة ومشجعة لموقف وزير الداخلية في التعنت معهم بعدم إصدار قرارات بمنحهم بطاقات الرقم القومي بأسمائهم الأصلية وديانتهم المسيحية التي استخفوا بها، حتى كنت أخجل من الإطلاع على تلك الدعاوى لأن الدين ليس لعبة ألهو بها وألقيه واستردها مرة أخرى لأغير ديانتي التي أعتنقها منذ ميلادي وأذهب لأخرى وأرجع للأصلية مرة أخرى عندما تأتيني ظروف تعتبر مواتية من وجهة نظري للرجوع لديانة آبائي.
وكنت أكتب عن تلك الحالات من خلال الدعاوى المقامة في القضاء الإداري أو الطعون المقدمة في المحكمة الإدارية العليا بشكل مجرد بعيدًا عن أي انحيازات شخصية لدوري كصحفية فقط من باب المهنية.
وأثناء قيامي بتحقيق صحفي من خلال مقابلة هذه الحالات وجها لوجه وسمعت معانتهم وجدت أن أغلبهم إن لم يكن جميعهم لم يشهر إسلامه كما يُذكر في صحيفة الدعوى، لدرجة أن هناك حالة ما زالت تؤثر في إلى الآن لشخصية رجل أعمال يعيش أغلب حياته بالخارج منذ السبعينات ويأتي لبلده (مصر) لزيارة أقاربه فقط، وعندما قرر الرجوع لتغيير بطاقته الشخصية القديمة واستبدالها ببطاقة الرقم القومي الجديدة وعند استخراج شهادة ميلاده فوجئ بأن بيانته متغيرة بالكامل وبالطبع ديانته، وبتقديم المستندات الدالة على مسيحيته ومن خلال إقامة الدعاوى القضائية أمامم المحاكم لتغيير هذه البيانات الكاذبة أبلغته وزارة الداخلية أنه ربما يكون هناك شخص وراء تلك الجريمة.
وما ذنبه وهل ظل ينضال لتغير ديانته حتى تخبره الداخلية بذلك؟ ولماذا لم تقم بتغير بياناته طالما توصلت لوجود يد خفية وراء ذلك التغيير؟
وكل يوم يمر على هذا الرجل في مصر تصبح فرصة رجوعه لمكان عمله بالخارج من المحال خاصة أنه يرغب في تغيير جواز السفر الخاص به الذي ستصبح الديانة به نتيجة الوضع الحال مسلم، وكاد الرجل أن يجن أمامي وزوجته الأردنية التي لعنت هذه البلد.
ناهيك عن حالات أخرى تعرضت لمحاولات ضغط واستغلال لظروفهم القاسية التي مروا بها وفي النهاية استطاعوا الفرار من سطوة من رغبوا في اسلمتهم ولو بالقوة، ولكن استغلال سذاجتهم وسرقة بطاقاتهم الشخصية من ورائهم وبالتالي تغير الديانة بها ظلت شبح يطاردهم طيلة اعمارهم حتى اضطروا للخضوع للأمر الواقع وممارسة شعائر ديانتهم المسيحية بين انفسهم وفي الظاهر يعتنقون الإسلام كتابة.
الأمثلة كثيرة ومن يريد أن يسمع عليه بمقابلة هؤلاء لكي لا اكون منحازة لهم، ومن تلك اللحظة وبعد اجراء ذلك التحقيق وانا اضع نفسي مكانهم لأعرف ماذا سيكون شعوري وانا ليس لي الحق في اعلان ديانتي الاصلية رسميًا مع تعنت قضاء مماطل لقتل أي محاولات تسعى لحقها قضائيًا لاثبات ديانتها المسيحية واصرار وزارة الداخلية ممثلة في مصلحة الاحوال المدنية على رفض تعديل البيانات الخاطئة.
شعرت وقتها بالقيد ورفض الواقع الذي يعلن لي كل لحظة انني تحت يد من لا يرحم فما بال اصحاب المعاناة الحقيقية؟
وأنا لست ادافع عنهم بل أرصد ما شعرت به تجاههم وما رأيته وسمعته منهم.
http://www.copts-united.com/article.php?A=7943&I=214