ماجد سمير
بقلم: ماجد سمير
حادثة الباجور التي لا تُصنف إلا تحت بند الإرهاب والغزو المتطرف الذي اجتاح عقول عدد -مع الأسف غير قليل- من أهالينا المسلمين، وأصبح إيذاء الأقباط من وجهة نظر هؤلاء المساكين جهاد ونصرة لهم ولدينهم على المشركين الكفرة، ومسرحية الجلسات العرفية والصلح الصوري التي لا تضحك الحكومة به إلا على نفسها وتحاول بمنتهى البراءة أن تقنع نفسها بأنها قامت بواجبها على أتم وجه وغير مذنبة، فالمسلمين والأقباط هم الجناة أما هي فبريئة لأن قدرها أن تحكم دولة بها مثل هذا الشعب.
وحادثة المنوفية حلقة في مسلسل مستمر لن ينتهِ إلا إذا واجهت الحكومة نفسها واعترفت أنها أخطأت خطأ كبير منذ تركها الحبل على الغارب للتيار الديني المتطرف يغزو بلا هوادة وأصبح تدين شيء والإفتاء في الدين متأصل داخل الافكار، وأصبح في مصر هناك فضيلة الكابتن الذي يحرز الهدف بسبب إيمانه وكذلك سماحة المذيع الذي يشع إيمان، وغير من المؤمنين الذين يحتلون معظم المناصب في لدرجة أن وزارة الداخلية أصبحت قائمة على تنفيذ قانون القبض على المجاهرين باللإفطار، وبات شغلنا الشاغل دخول الحمام بالقدم اليمنى أو اليسرى، وبالطبع المختلف معنا كافر ومشرك والعلاج الوحيد قتله.
والدفاع عن الدين وأن صحيحه لا يقول ذلك هو منتهى الآمال، وانقلبت الدنيا مثلاً عندما قتل أحد المتطرفين في ألمانيا المصرية الراحلة د. مروة الشربيني، وهاجمت وزارة الخارجية المصرية الإعلام في ألمانيا لأنه لم يعطي الموضوع حقة، والسؤال هنا.. أين دور الإعلام من الأحداث الطائفية المتطرفة التي تتوالى تقريبا أسبوعيًا وكأنها طقس من الطبيعي أن يُمارس وعلى القبطي الموافقة على هذا الإجراء دون اعتراض؟
الحل كتبته أكثر من مرة ولن أفقد الأمل في تنفيذه يومًا ما، الملف الطائفي والعلاقة بين الأقباط والمسلمين ليس ملفًا أمنيًا وكذا لا دور للمؤسسات الدينية فيه، لأن الأمن سيتعامل مع أي قضية طائفية بمبدأ القوة سيقضي على الموقف بشكل فوري دون أي علاج لأصول المشكلة والخلاف، والمؤسسة الدينية من الطرفين ستتكلم عن السماحة في الدينين الإسلامي والمسيحي وأن الجميع أشقاء، والحوار عن طريق الدين سيصل حتمًا إلى نقاط اختلاف، لا يوجد أي نقاط إلتقاء فيها.
الحل في إعطاء مؤسسات المجتمع المدني فرصًا وأرضية أكبر في علاج جذور المشكلة وفي خلق شراكة فعلية على أرض الواقع بين المسلمين والمسيحيين وتوعية الطرفين توعية كاملة أنهما في مركب واحدة إذا غرقت ستغرق بالمسلمين والمسحييين معا، كما أن هناك دورًا هامًا للتعليم والإعلام عن طريق مناهج تعليم تؤكد على المواطنة وقبول الآخر وإعلام برامجه تتسق مع فكر وطنية أقباط مصر ودورهم التاريخي في الوطن مع أهاليهم المسلمين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=7578&I=205