هاني دانيال
بقلم: هاني دانيال
يبدو أن جريدة الأهرام في طريقها لاستعادة مكانتها وسط زخم الصحف اليومية الخاصة التي بدأت في الظهور مؤخرًا، فبعد فترة من الإزدهار والتفوق تراجعت الجريدة لأسباب معلومة يشارك فيها نظام الحكم الذي عمل على إخضاع الصحف للتعبير عنه، وهو ما جعل الشريحة الأكبر لقراء الأهرام للابتعاد والبحث عن جريدة جديدة، إلا أنه ومع تولي الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الجريدة أكد أن الأهرام سيكون لكل الفئات ولكل الأفكار، ولن يحتكر فكر دون آخر، وهو التصريح الذي تقبّله البعض بالتحفظ وتقبّله البعض الآخر بالتجاهل، إلا أن الأيام تؤكد أن هناك بصيص من الأمل فى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
منذ أسابيع نشرت جريدة الأهرام مقالاً مهمًا للدكتور سيد القمني يدافع فيه عن نفسه وسط الحملة الشنيعة التي تعرض لها مؤخرًا، وكان من الذكاء أن يقوم الأهرام بنشر هذه المقالة للتوضيح وإتاحة منبر مهم من أجل أن يعبر فيها القمني عن رأيه، كذلك نشرت الجريدة سلسلة من المقالات للدكتور نبيل عبد الفتاح لمواجهة أزمات الإحتقان الطائفي.
ولكن الشيء الأبرز هنا ما نشرته جريدة الأهرام في عددها الصادر يوم الخميس 10/9 حينما أفسحت مساحة جيدة لحوار مع الدكتورة نوال السعداوي جعلتها تقول ما تشاء، ونشرت الجريدة في ظني معظم الحوار إن لم يكن كله، والتطرق إلى الأفكار السلفية وإلغاء المادة الثانية من الدستور ومواجهة الإخوان المسلمين وغيرها من الأفكار التي لم يكن من السهل أن تجد طريقها للنشر خلال السنوات الأخيرة، وإن كنت أعيب على الجريدة عدم متابعة ومراجعة نص الحوار للدرجة التي ظهرت إجابة أحد الأسئلة بالشكل التالي "للأسف الشديد أوقات كثيرة النظام يلعب دورًا سلبيًا في تمكين ونشر هذه التيارات السلفية التي توجد من ورائها الفتنة الطائفية بين الأقباط والمسلمين وغيرهم ولا بد أن يعلم الجميع أن هؤلاء الدعاة لا يعملون بمفردهم لكنهم يعملون ضمن إطار سياسي محلي وعالمي، وأخطر ما يواجه بلادنا التيار الإسلامي المتشدد والصهيونية واليهودية والأصولية والمسيحية والآن الدولة فقط شعرت بالخطر من تغلغل التيار الديني المتشدد."، وهو ما يشير إلى خطر المسيحية الأصولية وليس الأصولية والمسيحية، خاصة وإنني لا اعتقد أن تصرح بذلك الدكتورة نوال السعداوي!
المهم.. علينا أن ننتظر ماذا سيفعل الدكتور سعيد خلال الفترة المقبلة، وكيف يمكنه التغلب على الأفكار السلفية المجودة في الأهرام، ويخلص الجريدة من الأفكار المتطرفة أو يسمح للآخرين بمناقشة هذه الأفكار، بدلاً مما كان يحدث في الفترة الماضية حينما كان يتم فتح الصفحات للدكتور زغلول النجار وآخرين دون إعطاء أي مساحة للرد عليهم!
هذه هي البداية، دعونا ننتظر لنرى هل يستعيد الأهرام مكانته أم سيظل يتراجع وتتحكم فيه خفافيش التطرف والأوصولية؟!
http://www.copts-united.com/article.php?A=7270&I=197