بقلم : د. عادل فؤاد رمزي
مصر أم الدنيا.. هذه ليست جملة مجازية وإنما حقيقة فعلي ضفاف النيل قامت أول دولة في التاريخ واكتملت باتحاد الوجين القبلي والبحري وامتازت بالعلم في عصر كان بقية العالم يعيش في غياهب ظلام دامس من الجهل والفقر في قبائل تطوف الصحراوات, بينما نبغ المصريون في شتي العلوم والفنون من هندسة وطب وزراعة وتجارة وفلك وإدارة وقوة عسكرية غزت أجزاء كبيرة من العالم القديم وبني المصريون الأهرامات والمعابد والسفن والمصانع, ونبغوا في الطب في مجالات عديدة وحتي في الدين فإنهم أول من عرفوا التوحيد علي يد إخناتون. دولة كهذه يشرف من ينتمي اليها كقول مصطفي كامل: لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا مصر في قلب العالم قديما وحديثا جاء ذكرها في كل الكتب السماوية أو بعد كل هذا يمكن ألا نفخر بمصر الكنانة..
تعالوا معا إلي كلمة سواء: هل نحن علي مستوي المسئولية لنكون حقا مصريين لنسأل أنفسنا: هل نتقن أعمالنا حتي تطلب منتجاتنا ويشيد الناس بحنكتنا ودقتنا؟! فالله علينا شهيد هل نصدق بعضنا البعض؟! هل نحب بعضنا البعض؟! هل نوحد كلمتنا فالاتحاد قوة؟! هل نعضد المجتهد والأمين؟! ونلفظ المهمل والفاسد والكاذب؟ هل نضع القوانين الحاسمة القابلة للتطبيق فنحترمها ونتعاون لتطبيقها؟! هل نعطي كل ذي حق حقه؟! هل ننصر المظلوم ونعاقب الظالم هل نكافيء المحسنين ونعاقب المخطئين؟! هل للعمل عندنا تقدير مع معاناة العلماء ونضوب الأبحاث العلمية المبتكرة؟! هل نتبع الأساليب العلمية في التخطيط والتطبيق في جميع مناحي الحياة من تعليم وتوظيف وتصنيع وزراعة ومرور وأمن؟!
هل نحب مصر كوطن لنا جميعا؟! أم دارت بنا الأيام وضاع الانتماء للوطن في غمرة الانتماء للأعراف العالمية والأديان والسلوكيات التي لا تتعارض مع الوطنية, فالدين لله والوطن للجميع والمواطنة هي حقوق وواجبات كل السكان الأساسيين لأرض الوطن دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الدين أو الجنس كما جاء بالدستور المصري؟! يجب أن يكون المصريون علي قلب رجل واحد يحافظون علي سلامة ا وطن داخليا بدون أثارة القلاقل واحداث البلبلة وجلد الذات ومحاولة الإصلاح بهدوء وإقناع مع اهتمام المسئولين بكل وجهات النظر واحترامها..
وخارجيا بالحفاظ علي صورة مصر في كل مكان علي وجه البسيطة مع اتحادهم ليكونوا قوة وسندا لبعضهم, والموضوعية لحل المشكلات الداخلية, فوجودهم خارج مصر لا يمنعهم من الاهتمام بشئون وطنهم الأول الذي يجب أن يكونوا له سفراء مشرفين. أسئلة كثيرة إجابتها معروفة ستبين لنا ماذا نفعل لنعيد أمجاد الماضي؟ ونخطو ببلادنا العزيزة للأمام حتي لا تسبقنا أمم أكثر كانت لا تطاولنا في الحضاره والثقافة والمدنية.. تعالوا معا لنضع شعارا لنا كلنا: مصر أولا: تحوطها قلوبنا وتهفو نفوسنا لأم الدنيا ففي نجاحها نجاحنا وفي رفعتها رفعتنا, فاأم والأبناء دائما في سلة واحدة.
نقلا عن الاهرام
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=6754&I=183