ماجد سمير
بقلم: ماجد سمير
لا أعرف سببًا واحدًا لقيام معظم الأزواج بإطلاق اسم "الحكومة" على زوجاتهم؟، ربما لأن كلاً من الزوجة والحزب الحاكم لا يوجد أي أمل في تغييرهم، وفكرة تداول السلطة غير وارد بالمرة رغم أن الدستور يحتوي على فكرة التداول في حد ذاتها إلا أنه لا يوجد أدنى أمل في تحقيقها.
ويبدو أن هناك خلط لدى السلطة سواء في البيت التي تمثلها حُكم الزوجة بصرف النظر عن أنها "بتشتغل" في وظيفة ما أو "بتشتغل" زوجها، أو السلطة في البلد وجلوسها على مراوح الشعب باستمتاع شديد، والخلط المقصود بين معنى الدستور المتعارف عليه عالميًا ودوليًا وفي بلاد "الواق الواق" وبلاد تركب الأفيال وكذلك تلك البلاد التي تركب "التوك توك" خاصة بعد حصوله على ترخيص من الأحياء ومجالس المدن وكأنه "عامل بروز أو إشغال للطريق"، وكلمة دستور التي يقولها بعض المصريين خوفًا من العفاريت ويقينا منهم أنه نطقه للكلمة يكفي لاتقاء شر العفاريت.
والطريف أن الزميل الأستاذ جمال فهمي يؤكد دائمًا في عموده بالدستور "شكل للبيع" على الفكرة باستخدامه عبارته الشهيرة "الست الحكومة" عند قيامه بنقد التصرفات السلطوية للسادة المسئولين في كل ما يخص أمور المواطنين في مصر نفر .... نفر، و"الست الزوجة" تفعل نفس الخطوات في المنزل عند قيامها أي شيء يتعلق مثلاً بالغسيل أو التنظيف أو الطبيخ.
ولو تخلينا مثلاً تبديل الأدوار وقامت الحكومة بإدارة شئون المنزل وشكلنا حكومة من ستات البيوت فسيقوم على سبيل المثال لا الحصر وزير الإعلام بتولي نشر أسرار البيت للجيران بشكل شديد الحرفية، فالخناقات سيتم إرسالها للجيران عبر بيانات ترفق بصفحات الحوادث بالجرائد، ووزير المالية سيخصم ضرائب من مصروف البيت وكذلك عدم الاعتراف بأي بدلات حتى لو بدل "ما أشحت" وهو بدل يأمل الموظفين صرفه لهم حتى يضمنوا تكلمة الشهر.
والغريب أن الأزواج سيعانوا جدًا من عملية تبديل الأدوار لسببين الأول أن السادة الوزراء المسئولين عن إدارة شئون المنزل "هايقضوها اجتماعات وطبعًا الأمن هيمنع المرور داخل المنازل، والزوج "المزنوق" مثلاً لن يستطيع دخول الحمام قبل انتهاء الاجتماع سيكون شعر خطة التبديل "اكتم الأوجاع إلى نهاية الاجتماع" والطبيعي أن تجد كل من في المنزل أثناء الاجتماعات يقف زنهار وهو" ضامم" قدميه بشدة لمنع التسرب.
أما ستات البيوت الوزراء سيبدأ عملهن بخناقة قد تصل إلى حد التراشق بالألفاظ المختلفة التي تناسب المنطقة والمستوى الاجتماعي، فستات المناطق إياها سيفرشن الملاية ويطلقن ألفاظ من نوعية يا بنت الـ ........ والـ...... من التي لا يمكن كتابتها، أما المناطق الراقية سيقلن عبارات من صنف "ياي" إيه الكلام البلدي دة وأيياااااه أنا هاقول لمامي.
والصراع النسائي سيكون من أجل الحصول على منصب وزيرة الإعلام، ولن تصلح أي اتفاقيات أو محاولات تشكيل حكومة ائتلافية فيعود الوضع إلى ما كان عليه وتتولى الست الحكومة إدارة شئون البلد، والست الزوجة إدارة شئون آدم.
http://www.copts-united.com/article.php?A=6659&I=181