فيولا فهمي
بقلم: فيولا فهمي
إحدى صفات مصر الشهيرة هي أنها "بلد العجائب والغرائب" ليس لكونها كانت مقرًا لما يقرب من نصف عجائب الدنيا السبع فقط، ولكنها أيضًا لأنها مقرًا لجميع التناقضات والمفارقات الساخرة.
فهي التي تضم القرية الذكية "مقر الوزراء و رجال الأعمال" وتضم أيضًا القرى الغبية والفقيرة "مقر الجهلاء والفقراء".
وهي التي يقبض على أنفاسها الحكومة الالكترونية، ومازالت جميع وزاراتها وهيئاتها ومصالحها الحكومية تعيش في طور البدائية.
هي التي ترى على وجوه مواطنيها نشوة وفرحة أصحاب الملايين، وبؤس وشقاء المعذبين والمحرومين والمشردين.
وترى على أحد جانبيها فنادق الخمس نجوم والبواخر السياحية، وعلى الجانب الآخر قرى ريفية مصابة بالتيفود والأمراض المستعصية.
تجدها تقدم التسهيلات والتيسيرات لأصحاب الاستثمارات الكبيرة، وفي نفس الوقت تكبل وتحاصر أصحاب المشروعات الصغيرة وتفرض الفوائد المضاعفة على أصحاب الأعمال البسيطة.
وهي التي ينفق فيها رجال الأعمال ملايين الجنيهات على الفنانات، بينما يكافح فيها العمال والموظفين وينظموا عشرات الاعتصامات والاحتجاجات من أجل زيادة حفنة من الجنيهات.
يعلو فيها أصوات شيوخ الفتنة الطائفية ودراويش التخلف والرجعية وفضائيات الحقد والكراهية، بالرغم من الادعاء بأنها دولة مدنية ودستورية وتعزز مبادئ الوحدة الوطنية.
يعيش فيها أكثر الشعوب العربية شهرة بالتدين والتقوى الإيمانية، بالرغم من حالة الهوس بشراء المنشطات الجنسية ومشاهدة الأفلام الثقافية! وممارسة الدعارة العلنية.
ويشاع عن مواطنيها أنهم الأطول في عدد ساعات العمل اليومية، على الرغم من كثرة إجازات الأعياد القومية والمناسبات الدينية وأيام العطلة الرسمية وشهر رمضان الذي يسود فيه حالة الكساد والخمول السنوية.
هي الدولة التي يعيش فيها الوزراء والمسئولين مسلوبين الإرادة السياسية والقرارات السيادية، بالرغم من ترديد كلمات من عينة الديمقراطية والحرية والليبرالية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=6618&I=180