بقلم: محمد صادق دياب
أتابع كغيري نقع الجدل الذي تسبب فيها «بنطالان»؛ الأول: «بنطال» السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما، والثاني: «بنطال» الصحافية السودانية، لبنى أحمد حسين، فلقد أثارت صورة التقطتها عدسة أحد المصورين للسيدة الأميركية الأولى، وهي تترجل من طائرة الرئاسة مرتدية «بنطالا» قصيراً جداً، شهية كتاب الأعمدة الأميركيين لإجراء مقارنات بين تصرفات السيدات الأُول في تاريخ البيت الأبيض، وبين سلوك السيدة الحالية ميشيل، التي تحاول كسر البروتوكول التقليدي الذي يجعل سيدة البيت الأبيض تبدو على نحو مختلف من سلوكياتها الاعتيادية، وطرحت بعض منتديات الإنترنت الأميركية استجواباً يبدأ وينتهي بالسؤال: هل يحق لسيدة البيت الأبيض التجول ببنطال قصير جداً؟ وأزمة «البنطال» في أميركا في كل الأحوال أزمة «بروتوكولية» بحتة، تتصل بما يفترض أن ترتديه السيدة الأولى أمام عدسات الكاميرا، ولا علاقة لها بحال من الأحوال بأزمة «البنطال» في السودان، التي أخذت بعداً مختلفاً، حيث ارتأت شرطة النظام العام في السودان أن «بنطال» الصحافية السودانية، لبنى أحمد حسين، يعد زياً فاضحاً، يعرضها لاحتمالات الحكم بالجلد، وتبدو هذه التهمة في السودان على درجة من الخطورة تصل إلى حد منع المتهم بها من السفر إلى خارج البلاد، حيث منعت الصحافية لبنى من مغادرة السودان إلى الخارج حتى انتهاء القضية.
ولملابس المرأة حساسية خاصة في مختلف الثقافات، وإن اختلفت البواعث، فالأديب الفرنسي بلزاك يصف طغيان ملابس المرأة على رجال الدولة الفرنسية في عهده ويقول: «تنورة قصيرة تثير جنونهم وتدفعهم إلى الجري خلفها في شوارع باريس، فخيالات المرأة تسيطر على الدولة بكاملها. آه ما أعظم السلطة التي يملكها الرجل حين يتخلص من ذلك الطغيان»!
ولا يقتصر الجدل حول ما ترتديه المرأة على الكتاب والمفكرين والسياسيين وشرطة النظام العام في السودان فحسب، بل يمتد إلى الفنانين أيضا، فمن أشهر الأغاني اللبنانية أغنية «التنورة»، التي تقول كلماتها:
«اللي بتقصر تنورة
تلحقها عيون الشباب
هي بحالها مغرورة»
وتمضي كلمات الأغنية لتصف ملابس تلك المغرورة من الكعب العالي إلى «البلوزة» التي «تلالي».
فاللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.
نقلا عن الشرق الأوسط
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=6600&I=179