حسنى مبارك: "لو الشعب عاوز إصلاح... ح نديله إصلاح"!

بقلم: سامي البحيري

المذيع الأمريكى المرموق "تشارلى روز" أجرى عدة لقاءات تليفزيونية مع الرئيس المصرى حسنى مبارك كان آخرها بتاريخ 17 أغسطس قبل سفر مبارك إلى أمريكا،
http://www.charlierose.com/view/interview/10557
 وأتعجب لماذا يتجرأ الصحفيون الأجانب على زعمائنا ويوجهون إليهم أسئلة صعبة وأحيانا محرجة، والأعجب من هذا يسمح زعماؤنا بذلك بل ويجيبون على تلك الأسئلة بصدر رحب، أهى عقدة الخواجة، أم أن زعماءنا يتحدثون للعالم الخارجى بلغة ويتحدثون مع الغلابة من شعوبهم بلغة أخرى، ما علينا ، فمما لفت نظرى أن الرئيس حسنى مبارك أجاب على سؤال بخصوص الإصلاح والديموقراطية بأنه لا يمكن إملاء الإصلاح من الخارج، وأن الإصلاح لابد أن ينبع من الشعب، وقال بالحرف الواحد:" لو الشعب عاوز إصلاح... ح نديله إصلاح"!!، وطبعا الرئيس لا يعمل أى شئ بدون أن يسأل الشعب، فهناك إحتمال أن لا يكون الشعب فى حاجة إلى إصلاح أساسا، لذلك إذا أعطاه الرئيس إصلاح يمكن أن يتسبب هذا فى تلبك معوى أو أن يصاب بإنفلونزا "الإصلاح"، لذلك قررت أن أنزل إلى الشارع المصرى لكى أسأل الشعب المصرى عما إذا كان يريد الإصلاح أم لا؟ وإعتقدت أن أفضل مكان للقاء الشعب هو "قهوة بلدى"، وتوجهت إلى قهوة بلدى فى ميدان السيدة زينب بالقاهرة كنت أذهبب إليها زمان للعب الشطرنج، حتى أنه يطلق عليها "قهوة الشطرنج"، وعرفته من سحنته جالسا على كرسى المقهى فى يده كوب من الشاى الأسود وبجواره شيشه يقوم صبى القهوة بتغذيتها بالمعسل بنكهة التفاح، وأمامه يجلس شخص يبدو وكأنه توأمه وبينهما طاولة رخامية يلعبون عشرة طاولة، ودار بيننا الحديث التالى:
- ممكن أقاطعكم شوية؟
- إتفضل.
- أتعرف بحضرتك؟
- أنا الشعب فى أعماقه الدر كامن *** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتى!!
(وإستغرق فى ضحكة حشاشة)
- يعنى حضرتك الشعب؟
-   أيوه أنا الشعب.
- وعمرك كام تقريبا؟
- والله ما أعرفش بالضبط، لكن بيقولوا إن عمرى حوالى سبع آلاف سنة.
- ياترى سمعت عن الإصلاح
- أيوه طبعا، ده أنا لسه كنت بأقوم ب"إصلاح" العربية عند الواد بلية الميكانيكى.
- أنا مش بأقصد إصلاح العربية، أنا بأتكلم عن الإصلاح السياسى
- والله أنا ما بأحبش أتكلم فى السياسة
- أزاى ده أنت بتتكلم فى السياسة على طول
- بص بقى أنا دماغى متكلفة وإنت كده حتبوظ الحجرين إللى كنت بأشربهم
- لكن الإصلاح ده أهم حاجة، ياترى شفت حديث الريس مبارك فى التليفزيون مع الصحفى الأمريكانى، وإتكلم فيه عن الإصلاح
- والله أنا بأشوف الريس بس فى عيد العمال عشان بأنتظر منحة عيد العمال
- لكن الريس قال لوالشعب عاوز إصلاح.. ح نديله إصلاح
- والله الحكومة بتاعتنا "تهذيب وإصلاح" فكفاية قوى إصلاح
- أنا عاوزك تروح تقابل الريس عشان تقوله إذا كنت عاوز إصلاح أم لأ؟
- ياعم سيبنى فى حالى خلينى ألعب عشرتين طاولة ..ده أهم قوى من الإصلاح.
- الريس بيحب يسمع رأى الشعب فى كل حاجة، يلا بينا نروح له.
- بس بشرط :إنك تضمن لى أرجع أكمل عشرة الطاولة. 

وتوجهنا إلى القصر الجمهورى لمقابلة الرئيس، وتمكنا من لقائه فقط بعد أن علم الحرس الجمهورى بأن "الشعب" يريد مقابلة الرئيس. ودار بين الشعب والرئيس الحوار التالى:
- إزيك ياشعبى
- إزيك ياريس
- أناالحمد لله البركة فيك إللى كل كام سنة بتعيد إنتخابى
- أنا فى الخدمة ياريس
- وإزى الصحة ياشعبى
- الصحة تمام ياريس .. نحمده بإستثناء شوية فشل كلوى على شوية كبد وبائى وإنفلونزا طيور، غير كده الحمد لله
- إنت شعب عظيم وحمول مش حتفرق معاك الحاجات البسيطة دى، وإزى ولادك
- الحمد لله بيبوسوا إيديك، أهو طول النهار والليل إما فى الدروس الخصوصية أو قدام التليفزيون
- خللى باللك من ولادك، دول هم المستقبل.
- البركة فيك ياريس ، ده إنت والنعمة كويس
- ياترى طلباتك إيه؟
- أنا سمعت ياريس إنك عاوز تدينا "إصلاح"
- إنت نفسك فى الإصلاح؟
- والله ياريس أنا نفسى إنك تكون راضى عنى، بإصلاح من غير إصلاح إحنا تمام التمام، وبالروح والدم نفيدك ياريس
- يعنى قول بصراحة إنت عاوز إصلاح ولا مش عاوز إصلاح؟
- يعنى شوية إصلاح صغيرين فى "العضل" مش ح تضر
- لأ الإصلاح مش حينفع فى العضل
- طيب شوية إصلاح فى الوريد، ياريس أى حاجة تيجى منك تبقى بركة
- أنا ح أديك إصلاح
- ألف شكر ياريس،  ربنا يخليك لينا
- طيب إنت جبت حاجة تاخد فيها؟
- حاجة زى إيه ياريس؟
- يعنى مثلا سلطانية.. زى سلطانية الطرشى
- لأ والله ما جبتش حاجة آخد  فيها
- يبقى إنت كده مش مستعد للإصلاح
- طيب ممكن تلف لى أد إثنين كيلو "إصلاح" فى جرنان
- إنت فاكرنى بأبيع موز ولا برتقال، ده إصلاح ياشعبى، لو إنت مش مستعد للإصلاح تبقى تعدى علينا بكرة
- طيب ياريس بس إدينى أى حاجة عشان ما أرجعش بإيدى فاضية للعيال
- مادام إنته مش مهيأ للإصلاح... جاى ليه!!
- والله ياريس الحقيقة أنا لا كنت عاوز إصلاح ولا يحزنون ، كله من الصحفى ده إللى خلانى أسيب عشرة الطاولة وقاللى إن الإصلاح ده حاجة كويسة، لكن ياريس لو مش عاوز تدينى إصلاح، خلاص بلاش، أنت رضاك عنى أهم من أى إصلاح، وإنت مهما كان أدرى بمصلحتى
- أنت باين عليك راجل طيب، وعشان جيت هنا برجلك، يبقى ضرورى أديك شوية "إصلاح"
- الله يخليك ياريس
- خد شوية الإصلاح دول حطهم فى جيبك، وإوعى تبعثرهم
- دول بركة منك و فى عينى ياريس.
- طيب مع السلامة ياشعبى ياطيب
- أنا لى طلب أخير ياريس
- إتفضل ياسيدى ده إنت طلباتك كترت قوى
- ألا قيش عندك سندويتش فول؟

نقلا عن إيلاف

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع